الإجهاد البيئي

٥٥ مشاهدة

الإجهاد البيئي

موقف

محمد أحمد الفيلابي

/> محمد أحمد الفيلابي

متخصص في شؤون البيئة

08 نوفمبر 2025 خلّفت حرب السودان خسائر بيئية كبيرة، 5 أكتوبر 2025 (فرانس برس) + الخط -

كلّ من يتحدث عن المخاطر التي تهدّد بقاء الجنس البشري، يذكر الجوع والجهل والمرض كنتيجة. وربما يتحدث البعض عن التصحّر والتغيّر المناخي إذا أراد أن يعبر بفكره الحدود السياسية التي وضعها آخرون. وقد يتناول البعض الإجهاد البيئي من دون أن يربط الأمر بالحروب التي تشكل القاسم المشترك لكل ما ذُكر.

هل من حدود سياسية وضعت إلّا من بعد حرب نزعت الحق من البعض، ومنحت القوة لمن رسم الحدود، وحدّدت من يبقى هنا، ومن يذهب إلى هناك؟ أليست ثلاثية الجوع، والجهل، والفقر النتاج الأعظم للحروب، والأثر الذي لم ينتهِ بزوالها، بل بقي ليشهد على فساد الإنسان في الأرض؟ وهل من حرب دون تعدٍ سافر على البيئة والنظم البيئية إلى حدّ الإجهاد؟

الإجهاد البيئي إذن نتيجة مباشرة لحالات التوتر السياسي والنزاعات المسلحة في أي مكان، إذ تتصارع غالباً الدول للسيطرة على الموارد البيئية الأولية، والمخزون الاستراتيجي للأرض من معادن ومياه، وممرات بحرية وغيرها من الموارد المؤثرة في عناصر البيئة الإنسانية.

وإذا كان الغزو المباشر والسلاح في أيدي المقاتلين هو الوسيلة في سابق الأزمان، فإنّ التطور في كل شيء، بما في ذلك وسائل المقاومة جاء بأسلحة جديدة تمزج بين العسكري والتكنولوجي والثقافي والبيئي، حتّى يرتبط في الوعي الجمعي أن الفساد في الأرض يعني إجهاد البيئة، ليس بأيدي الغزاة المنتصرين، بل أيضاً بأيدي المهزومين الذين لا يجدون وسيلة للبقاء إلّا ممارسة المزيد من إجهاد النظم البيئية.

تتغيّر البيئة الإنسانية دائماً وتتحوّل بفضل تطور الحياة البشرية، لكن الحروب هي أداة التغيير القسري لكل ما هو طبيعي وصناعي، ويمتد أثرها إلى ما هو اقتصادي اجتماعي وثقافي من خلال ما يحدث من تغيير ديمغرافي أثر تحريك المهاجرين والنازحين واللاجئين من بيئة المنشأ إلى بيئات مستقبلة، وهكذا تضيع في منتصف الطريق المعارف والقيم والأعراف، وتتأثر شبكات

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم