أصدرت مجلة تايم الأميركية أمس الأربعاء قائمتها السنوية لـأفضل 100 كتاب يجب قراءتها في عام 2025 في محاولة لتشكيل مرجع مؤثر بمشهد القراءة العالمي تضمنت القائمة مزيجا متنوعا من الروايات والقصص القصيرة والدراسات النقدية والسير الذاتية ولكن تدقيق النظر فيها يضعنا أمام تساؤلات نقدية حول مدى شموليتها وقدرتها على تمثيل الأدب العالمي فعليا حيث لا يزال الإنتاج الأدبي الصادر من العالم الغربي والناطق بالإنكليزية مهيمنا شهد الأدب الروائي الذي يمزج بين الخيال العلمي والإثارة النفسية حضورا قويا في القائمة ففي كل ما نراه أو نعتقد أننا نراه يقدم كين ليو قصة خيال علمي متتبعا هاكرا تدعى جوليا زد التي تبحث عن فنان مفقود في عالم تتحكم فيه المراقبة والذكاء الاصطناعي كما تقدم ليلى العلمي في روايتها فندق الأحلام قصة مثيرة تدور أحداثها في المستقبل القريب حيث تحتجز امرأة بناء على بيانات مستخلصة من أحلامها مع تساؤلات جوهرية حول الحرية والمراقبة nbsp من الخيال العلمي إلى السير الذاتية على صعيد الروايات الاجتماعية والنفسية برزت أعمال تتعمق في تعقيدات العلاقات الإنسانية مثل رواية تجربة أداء لكاتي كيتامورا والرحمة لجوان سيلبر والتي تتبع تأثير قرار واحد مأساوي اتخذه رجل في السبعينيات على حياة عدة أشخاص عبر خمسة عقود وتعود ليلي كينغ برواية نفسية عميقة بعنوان قلب العاشق تستعرض مثلث حب معقد وتتناول شخصيات تعيش في أزمة منتصف العمر أما المذكرات والأعمال غير الخيالية فقد شهدت أيضا تنوعا لافتا وأثارت سارة وين ويليامز جدلا كبيرا بمذكراتها أناس طائشون التي تكشف أسرار التعاملات الداخلية والسلوكات المريبة في شركة فيسبوك ميتا مقدمة شهادة قاسية من الداخل وفي الاتجاه نفسه قدم أندرو روس سوركين دراسة تاريخية معمقة في كتابه 1929 مسلطا الضوء على الكساد الاقتصادي الكبير الذي عم أميركا في ذلك العام كما احتفت القائمة بمذكرات وسير ذاتية عديدة ففي كتاب سفر الحيوات تقدم مارغريت آتوود مذكرات شخصية مليئة بالحكمة والفكاهة عن حياتها ورحلتها الأدبية وقدم نيكولاس بوغز في بالدوين قصة حب سيرة عميقة للكاتب جيمس بالدوين كما خصص رون تشيرنو عملا ضخما من 1200 صفحة لسيرة الكاتب الساخر مارك توين في كتابه مارك توين إضافة إلى ذلك تبرز مجموعة مقالات الموت والحياة لزادي سميث التي تناقش أهمية النقد والتفكير النقدي في عصرنا الراهن وتعكس رؤى جديدة في الثقافة المعاصرة في حين تقدم أرونداتي روي في مذكراتها الأم ماري تأتي إلي سردا شخصيا يعكس العلاقة المضطربة والقاسية مع والدتها وتبقى قائمة مجلة تايم الأميركية منصة مؤثرة على توجهات القراءة في الداخل الأميركي خلال عام 2025 لكن يظل التحدي قائما للمجلة بأن تعزز من تمثيلها للأصوات العالمية لتقدم صورة أكثر اكتمالا وشمولا للمشهد الأدبي العالمي