مدونة ليست شخصية تكتب سيرة شعب
مدوَّنة ليست شخصية تكتب سيرة شعب
آراء /> سميرة المسالمةكاتبة وصحافية سورية، رئيسة تحرير جريدة تشرين سابقاً، نائب رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
10 نوفمبر 2025 alt="مدونة ليست شخصية"/>+ الخط -من الصعب أن يضع الإنسان تفاصيل حياته بين أسطر، لنجد أن هذه الحياة هي حياتنا جميعاً، أو هي نسخة مكرّرة مما نعتقد أنها ليست سيرةً ذاتيةً فقط لكاتبها، إذ يمتزج الشخصي بالعام، والذاتي بالمجموع، كما فعل إدوارد سعيد في خارج المكان، أو صلاح خلف في فلسطيني بلا هُويَّة، أو شفيق غبرا في حياة غير آمنة.
كرّر ماجد كيّالي التجربة نفسها في مدوَّنة ليست شخصية... من دفاتر الزمن الفلسطيني السوري (دار كنعان، دمشق، 2025)، فرغم ما تحمله تلك المدوَّنة من تأملات تتجاوز الفرد، تظلّ بمنزلة شهادة ذات طابع حميم، توثّق تجربةً إنسانيةً خاضها بصدق ووعي عميق. فهي ليست فقط انعكاساً لمسار فكري تشكّل في المنفى، بل أيضاً بوح ذاتي بلغة شفّافة، تمزج بين العاطفة والتأمّل، وتمنح القارئ فرصةَ ملامسةِ الذاكرة الفردية بوصفها مرآةً لذاكرة جيل كامل عاش التغريبةَ الفلسطينية بتفاصيل مختلفة ومستويات متعدّدة.
لا يمكن فصل سيرة الفرد الفلسطيني عن السردية الجماعية
هي ذاكرة جمعية، نعم، لكن وجوهها متعدّدة، فالفلسطينيون في الشتات لم يعيشوا التجربة، رغم كل عوامل الربط الوثيقة والعميقة والشجيّة. بعضهم وُلد في المخيّمات، حيث تُصبح الهُويَّة الوطنية جزءاً من يوميات البؤس والمعاناة والمقاومة، فيما نشأ آخرون في بيئاتٍ مدينيةٍ أكثر استقراراً نسبياً، من دون أن يُعفَوا من وجع المنفى والتشرّد، والحنين إلى وطن مُتخيّل. فالكاتب من مواليد حلب التي احتضنت مخيَّمَيْن فلسطينيَّيْن، لكنّه لم يكن أحد سكّانهما، ومع ذلك لم يكن بعيداً من الأسئلة الكبرى للهُويَّة والانتماء والحقّ، إذ اكتشف فلسطينيته في أماكن سكنه، وفي المدارس التي ارتادها، في البيئة السورية ـ الحلبية، وواجه تغريبته من موقع مختلف، ما يمنحه صوتاً مميزاً داخل التجربة الفلسطينية.
من يقرأ صفحات الكتاب (248 صفحة)، وتحديداً القسم الأول منها، يضعنا أمام مفارقة مقصودة من الكاتب،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
