أفلام عن المساحة دعوة إلى التفكير

٨ مشاهدات
nbsp في برنامج Doc Screens بالدورة 20 9 ـ 19 سبتمبر أيلول 2025 لشاشات الواقع في متروبوليس عرضت تسعة أفلام قصيرة توصف بتردد بأنها تجريبية رغم تنوعها وتباينها على مستوى الجودة والنوع ومدى قدرتها على تحقيق أهدافها من التجريب طغى موضوع المساحة في معظمها ما يدفع إلى التساؤل عن الدافع الجامع إلى هذا رغم المعالجات المتنوعة لمفهوم المساحة وإعادة تعريفها في كل منها سبعة منها تناولت موضوع المساحة توافرها وتسليعها وتعريفها والاحتمالات الكامنة فيها وغيرها وتحت هذا العنوان العريض يمكن تحديد ثلاثة عناوين فرعية لتحديد كيفية تعامل المخرجين مع الموضوع المدني والبيئي والرقمي nbsp المساحة والتنظيم المدني أفلام They No Longer See the Land but Square Meters لغسان حلواني 2021 و Playtime Karantina لجينان داغر وأوسكار دي جيسبرت 2024 وBourj Hammoud The Value of the Existing لأرين وبانوس أبراهاميان 2025 تتناول المساحة منصة مدنية خانقة شكلت المجتمعات ثم أصبحت سلعة بحد ذاتها يستند حلواني إلى ورقة بحثية أجراها فريق استديو أشغال عامة منظمة تعنى بالعدالة في التخطيط المدني فيلمه حوار بين المواطنين والليبرالية يبدأ بلقطات لمواقع بناء وطول مدته تهيمن المباني على تكوين الإطار فتنقل إلى المشاهد إحساسا بالاختناق من هذه الغابة الإسمنتية التي لا مفر منها بل إنها تستهلك كل شيء وتستمر في النمو شخصية المواطن رجل في بداية العقد الرابع من عمره ينتمي إلى الطبقة المتوسطة يظهر في شقته فقط وهو يغسل الأطباق أو مستلقيا على الأريكة في غرفة جلوس مظلمة تنتقل الكاميرا إلى الخارج لكن لتراقبه من النافذة المسورة وهو يقف في مطبخه المبنى الذي يقطنه محاط بمبان أخرى السماء زرقاء والمساحات الخضراء لا تشغل سوى ثلث الإطار ما يجعله يبدو كسجين في هذه الغابة الإسمنتية شخصية النظام الليبرالي تسرد الفيلم أيضا فتقول المواطن لا يدرك أن قيمة حياته تتناقص باستمرار مع ارتفاع قيمة الأرض التي يشغلها تبدأ رسوم متحركة في الظهور على الشاشة تقيس حوض المطبخ وقيمته بينما يغسل المواطن الأطباق بهذا الفعل البسيط يفكك الفيلم واقعنا المادي في حين أنه مجرد حوض عادي بالنسبة إلى البعض يوجه الفيلم انتباهنا إلى تسليع المساحة قسمت كل مساحة إلى متر مربع من هنا جاء اسم الفيلم ولكل متر مربع سعره مسألة التنظيم المدني أو عدم وجوده يتناولها أيضا فيلم الثنائي أبراهاميان بينما يركز حلواني على تسليع المساحة وسباق الاستيلاء على الأراضي يتعامل أبراهاميان مع المساحة على أنها أرضية للتجديد وحاضنة للمجتمع nbsp nbsp يستند الفيلم بدوره إلى بحث أجرته المخرجة أرين يأخذنا في جولة عبر أحياء برج حمود المكتظة بالسكان والعمران ليركز على ثلاثة معالم تقترح أرين تجديدها وإعادة تأسيسها لتسترجع مكانها مساحات ثقافية ومجتمعية أحد هذه المعالم CAHL مركز أرمني يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة قدم لعقود خدمات إلى أهل المنطقة لكنه الآن بات مهجورا يطرح الفيلم إعادة تنشيط المساحة إلا أنه يظهر أيضا كيف يمكن للتخطيط غير المنظم أن يعطل الحياة المجتمعية مثلا إلى الجهة الشمالية من CAHL يخترق جسر طريق الاستقلال الحي بشكل مباشر في الجهة المقابلة يطغى الازدحام العمراني على المشهد على غرار فيلم حلواني يسلط فيلم أبراهاميان الضوء على هيمنة العمران بتقسيم الإطارات من خلال لقطات جوية وأخرى واسعة فيعرض واقع