تراجع الثقة الحكومية في أوكرانيا بسبب فضيحة فساد قطاع الطاقة

١١ مشاهدة
دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي اليوم الأربعاء وزيري العدل والطاقة إلى الاستقالة على خلفية فضيحة فساد واسعة هزت قطاع الطاقة الذي يعاني أصلا من آثار الحرب الروسية وأكد زيلينسكي في منشور عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن الوزيرين لا يمكن أن يبقيا في منصبيهما معتبرا أن استمرار بعض مخططات الفساد في وقت يواجه فيه الأوكرانيون انقطاعات يومية للكهرباء أمر غير مقبول إطلاقا تعليق مهام وزير العدل والتحقيق مع شخصيات نافذة في السياق أعلنت رئيسة الوزراء الأوكرانية يوليا سفيريدينكو تعليق مهام وزير العدل جيرمان غالوشينكو الذي كان يشغل سابقا منصب وزير الطاقة لأربع سنوات وذلك على خلفية اتهامات تتعلق بفضيحة فساد كبرى في قطاع الطاقة nbsp وقالت سفيريدينكو عبر حساباتها في وسائل التواصل الاجتماعي إن القرار اتخذ بعد اتهام النيابة العامة الأوكرانية للوزير غالوشينكو بالحصول على منافع شخصية من رجل الأعمال تيمور مينديتش أحد أبرز المقربين من الرئيس زيلينسكي والمتهم بتدبير مخطط أدى إلى اختلاس نحو 100 مليون دولار من أموال قطاع الطاقة بحسب ما نقلت وكالة فرانس برس وأضافت أن وزيرة التكامل الأوروبي ليودميلا سوجاك ستتولى مهام وزارة الطاقة مؤقتا بانتظار استكمال التحقيقات منافع شخصية مقابل السيطرة على التدفقات المالية من جانبه أعلن مكتب المدعي العام المتخصص في مكافحة الفسادnbsp سابو أن الوزير غالوشينكو تلقى منافع شخصية من مينديتش مقابل تسهيل السيطرة على تدفقات الأموال في قطاع الطاقة وأكد المكتب أن التحقيقات كشفت عن شبكة معقدة من المصالح والعقود المشبوهة في فضيحة وصفت بأنها الأكبر في تاريخ القطاع وكان غالوشينكو قد شغل سابقا مناصب عدة منها في مكتب النائب العام ووزارة الخارجية والإدارة الرئاسية كما تولى في عامي 2013 و2014 منصب المدير التنفيذي للدعم القانوني في شركة الطاقة الأوكرانية ثم أصبح نائبا لرئيسها بين 2020 و2021 قبل أن يعين وزيرا للطاقة في إبريل نيسان 2021 ومن ثم وزيرا للعدل في يوليو تموز 2025 عقب استقالة رئيس الوزراء السابق دينيس شميغال وتشكيل حكومة سفيريدينكو وبحسب وسائل إعلام أوكرانية نفذت السلطات أكثر من 70 مداهمة ضمن حملة أطلقت عليها اسم ميداس شملت منزل الوزير المقال ومكاتب شركة إنرغوآتوم للطاقة النووية وعددا من المقربين من الرئيس زيلينسكي بينهم تيمور مينديتش الذي يعتقد أنه غادر البلاد قبيل بدء المداهمات وأوضح المكتب الوطني لمكافحة الفساد أنه يمتلك نحو ألف ساعة من التسجيلات الصوتية المرتبطة بالقضية وقد بدأ بنشر بعض المقاطع التي توثق محادثات بين مينديتش ومسؤولين سابقين في قطاع الطاقة حول صفقات مشبوهة وأعلنت السلطات الأوكرانية الثلاثاء اعتقال خمسة أشخاص على صلة مباشرة بملف الفساد المتعلق بالكهرباء مؤكدة أنها تعمل على توسيع التحقيقات وإحالة نتائجها إلى القضاء فضائح متكررة تضرب مؤسسات الدولة لم تكن هذه الحادثة الأولى من نوعها إذ شهدت أوكرانيا في أغسطس آب الماضي فضيحة جديدة تتعلق برشاوى في عقود تصنيع المسيرات أبرمت بأسعار مرتفعة أضرت بالميزانية العامة وجرى توقيف أربعة أشخاص حينها بينهم نائب برلماني من حزب خادم الشعب الذي يتزعمه زيلينسكي وفي يناير كانون الثاني الماضي أعلن جهاز الأمن الأوكراني عن كشف عملية فساد أخرى تتعلق بشراء الجيش أسلحة بقيمة تقارب 40 مليون دولار كذلك يجري المكتب الوطني لمكافحة الفساد تحقيقات موازية بشأن رشى داخل شركة الطاقة الوطنية تأتي هذه التحقيقات في ظل أزمة طاقة خانقة تعصف بالبلاد نتيجة الغارات الروسية المستمرة على البنية التحتية ما أدى إلى انقطاعات واسعة في التيار الكهربائي في مختلف المناطق الأوكرانية مع اقتراب فصل الشتاء وأثارت هذه التطورات استياء واسعا في الشارع الأوكراني الذي يواجه نقصا حادا في الكهرباء والوقود في وقت يتزايد فيه الضغط العسكري الروسي وفي أول تعليق له بعد القرار قال غالوشينكو إنه يتفهم الدوافع السياسية وراء الإقال مؤكدا أنه سيواصل الدفاع عن نفسه أمام القضاء لإثبات براءته وواصفا ما يجري بأنه قرار سياسي يتطلب لاحقا توضيح الجوانب القانونية يذكر أن مكافحة الفساد تمثل إحدى أبرز القضايا التي تواجه أوكرانيا في الوقت الذي تسعى فيه للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وكان زيلينسكي قد تعهد مرارا بمحاربة الفساد على جميع المستويات بعد سلسلة من الفضائح التي طالت مؤسسات الدولة والجيش وقطاعات اقتصادية حساسة ويأتي التحقيق الجديد في وقت تتعرض فيه البنية التحتية الأوكرانية لضربات روسية متواصلة تلحق بها أضرارا جسيمة ما يضاعف من حجم التحديات أمام الحكومة في حربها على الفساد وسعيها لتعزيز ثقة الشركاء الأوروبيين والدوليين تعد هذه التطورات إشارة واضحة إلى أن ملف مكافحة الفساد في أوكرانيا لم يعد مقتصرا على الحديث الرسمي بل أصبح مدخلا حاسما لقياس مصداقية الحكومة أمام شعبها وشركائها الدوليين في وقت تواجه فيه البلاد تهديدات عسكرية كبيرة وانقطاعا متكررا للكهرباء يبدو أن المسائل المتعلقة بالشفافية والنزاهة باتت أكثر حساسية من أي وقت مضى وإذا ما نجحت كييف فعلا في مواجهة هذه الأزمة الداخلية قد تسهم هذه الخطوات في استعادة ثقة المواطنين وتعزيز فرصها في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي أما في حال فشلت فستتعمق الصورة لدى الداخل والخارج بأن الحرب لا تواجه فقط عددا من القذائف بل أيضا عددا من الملفات السوداء داخل الدولة فرانس برس العربي الجديد

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم