شهود الزور وغرنيكا ضياء العزاوي
شهود الزور وغرنيكا ضياء العزاوي
فنونعباس بيضون
/> عباس بيضون شاعر وروائي من لبنان 09 نوفمبر 2025 | آخر تحديث: 05:03 (توقيت القدس) من المعرض (غاليري صالح بركات) + الخط -استمع إلى الملخص
اظهر الملخص - معرض ضياء العزاوي في غاليري صالح بركات ببيروت يقدم تجربة فنية متكاملة من 2019 إلى 2023، مستندة إلى قصيدة ليوسف صايغ، مما يضفي بعداً سياسياً يعكس كارثة العراق بأسلوب خاص.- تتنوع اللوحات بين الألوان الداكنة والمشرقة، حيث تبدأ بلوحة تعبر عن الدمار، تليها لوحات تصور خليطاً من الأجساد والأشياء المدمرة، مما يعكس موسيقى الدمار والتوتر.
- ينتهي المعرض بلوحة سيراميكية تمثل مدينة نابضة بالحياة، مما يرمز إلى الأمل والمستقبل، ويجعلنا نشعر وكأننا أمام لوحة واحدة متكاملة.
معرض ضياء العزاوي في غاليري صالح بركات ببيروت فريد وباهر. لا تزال، وأنت تشاهد، تشعر بأنك أمام عمل واحد، بل أنت أمام فصول من عمل واحد. اللوحات التي تحمل تواريخ من 2019 إلى 2023، تبدو كأنها لم توجد عبثاً في هذه القوالب، التي تمتد عرضاً وتضيق طولاً بالنسبة لعرضها. هذه القوالب تجعل اللوحات بعضها مقابل بعض، خطواتٍ انتقاليةً، كمقاطع متواصلة، لا يبدو أن الفنان غريب عن هذه الفكرة، إذ إن الشعر الذي استهل به كاتالوغ المعرض ليوسف صايغ وطني لم يشهد زوراً/ يوماً/ لكن شهدوا بالزور عليه.
من هذه الأبيات يستخرج العزاوي عنواناً شاملاً للمعرض شهود الزور. قد يربكنا العنوان، لكننا نفهم فوراً أن العراق هو المعني، وأن شهادة الزور هذه تعود إلى الكارثة التي حاقت به، وما زالت منذ عقود. هناك إذاً مرجع سياسي للعمل كله، هذا ما يجعلنا نتيقن من الانطباع الأول الذي تبادر إلينا، من قوالب اللوحات الطولية العرضية، وانفراد إحداها بالأسود والأبيض والرمادي، بينما تختصر الثانية في ثلاثة ألوان بديلة، بذلك تخطر لنا غارنيكا بيكاسو، والحق أن هذا الخاطر يساورنا في أثناء تأمل المعرض غير مرة، وأظن أن العزاوي نفسه ليس بعيداً عنه.
هناك مدينة حقيقية، بكل عمرانها وكل هياكلها،
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
