السويداء منظمات تحاول التخفيف من الأزمة الإنسانية بعد حوادث يوليو
١٧ مشاهدة
كثف محافظ السويداء مصطفى البكور في خلال الأيام الأخيرة لقاءاته مع عدد من المنظمات الإنسانية المحلية كما الدولية بهدف تعزيز الدعم الإغاثي وكذلك الطبي في المحافظة الواقعة جنوبي سورية وكذلك بهدف تحسين أوضاع العائلات المهجرة والمناطق المتضررة من النزاع ولا سيما بعد الحوادث الدامية التي وقعت في يوليو تموز الماضي وأفادت محافظة السويداء بأن البكور استقبل في هذا السياق وفدا من منظمة أطباء بلا حدود برئاسة بياتريس لاو اليوم الأربعاء فجرى بحث لآليات تعزيز الدعم الطبي الإنساني في مراكز الإيواء ومناطق تجمع العشائر التي هجرت من السويداء قبل أشهر عبر عيادات متنقلة توفر معاينات للمرضى وتؤمن لهم أدويتهم بما يساهم في التخفيف من معاناة الأسر المتضررة كذلك استقبل البكور وفدا من جمعية الهلال الأحمر العربي السوري برئاسة حازم بقلة وقد بينت المحافظة أن اللقاء تركز على مناقشة سبل تعزيز التعاون المشترك مع استعراض الاحتياجات التنموية والخدمية إلى جانب المشاريع الإغاثية والإعمارية من ضمن حملة السويداء منا وفينا التي تنفذها المحافظة بالتنسيق مع الهلال الأحمر وذلك تمهيدا لعودة الأهالي إلى قراهم واستعادة الاستقرار في المناطق المتضررة وفي لقاء آخر بحث البكور مع المدير التنفيذي لمنظمة بهار الإنسانية شرفان إيبش سبل تسهيل إدخال المساعدات الإنسانية إلى السويداء وزيادة كمياتها بالإضافة إلى تفعيل الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين بما في ذلك تحسين شبكات البنية التحتية ودعم استقرار الأوضاع المعيشية وفي إطار الأنشطة الميدانية وزعت جمعية الهلال الأحمر العربي السوري مستلزمات إيواء شتوية لعائلات من عشائر السويداء المهجرة والمقيمة حاليا في داعل والصورة بمحافظة درعا جنوبي البلاد من أجل تأمين احتياجاتها الأساسية في خلال فصل الشتاء كذلك وزعت منظمة آفاق سلالا غذائية على عائلات مهجرة من عشائر السويداء في بلدة بصرى الحرير بريف درعا الشرقي بتوجيه من محافظ السويداء وبالتعاون مع الهلال الأحمر من جهة الخدمات أنجزت مديرية كهرباء السويداء أعمال صيانة وتركيب محولات كهربائية في قريتي صما والطيرة بريف السويداء الغربي بقدرة 50 كيلو فولت أمبير لكل محول بهدف تحسين التيار الكهربائي في المنطقة وكان محافظ السويداء قد أعلن أمس الثلاثاء عقب لقائه وفدا من برنامج الأغذية العالمي التوصل إلى اتفاق لإدخال 120 ألف سلة غذائية عاجلة إلى المحافظة من أجل تغطية الاحتياجات الإنسانية المتزايدة وأكد قائلا نعمل لتخفيف المعاناة عن أهلنا في المحافظة سواء المقيمون فيها أو المهجرون ونقدر تجاوب برنامج الأغذية العالمي واستجابته الدائمة لدعم صمود الأهالي في مواجهة الظروف الصعبة كذلك عقد البكور اجتماعا مع وفد من أعيان العشائر المهجرين ووجهائهم بحضور ممثل عن جمعية الهلال الأحمر العربي السوري نوقشت في خلاله الاحتياجات الملحة وآليات تأمين متطلبات العائلات المهجرة في سياق متصل قال مصطفى الناصر أحد المهجرين من ريف السويداء يقيم حاليا في داعل بمحافظة درعا لـالعربي الجديد إن المساعدات التي تصل تخفف عنا بعض الأعباء لكننا نأمل أن تكون دائمة وأكثر تنظيما لافتا إلى أن عائلات كثيرة تعيش في ظروف قاسية ولا تملك مصادر دخل ثابتة من جهته أمل تمام الخطيب أحد سكان مدينة السويداء بأن تعكس هذه اللقاءات جدية في السعي لتحسين الأوضاع وأضاف لـالعربي الجديد أن الناس هنا في حاجة إلى دعم فعلي في الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والطبابة متمنيا أن تترجم هذه الوعود خطوات ملموسة قريبا وتأتي كل هذه التحركات من ضمن جهود رسمية وطنية ومحلية تهدف إلى استعادة الاستقرار والتخفيف من آثار النزاع في محافظة السويداء التي تواجه تحديات معيشية وإنسانية متزايدة منذ سقوط النظام السابق قبل أكثر من 11 شهرا تجدر الإشارة إلى أن محافظة السويداء شهدت في يوليو الماضي مواجهات دامية بين مجموعات مسلحة محلية وعناصر من القوات الحكومية على خلفية اعتقالات وعمليات خطف متبادلة بين أبناء المحافظة وعشائر من البدو في ريفها الشرقي وتطورت الاشتباكات سريعا إلى مواجهات عنيفة في داخل مدينة السويداء مركز المحافظة وريفها أوقعت عشرات القتلى والجرحى من بينهم مدنيون ودفعت مئات العائلات إلى النزوح وتدخلت قوات من الجيش السوري في محاولة لفرض السيطرة الأمر الذي زاد من حدة التوتر وترافق ذلك مع اتهامات بارتكاب انتهاكات جسيمة بحق المدنيين ما أثار استنكارات محلية ودولية ودفع إلى المطالبة بتحقيق شفاف ومستقل في هذا الإطار وعقب تلك الحوادث الدامية تفاقمت الأزمة الإنسانية في محافظة السويداء فشهدت المنطقة انهيارا واسعا في الخدمات الأساسية من كهرباء ومياه واتصالات إلى جانب نقص حاد في المواد الغذائية والطبية بسبب تعطل خطوط الإمداد وتراجع قدرة المؤسسات المحلية على الاستجابة وأدى تصاعد التوترات الأمنية إلى نزوح مئات العائلات من القرى الشرقية والشمالية نحو مركز المدينة ومناطق ريف درعا المجاورة فيما لجأ آخرون إلى مراكز إيواء مؤقتة تفتقر إلى الحد الأدنى من مقومات العيش كذلك تدهورت أوضاع المنظومة الصحية في السويداء بصورة ملحوظة مع توقف عدد من المراكز الطبية عن العمل على خلفية نقص في الكوادر والمستلزمات في المقابل راحت تتكثف جهود المنظمات الإنسانية والإغاثية العاملة في الجنوب السوري بالتنسيق مع السلطات المحلية من أجل تأمين المساعدات العاجلة وتقديم الخدمات الطبية والإيوائية لمن يحتاجها غير أن الاحتياجات ما زالت تفوق الإمكانات المتاحة