وكالة الطاقة ترفع توقعاتها لنمو المعروض العالمي من النفط
٨ مشاهدات
رفعت وكالة الطاقة الدولية في تقريرها الشهري الأخير توقعاتها لنمو المعروض العالمي من النفط خلال عامي 2024 و2025 في خطوة تعكس اتساع الفجوة بين الإنتاج والطلب مع اقتراب عام 2026 ويأتي ذلك في وقت يشهد السوق النفطي حالة من الترقب الحذر وسط استمرار الإمدادات الروسية عند مستويات شبه ثابتة رغم العقوبات الغربية وتباطأ انتعاش الطلب العالمي نتيجة لتباطؤ النمو الاقتصادي وعودة الضغوط الجيوسياسية على مسارات التجارة والطاقة nbsp هذه المستجدات تشير إلى تحول تدريجي في توازنات السوق حيث بدأت المخاوف من نقص الإمدادات التي سادت خلال 2021 2022 تتراجع لتحل مكانها مخاوف من فائض قد يضغط على الأسعار ويعيد ترتيب الحسابات لدى المنتجين وعلى رأسهم دول أوبك وبحسب وكالة الطاقة الدولية ارتفع المعروض العالمي بنحو 6 2 ملايين برميل يوميا خلال الفترة الممتدة من يناير كانون الثاني إلى أكتوبر تشرين الأول 2024 وهو ارتفاع يعكس عودة بعض القدرات الإنتاجية وتوسع مشاريع النفط الصخري وزيادة إنتاج دول خارج أوبك مثل الولايات المتحدة والبرازيل وكندا هذا النمو القوي في المعروض يأتي في ظل أوضاع اقتصادية عالمية غير متجانسة حيث يتباطأ النمو في أوروبا والصين بينما تواجه الأسواق الناشئة ضغوطا مالية وارتفاعا في كلفة الاقتراض ورغم العقوبات البريطانية والأميركية الأخيرة على قطاع الطاقة الروسي تؤكد الوكالة أن صادرات النفط الروسية مستمرة حتى الآن دون تغير كبير ما يدل على مرونة موسكو في إعادة توجيه شحناتها إلى أسواق بديلة مثل الهند والصين واستخدام أساطيل الظل للالتفاف على القيود استمرار هذه الصادرات عند مستويات مرتفعة يزيد من وفرة الإمدادات في السوق العالمية ويحد من فعالية العقوبات أداة لتقييد العائدات الروسية وفي المقابل رفعت الوكالة تقديراتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 إلى 790 ألف برميل يوميا ارتفاعا من توقعاتها السابقة البالغة 710 آلاف هذا التعديل يبقى محدودا مقارنة بالنمو القوي في العرض ما يعزز احتمالات اتساع الفائض خلال العامين المقبلين ويعكس ضعف الطلب مجموعة عوامل متراكمة أبرزها التحول التدريجي نحو الطاقة النظيفة واعتماد دول عديدة سياسات كفاءة الطاقة بالإضافة إلى التباطؤ الصناعي في الصين الذي كان تاريخيا محرك النمو الأكبر للطلب العالمي nbsp كما يواجه السوق ضغوطا من جانب سياسات نقدية متشددة في الدول الكبرى التي ترفع من كلفة الاستثمار والاستهلاك وبالتالي تقلص الطلب على الوقود وفي الوقت ذاته تواصل الولايات المتحدة تحقيق مستويات قياسية من إنتاج النفط الصخري ما يضيف زخما إضافيا للعرض العالمي ويحد من قدرة أوبك على إعادة التوازن رغم تخفيضاتها الطوعية تشير التوقعات المحدثة لوكالة الطاقة الدولية إلى أن سوق النفط يتجه تدريجيا نحو مرحلة من الفائض المتزايد مع تقدم نمو المعروض على نمو الطلب ومع اقتراب عام 2026 يبدو أن التحدي الأكبر سيقع على عاتق أوبك التي ستجد نفسها مضطرة لاتخاذ قرارات أصعب للحفاظ على استقرار الأسعار في ظل إصرار روسيا على الحفاظ على صادراتها واستمرار الطفرة في إنتاج النفط الصخري الأميركي وفي المقابل قد تستفيد الاقتصادات المستهلكة من ضغوط هبوطية على الأسعار ما يوفر متنفسا أمام الحكومات التي تواجه ضغوطا تضخمية وبينما يبقى المشهد النفطي رهين التطورات الجيوسياسية تتضح ملامح دورة جديدة عنوانها وفرة الإمدادات وتحديات الطلب مع أفق مفتوح على تحولات كبيرة في خريطة الطاقة العالمية خلال السنوات المقبلة رويترز العربي الجديد