الاكتظاظ في برج حمود الأسلاك التي تغطي السماء الشرفات التي تبعد بضعة أمتار عن بعضها البعض الضجيج المتواصل وما إلى ذلك يؤكد الفيلم على ندرة المساحة وقدرة الناس على التكيف مع هذه الندرة يقول الراوي السكان يستخدمون الشوارع امتدادا لمنازلهم كما يظهر الفيلم أن الحد الفاصل بين المساحتين العامة والخاصة ليس واضحا معظم الأحيان إذ تتحول المساحة إلى أرضية واحدة يخلق فيها الاكتظاظ صلة جديدة بالنسيج المدني كما يقترح فيلم داغر ودي جيسبرت إعادة تشكيل العلاقة مع النسيج المدني الفيلم نفسه يسلط الضوء على الحياة المجتمعية التي تتشكل نتاجا للتخطيط المدني وندرة المساحات تحديدا المساحات المخصصة للعب الأطفال في حي الكرنتينا معظم اللقطات لأطفال يلعبون يتدلون من أغصان الأشجار يتسلقون الشاحنات المتوقفة على جانب الطريق يدحرجون عجلة سيارة أو يلعبون كرة القدم في الشارع بينما تمر السيارات إلى جانبهم قطعة أرض مفتوحة تستخدم موقف سيارات ولا يسمح لهم بدخولها إلا في عطلة نهاية الأسبوع وأيام الأعياد بالتالي يصور الفيلم المساحة على أنها ملعب في غابة إسمنتية أو بيئة عمرانية وبينما ينتقد في البداية ندرة المساحات الخضراء وواقع لعب الأطفال في شوارع الحي يطرح وجهة نظر معاكسة تقارب المدينة أو المساحة العمرانية بصفتها ملعبا كبيرا تصبح فيه المباني والأعمدة والأشجار وما إلى ذلك جزءا منه ما يسمح للأطفال بالتواصل المباشر مع بيئتهم المعيشية nbsp المساحة البيئة الحاضنة سلطت هذه الأفلام الثلاثة الضوء على ندرة المساحات العامة والخاصة تحديدا ندرة المساحات المخصصة للمجتمعات البشرية لكن أفلاما أخرى في البرنامج نفسه قاربت المساحة بما هي بيئة حاضنة للمجتمعات البشرية وغير البشرية Waterhood لشربل صموئيل عون وRadius catastrophe لجاد يوسف الفيلمان إنتاج 2024 فيلم عون المصور بكاميرا هاتف يتتبع مسار المياه من نهر بيروت وعبر المدينة أحد المشاهد اللافتة لقطة لمجرى المياه في نظام الصرف الصحي بينما تمر السيارات فوقه وضعت الكاميرا الهاتف في قناة الصرف الصحي لمشاهدة المياه الآسنة تتدفق وتتابع مجراها بينما تشير ظلال السيارات وأصواتها إلى أننا موجودون فعلا تحت طريق رئيسي بهذا المعنى تصبح المياه عنصرا خفيا في الحياة المدنية وتشغل مساحة في بيئتنا المعيشية تشير اللقطات المختلفة للمياه كتدفقها من الجدار المتعفن إلى نهر بيروت الجاف إلى واقع المياه المنسي يتحدى الفيلم مبدأ إذا لم نره فهو غير موجود ويطرح الواقع غير المرئي لنظامنا المائي بلقطاته يجعل الفيلم المياه بطل الرواية الذي نتبعه من المصدر إلى الوجهة وهذه خطوة تتجاوز أهمية المياه إلى ما وراء الفيلم وتعيد تشكيل موقعه بوصفه عنصر خلفية في حياتنا إلى شخصية أساسية نشاركها مساحاتنا المعيشية بهذا المعنى يأخذ مصطلح المساحة هنا إطارا تعريفيا جديدا وهذا نطاق جغرافي لا يشغله البشر حصرا فيلم يوسف يستخدم أيضا هذا التعريف فيأخذ المشاهد في رحلة عبر لقطات جوية للساحل الشمالي للبنان والأنهار والمناطق الصناعية المهجورة بينما يركز عون على التقاطع بين القوى الصناعية والحياة البشرية يروي يوسف قصة عميل فضائي يأتي إلى الأرض للتحقيق في جريمة قتل في الرحلة يوسع نطاق تحقيقاته ليتجاوز القضية الأساسية ويتشعب في العوامل البيئية التي أنتجت جريمة كهذه يظهر الفيلم لقطات مستودعات ومحطات الوقود المهجورة والمنازل والمنشآت الصناعية والكلاب الضالة المصابة والأنهار التي تتدفق بقوة في ما