كشف وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز اليوم الخميس عن إمكانية قيامه بزيارة إلى الجزائر في غضون الأيام القليلة المقبلة دون إعطاء تاريخ محدد لذلك فيما تلوح في الأفق بوادر لحل الأزمة القائمة بين البلدين وفي ظل لقاء مرتقب بين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون على هامش قمة العشرين التي تحتضنها جوهانسبورغ في 23 من نوفمبر تشرين الثاني الجاري وقال وزير الداخلية الفرنسي في تصريح لقناة بي أف أم الفرنسية تعلمون أن وزير الداخلية الجزائري سعيد سعيود دعاني لزيارة الجزائر لذا فإن احتمال ذهابي كبير جدا في مرحلة ما يحتاج الوزراء إلى التواصل فيما بينهم والانخراط في نقاشات أكثر استراتيجية معتبرا أن زيارته قد تفتح صفحة جديدة من الحوار بعد أن بلغ مستوى التدهور في العلاقات الثنائية حدا غير مقبول وهذه هي المرة الثانية التي يؤكد فيها نونيز تلقيه دعوة من نظيره الجزائري لزيارة الجزائر وبحسب الوزير الفرنسي فإن هناك ضرورات سياسية لاستئناف الحوار مع الجزائر قائلا لم يعد لدينا أي اتصال أمني مع الجزائر وهذا يعني أن المديرية العامة للدرك الوطني والشرطة الوطنية والمديرية العامة للأمن الداخلي لم تعد لديها أي تبادلات عملياتية مع الجانب الجزائري لذلك يجب أن نستأنف هذا الحوار الأمني مع الجزائر وهو مهم لسلامة مواطنينا لدينا مطالب أمنية كثيرة تشمل حسبه مسائل مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة والهجرة ويأتي تصريح الوزير الذي يحمل إشارات إيجابية على إمكانية فتح باب الحوار بين البلدين بعد يوم على قرار الرئيس الجزائري الإفراج عن الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام صنصال بطلب من نظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير بعد سنة من وجوده في السجن في أعقاب إدانته بتهم المساس بالوحدة الوطنية ووصفها وزير الداخلية الفرنسي بأنها بادرة إنسانية من الرئيس تبون وخطوة قد تمثل بداية لانفراج تدريجي في العلاقات بين باريس والجزائر بعد أشهر من التوتر الدبلوماسي مشيرا إلى أن استراتيجية المواجهة مع الجزائر غير فعالة ولم تجد نفعا في إشارة الى النهج السياسي المتشدد الذي كانت تتعاطى به الحكومة الفرنسية وبخاصة وزير الداخلية السابق برونو روتايو إزاء الأزمة مع الجزائر وفي السياق نفسه يظل مفتوحا ملف الصحافي الفرنسي كريستوفر غليز الموقوف في الجزائر بتهم تخص الإرهاب حيث توقع الوزير الفرنسي أن تتم محاكمته في الجزائر في غضون أيام على أن تعمل القنوات الرسمية معالجة ملفه بين البلدين وأمس أعلن ماكرون استعداه للحوار مع الرئيس الجزائري وتمثل قمة العشرين التي ستعقد في جوهانسبورغ فرصة للقاء محتمل بين الرئيسين قد تدفع لبدء خطوات في اتجاه حل الأزمة تشمل إعادة السفراء الى البلدين وسحبت الجزائر سفيرها من باريس في يوليو تموز 2024 في أعقاب قرار فرنسا الإقرار بالحكم الذاتي المغربي في الصحراء الغربية بينما سحبت باريس سفيرها من الجزائر في إبريل نيسان الماضي والاثنين الماضي تحدث رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الفرنسي نيكولا ليرنر عن وجود إشارات من الجزائر إلى كونها تود معاودة الحوار مع باريس بعد أكثر من عام على اندلاع أزمة دبلوماسية عميقة بين البلدين وقال ليرنر لإذاعة فرانس إنتر لدينا اليوم إشارات صادرة من الجانب الجزائري تشير إلى رغبة في معاودة الحوار موضحا أنها إشارات علنية وغير علنية على السواء وأضاف فرنسا مستعدة لذلك وكانت دائما مستعدة لذلك مع التذكير بمطالبها ولا سيما إطلاق سراح مواطنينا