واشنطن بوست تكشف تفاصيل عملية أميركية لتقليل الأفيون في أفغانستان

١٨ مشاهدة
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية اليوم الأربعاء عن برنامج سري للغاية نفذته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه في أفغانستان استمر لأكثر من عقد من الزمن استهدف محاصيل الخشخاش الأفغانية من خلال إلقاء بذور معدلة بالتزامن مع إلقاء القنابل والصواريخ من الجو بهدف تقليل إنتاج الأفيون في البلاد وبحسب الصحيفة بدأ البرنامج السري عام 2004 واستمر حتى حوالي 2015 حيث ألقت طائرات تابعة للوكالة بذور خشخاش معدلة وراثيا فوق حقول المزارعين الأفغان هذه البذور التي لم تحتو تقريبا على مورفين كانت مصممة لتنبت مبكرا وتنتج أزهارا حمراء زاهية جذابة للمزارعين لكنها لا تصلح لإنتاج المخدرات وأشارت الصحيفة إلى أن البرنامج كان محاطا بسرية شديدة لدرجة أن الحكومة الأفغانية برئاسة حامد كرزاي لم تبلغ عندما بدأت الوكالة تنفيذه وليس من الواضح ما إذا كان المسؤولون الأفغان قد علموا به لاحقا كما أن أنطونيو ماريا كوستا الذي ترأس مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة بين 2002 2010 أخبر الصحيفة بأنه سمع همسات عن برنامج مشابه لكنه لم يحصل على تأكيد أبدا وفقا للصحيفة جاء البرنامج في سياق فشل ذريع للحملة الشاملة لمكافحة المخدرات في أفغانستان والتي كانت محكومة بالخلافات بين الوكالات الأميركية وصدامات بين الولايات المتحدة وحلفائها بما في ذلك بريطانيا ودعم متقطع من الحكومة الأفغانية وتغلغل زراعة الخشخاش في ثقافة واقتصاد الريف الأفغاني وذكرت الصحيفة أن البرنامج تطلب سنوات من البحث الزراعي السري حيث كانت البذور تزرع في موقع داخل الولايات المتحدة وتهجن مع نباتات خشخاش طبيعية لاختبار النتائج ثم تنتج بكميات ضخمة وكان التوقيت حاسما إذ كانت البذور تلقى في أواخر الخريف عندما يبدأ المزارعون الأفغان بزراعة بذورهم الخاصة ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز سابق مطلع على البرنامج قوله إنه كان يجب التأكد من أن البذور لا تبرز كثيرا حتى لا يلاحظ مزارعو الخشخاش في أفغانستان أمرا غريبا ولكن أيضا أنها بمرور الزمن تصبح المحصول السائد أو السلالة المهيمنة وأوضحت الصحيفة أن البرنامج كان جزءا من جهود أوسع لمكافحة تجارة المخدرات الأفغانية في وقت كانت إدارة جورج بوش الابن تدفع باتجاه الرش الجوي بالمبيدات على غرار ما حدث في كولومبيا لكن هذا الاقتراح واجه معارضة شديدة من البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية والحكومة البريطانية والمسؤولين الأفغان الذين حذروا من أن المواد الكيميائية قد تلوث المياه الجوفية وتؤذي جهود كسب دعم السكان المحليين وكشفت الصحيفة عن تفاصيل طريفة منها أن السفير الأميركي في أفغانستان ويليام وود الذي كان مصمما على الرش بالمبيدات عرض أن يجلس مرتديا سروال سباحة في حوض من مبيد الغليفوسات في ساحة عامة بكابول ليثبت سلامته وبحسب الصحيفة كان البرنامج مكلفا للغاية واستنزف ميزانية مركز الجريمة والمخدرات التابع للوكالة وفي سنواته الأخيرة تكفلت وزارة الخارجية الأميركية بتكاليف وقود الطائرات وصيانتها لكنها لم تجر إسقاطات وأشارت الصحيفة إلى أن تقييم تقدم البرنامج كان يتم بعدة طرق منها المراقبة الجوية وصور الأقمار الاصطناعية التي أظهرت أن المزارعين يخلون حقولهم من النباتات غير المنتجة والتنصت الإلكتروني الذي التقط محادثات بين مزارعي الأفيون وحتى تفتيشات ميدانية أحيانا حيث كان مسؤولون أميركيون يزورون الحقول متخفين ونقلت الصحيفة عن مسؤولين سابقين آراء متباينة حول فعالية البرنامج فبينما قال بعضهم إنه كان ناجحا لبعض الوقت ومثالا على التفكير الإبداعي خارج الإطار رأى آخرون أنه لم يحقق انخفاضا دائما في إنتاج الأفيون الأفغاني وساعد صانعي السياسات على تجنب اتخاذ قرارات صعبة وأوردت الصحيفة أنه عندما كان البرنامج على وشك الانتهاء حوالي 2015 ناقش المسؤولون الأميركيون استخدام نفس الطريقة في المكسيك لكن الخطة رفضت لأن الخشخاش هناك يزرع في قطع أراض صغيرة وتضاريس جبلية يصعب استهدافها جوا واختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة أنفقت نحو 9 مليارات دولار منذ 2001 في محاولة وقف تدفق الهيروين من أفغانستان دون تحقيق نجاح دائم وعندما انسحبت من أفغانستان عام 2021 كانت تجارة الهيروين تمثل بين 9 14 من الناتج المحلي الإجمالي الأفغاني وبعد عودة طالبان للسلطة وحظرها إنتاج الأفيون انخفضت الزراعة بنسبة 95 بحلول 2023 لكنها عادت للارتفاع بنسبة 19 العام الماضي متحولة نحو مناطق جديدة بعيدا عن المناطق التي استهدفتها سي آي إيه

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم