ليبيا حكومة مجلس النواب تستنكر اعتقال شخصيات قبلية شاركت بلقاء حفتر
١٨ مشاهدة
استنكرت الحكومة المكلفة من مجلس النواب في ليبيا ما وصفته بـعمليات الاعتقال بحق عدد من القيادات القبلية من مدينة ترهونة التي شاركت في لقاء اللواء المتقاعد خليفة حفتر في بنغازي مطلع نوفمبر تشرين الثاني الحالي متهمة اللواء 444 قتال التابع لحكومة الوحدة الوطنية بتنفيذ هذه الاعتقالات وفيما وصفت الحكومة اللواء 444 بأنه مجموعة مسلحة تعمل خارج أي إطار قانوني اعتبرت أن عملية الاعتقال التي نفذها اللواء أعمالا همجية تشير إلى استمرار نهج المجموعات المسلحة الخارجة عن القانون وأنها مدعومة من حكومة الوحدة الوطنية التي نعتتها بـالحكومة منتهية الولاية واستنكرت الحكومة في بيانها صمت البعثة الأممية معتبرة أنه يعكس انحيازها الواضح للمجموعات المسلحة وتغاضيها الكامل عن مسؤولياتها القانونية والأخلاقية في رفض الاعتداء على المدنيين مما يجعلها شريكا غير مباشر في الجرائم المرتكبة ضد المواطنين الليبيين وفيما لم يصدر عن الحكومة في طرابلس واللواء 444 قتال أي تعليق حتى الآن كشفت مصادر مقربة من المجلس الاجتماعي لقبائل ترهونة النقاب عن وحدة تابعة للواء 444 بالقبض على أربعة من أعضاء وفد قبائل ترهونة الذين شاركوا في لقاء حفتر بمدينة بنغازي في الثاني من نوفمبر حيث أوضحت لـالعربي الجديد أن الاعتقالات جاءت على خلفية اجتماعات عقدها هؤلاء الأربعة مع قيادات قبلية داخل المدينة بعد عودتهم من بنغازي وفيما أكدت المصادر أن الوفد الذي اجتمع بحفتر لم يكن كله من الشخصيات المقيمة حاليا في ترهونة بل ضم في معظمه زعامات قبلية موالية له كانت قد فرت من المدينة برفقة قواته عند انسحابها من جنوب شرقي طرابلس منتصف عام 2020 أوضحت أن الشخصيات التي جرى اعتقالها أجرت عقب رجوعها إلى المدينة اتصالات مع وجهائها لنقل وجهة نظر حفتر وحلفائه من الزعامات التي غادرت المدينة موضحة أن تلك الاتصالات تناولت الموقف من الجرائم التي ارتكبت أثناء سيطرة مليشيا الكانيات على المدينة خلال حرب طرابلس عامي 2019 و2020 وأن حفتر حاول خلال لقائه بالزعامات القبلية تبرئة نفسه من تلك الجرائم مدعيا أن مليشيا الكانيات كانت تسيطر على ترهونة قبل انضمامها إلى قواته وأنه لم يكن مسؤولا عنها وأن قواته كانت لديها غرف عمليات مستقلة في ترهونة وغريان ومناطق جنوب شرق وغرب طرابلس أثناء الحرب على العاصمة ولم تكن مرتبطة بالكانيات وأكد حرصه على طي صفحة تلك المرحلة عبر إعادة التواصل مع وجهاء المدينة والعائلات المتضررة وكان حفتر قد دعا خلال لقائه بقيادات ترهونة في بنغازي الليبيين إلى التحرك السلمي لتقرير المصير بعد فشل كل المبادرات المحلية والدولية في إنهاء الأزمة مضيفا أن الوقت قد حان ليقرر الليبيون مصيرهم ولا يحتمل التأجيل فإما الدولة وإما الفوضى وإما السيادة وإما التبعية مؤكدا أن قواته ستضمن أي اتفاق يجمع الليبيين تحت مظلة وطنية موحدة وعقب هذا اللقاء أصدرت رابطة ضحايا مدينة ترهونة بيانا دعت فيه إلى التحرك الفوري لمحاسبة المسؤولين عن جرائم مليشيا الكانيات مؤكدة أن بعض قادة المليشيا يتلقون دعما من قوات حفتر ما وفر لهم الحماية ومنع ملاحقتهم كما دعت الرابطة إلى إحالة المطلوبين إلى القضاء الليبي أو المحكمة الجنائية الدولية مذكرة بأن ستة من قادة الكانيات صدرت بحقهم مذكرات توقيف دولية لم تنفذ بعد وكانت ترهونة التي تبعد نحو 95 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة طرابلس المركز الرئيس لقوات حفتر أثناء عدوانها على طرابلس عامي 2019 و2020 بعدما تحالفت معه مليشيا الكانيات المسيطرة على المدينة منذ عام 2013 وشرعنها حفتر بضمها إلى صفوفه ضمن ما سماه اللواء السابع وإثر انكسار حملته العسكرية وانسحابه من محيط العاصمة انسحبت الكانيات معه من المدينة ليكتشف الأهالي لاحقا وجود مئات الضحايا الذين اختطفوا وقتلوا ودفنوا في مقابر جماعية داخل ترهونة ما أثار صدمة واسعة في الداخل والخارج وفي يوليو تموز 2021 اغتيل آمر المليشيا محمد الكاني في بنغازي في ظروف غامضة بينما رفعت المحكمة الجنائية الدولية في أكتوبر تشرين الأول 2024 السرية عن عدد من مذكرات القبض بحق متورطين في المقابر الجماعية من بينهم محسن الكاني وخمسة آخرين لا يزالون يعيشون في مناطق خاضعة لسيطرة حفتر وجاء لقاء حفتر بقيادات ترهونة ضمن سلسلة لقاءات قبلية بدأها مطلع أكتوبر الماضي بلقاء زعماء قبائل من الشرق والجنوب أكد خلاله أن الحل لن يأتي من الخارج وأن المجتمع الدولي لم يقدم لليبيا سوى المراحل الانتقالية داعيا الليبيين إلى صياغة خريطة طريق ليبية خالصة ترتكز على الشرعية المحلية ورافضا الخريطة التي نسجت خيوطها وراء الحدود في إشارة إلى خريطة الطريق الأممية المطروحة للتنفيذ منذ أغسطس آب الماضي وفي السادس والعشرين من أكتوبر الماضي التقى قيادات من المنطقة الوسطى وكرر في حديثه لهم قوله إن أي حل للأزمة الليبية يجب أن يكون نابعا من الإرادة الشعبية ومدعوما بتوافق القبائل ودعا الى مرحلة جديدة متطورة في معالمها وطبيعتها متميزة بكونها وليدة حراك شعبي واسع تقوده القوى الوطنية الحية وفي طليعتها شيوخنا وحكماؤنا الأفاضل وأعقب ذلك لقاءات أخرى شملت قيادات قبلية من غرب البلاد وتحديدا من الزنتان وترهونة وآخرها لقاء أجراه أمس الأحد مع قيادات من قبائل مدينة بني وليد الواقعة على بعد نحو 200 كيلومتر جنوب شرقي طرابلس حيث دعا في لقائه بهم إلى تغيير جذري في المشهد السياسي لضمان الاستقرار ووحدة الوطن وكرر مطالبته لليبيين بـحراك سلمي منظم لتقرير المصير وبناء الدولة مناشدا الدول التي تسعى للسلام والاستقرار في ليبيا أن تنحاز لخيار الشعب الليبي وتقف إلى جانبه عند اتخاذ قراره ورسم خريطة الطريق لبناء دولته فـحل الأزمة يكمن في المسار الذي يقرره الشعب بنفسه بحسب تعبيره