يبدو أنه مرفق مائي لقطات تشير إلى العنف الكامن في هذه المساحة الذي ربما كان سبب جريمة القتل nbsp nbsp ما يوحي به الفيلم إذا الترابط بين نوعية الحياة والوضعين المعيشي والنفسي للإنسان فالمكان العنيف يولد حياة وأشخاصا عنيفين أي أن المساحة في سياق الفيلم عامل فاعل في إنتاج العنف nbsp المساحة الرقمية العلاقة بين العنف والمساحة تبرز أيضا في فيلم Drone Story للورا ميناسا 2025 تعرف المساحة في الإطار الرقمي وتطرح أسئلة حول تجسد المساحة والتوتر المستمر على الحدود الفاصلة بين المادي والرقمي المرئي وغير المرئي العام والخاص يتناول الفيلم مسألة الوجود الدائم للمسيرة الإسرائيلية المعروفة بـ MK في المجال الجوي اللبناني يتردد صوتها المألوف كل الفيلم بينما تتابع الشخصيات أعمالها اليومية الروتينية يحول الفيلم السماء إلى ساحة مراقبة تستخدمها المسيرة لتحول حياتنا إلى شيفرة ترسلها إلى المشغل فجأة أصبحنا جميعا ننظر إلى السماء لا للتأمل بل لتوخي الحذر لما تحويه لم تعد السماء نفسها التي كنا نرسمها في طفولتنا وتتوسطها شمس ضاحكة وطيور تحمل الأمل بل أصبحت سقفا يطاردنا ويراقب كل تحركاتنا ويستهدفنا هذه السماء الزرقاء الكبيرة أصبحت الآن تهديدا يمكن أن يرمي غضبه علينا في أي وقت المراقبة تدخل في الخاص أي أن التعدي على الخصوصية أصبح سلاحا يستخدمه الكيان كسلاح ضد شعب برمته بهذا المعنى لم تعد المساحة وجودا ماديا يتحرك فيه الفرد بل أصبحت متشابكة مع الافتراضي والمتخيل بالمثل يطمس فيلم 20240404 لسرايا سلوان حمود 2024 تلك الحدود إذ تجذبنا المخرجة إلى مساحتها الخاصة ليندمج عالمنا بعالمها تتحد المخرجة بالشخصية الرئيسية إذ تلمح المخرجة إلى أننا نشاهد شاشتها الشخصية عبر صور شخصية لها هذه المساحة التي يفترض بها أن تكون خاصة أصبحت الآن مجالا مشتركا للجميع فنرى المخرجة تدون أفكارها الحميمة وتستعرض مكتبة صورها وتغوص في متاهة الإنترنت تجبرنا على الشعور بأننا نتلصص عليها وهي تقوم بهذا الفعل الخاص جدا بينما اعتدنا في يومياتنا على عدم النظر خلسة في شاشة هاتف شخص آخر تفتح حمود عالمها على مصراعيه كما لو أنها تكشف سرا صغيرا وتشاركنا هذه المساحة الرقمية الخاصة بضعها علنا أمام الجمهور وبينما المسيرة دخيل تجعل حمود من الجمهور نفسه دخيلا في فيلمها يزداد تطفل المشاهد مع انطلاق الموسيقى مما يبدو أنه مكبر صوت في الغرفة التي تجلس فيها الشخصية وهذا يزيد إدراكنا بمحيط الشخصية تكشف هذه العناصر عن حالتها النفسية حتى ولو كانت غير مرئية مرة أخرى تتلاشى الحدود بين المساحتين الافتراضية والمادية nbsp خاتمة إذا أخذ موضوع المساحة حيزا أساسيا في هذه الأفلام تعامل مخرجوها معها باعتبارها عاملا حاضرا في واقعنا المعاش وسواء كانت المساحة مستغلة أو مادية أو مرئية أو رقمية تدعو الأفلام إلى وعي مكاني على المستويات كافة أن نعي أكثر وجودنا في المساحة ما نحتله مع من نتشاركه العنف الكامن وتجاربنا الفردية أثناء تنقلنا بين الخاص والعام nbsp nbsp في الدورة 20 9 ـ 19 سبتمبر أيلول 2025 لشاشات الواقع التي تنظمها جمعيةnbsp متروبوليس ـ بيروت أقامت سينماتيك بيروت ورشة للنقد السينمائي في السينما المعاصرة نتجت منها مقالات عدة منها ثلاث تنشرها العربي الجديد للمساهمة في نشاط ثقافي سينمائي شبابي والورشة مقامة بإشراف حرمون حمية والمنذر الدمني ومهدي عواضة من فريق سينماتيك بيروت

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم