موجة زرقاء في أميركا الحزب الديمقراطي يستعد لانتخابات 2026
١٣ مشاهدة
شكلت انتخابات الرابع من نوفمبر تشرين الثاني الحالي في الولايات المتحدة محطة فاصلة بين الانتخابات الرئاسية التي أجريت في الخامس من نوفمبر 2024 وبين الانتخابات النصفية المرتقبة في الثالث من نوفمبر 2026 خصوصا لجهة إعادة تموضع الحزب الديمقراطي في مواجهة الجمهوريين وعلى رأسهم الرئيس دونالد ترامب في السياق شكلت نتائج الانتخابات نقطة انطلاق ناجحة للديمقراطيين فيما يعرف بـoff year أي العام الذي تجرى فيه عادة انتخابات خارج الانتخابات النصفية والرئاسية وغالبا ما تكون انتخابات محلية أو على مستوى الولايات في السياق تمكن الحزب الديمقراطي من إرساء معادلات قوى جديدة استعدادا للمرحلة المقبلة وذلك على الرغم من حجج ترامب في تبريره الهزائم الانتخابية تبريرات ترامب وجادل ترامب بأن الإغلاق الحكومي الذي دخل أمس الأربعاء يومه الـ36 وعدم وجود اسمه على لوائح الاقتراع ساهم في خسارة الجمهوريين وفي موضوع الإغلاق الحكومي الذي بدأ في الأول من أكتوبر تشرين الأول الماضي يحمل ترامب الحزب الديمقراطي مسؤولية عدم إقرار تمويل مؤقت وذلك إثر الفشل في اتفاق الحزبين الجمهوري والديمقراطي على الإنفاق الفيدرالي والمساعدات الصحية والمساعدات الخارجية ووفقا للجنة Congressional Budget Office CBO قد يكلف الإغلاق من 7 إلى 14 مليار دولار إذا استمر بين 6 و8 أسابيع كذلك ربط ترامب الحزب الجمهوري بشخصه من خلال الإشارة إلى هزائم مرشحي الحزب في ولايتين بارزتين في دلالة على أنه كان قادرا على تعويض الخسائر وقال ترامب في إفطار لأعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين أمس الأربعاء ما حدث في الانتخابات كان فوزا ديمقراطيا بامتياز ولا أعتقد أنه كان جيدا للجمهوريين أقرت كاليفورنيا مقترحا يمنح الديمقراطيين 5 مقاعد إضافية في الكونغرس nbsp في ولاية فيرجينيا انتخبت الديمقراطية أبيغيل سبانبرغر التي كانت عميلة سابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إيه لتصبح أول حاكمة لهذه الولاية الواقعة على الساحل الشرقي للولايات المتحدة والتي قادها الجمهوري غلين يونغكين على مدى السنوات الأربع الماضية ونالت سبانبرغر 57 5 على حساب منافستها الجمهورية وينسوم إيرل ـ سيرز التي نالت 42 3 وكان لافتا بلوغ الفارق بين المرشحتين الـ15 فيما خسر ترامب ولاية فيرجينيا في رئاسيات 2024 بفارق 6 فقط كما أن حاكم الولاية السابق الجمهوري غلين يونغكين نال 50 58 في انتخابات 2021 في مقابل 48 64 لمنافسه الديمقراطي تيري ماكوليف وتظهر أرقام فيرجينيا أن التقدم الذي صاغه يونغكين لمصلحة الجمهوريين على مدار السنوات الماضية من فارق ناهز 2 تحول إلى هزيمة بفارق 15 في انتخابات الثلاثاء كما أن الكتلة الانتخابية التي منحت أصواتها لسبانبرغر بلغت 1 963 731 صوتا في مقابل 1 443 617 ضوتا لإيرل ـ سيرز ويظهر هنا تقدم الحزب الديمقراطي بنسبة تناهز الـ400 ألف صوت عن انتخابات 2021 التي نال فيها ماكوليف 1 599 470 صوتا بينما خسرت الكتلة الناخبة الجمهورية أكثر من 220 ألف صوت بفعل حصول يونغكين في 2021 على 1 663 158 أما في رئاسيات 2024 فنال ترامب ونائبه جي دي فانس 2 335 395 صوتا في فيرجينيا في مقابل 2 075 085 لمنافسيهما المرشحة الديمقراطية للرئاسيات كامالا هاريس ومرشحها لنيابة الرئاسة مايك والتز وتعهدت سبانبرغر التي تقدم نفسها حصنا ضد سياسة ترامب العدوانية لتقليص عدد الموظفين الفيدراليين أن تكون حاكمة تدافع عن آلاف العمال الفيدراليين الذين تم تسريحهم من جانب وزارة الكفاءة الحكومية التي كان يرأسها الملياردير إيلون ماسك قبل استقالته في مايو أيار الماضي كذلك فاز الديمقراطي جاي جونز بمنصب مدعي عام ولاية فيرجينيا بنيله 53 1 في مقابل 46 5 لمنافسه الجمهوري جايسون مياريس في نيوجيرسي تمكنت الديمقراطية ميكي شيريل الطيارة السابقة في البحرية الأميركية من تجاوز المرشح الجمهوري جاك سياتاريلي بفارق جيد بعدما كانت المعركة محتدمة بينهما لتصبح حكامة الولاية وكانت الولاية تعد معقلا للديمقراطيين خلال العقد الماضي لكن في الانتخابات الرئاسية الأخيرة قلص ترامب الفارق بشكل ملحوظ ونالت شيريل 56 2 من الأصوات في مقابل 43 2 لسياتاريلي وحققت بالتالي فارقا بلغ 13 من الأصوات مع العلم أن ترامب خسر الولاية في رئاسيات 2024 بفارق 6 وفي مقارنة مع انتخابات عام 2021 تمكن الديمقراطي فيل مورفي من الفوز على سياتاريلي بالذات بنسبة 51 22 مقابل 48 وتظهر الأرقام تقدم الديمقراطيين في نيوجيرسي في السنوات الأخيرة على المستوى الشعبي فقد نال مورفي في عام 2021 1 339 471 صوتا في مقابل 1 255 185 لسياتاريلي أما في الانتخابات الأخيرة فقد نالت شيريل 1 792 760 صوتا بتقدم بنسبة تزيد عن 450 ألف صوت في المقابل نال سياتاريلي 1 378 391 صوتا بتقدم لم يزد عن 125 ألف صوت عن أرقامه في انتخابات 2021 بالنسبة إلى ترامب فقد نال مع فانس في نيوجيرسي في رئاسيات 2024 1 968 215 صوتا بينما كسبت هاريس ووالتز 2 220 713 صوتا تظهر أرقام ولايتي فيرجينيا ونيوجيرسي أن الديمقراطيين قادرون على صياغة مد أزرق في الانتخابات النصفية لعام 2026 فعلى وقع تحقيقهم انتصارات في مناصب الحاكمية والعمد فإنهم تمكنوا من المحافظة على زخمهم في ولاية كاليفورنيا يعود ذلك إلى تصويت سكان كاليفورنيا لصالح إعادة رسم الدوائر الانتخابية للولاية بما يخدم الحزب الديمقراطي ردا على مبادرة مماثلة لترامب في تكساس وبعد فرز 89 1 من الأصوات وافق 63 76 من سكان كاليفورنيا على المقترح 50 في مقابل 36 24 رفضوا ذلك وتعد هذه النتيجة انتصارا كبيرا للحاكم الديمقراطي غافين نيوسوم الذي يعزز مكانته كزعيم للحزب الديمقراطي من خلال استعداده لمواجهة ترامب والتحضير لرئاسيات 2028 وقال نيوسوم مع ظهور النتائج نحن فخورون بالعمل الذي قام به سكان ولاية كاليفورنيا لتوجيه رسالة قوية إلى أكثر رئيس لا يحظى بشعبية في التاريخ الحديث وطلب نيوسوم وحلفاؤه من الناخبين الموافقة على إعادة ترسيم مؤقتة للدوائر الانتخابية من شأنها أن تمنح الحزب الديمقراطي خمسة مقاعد إضافية في معركة السيطرة على الكونغرس الأميركي في انتخابات التجديد النصفي العام المقبل ترامب ما حدث كان فوزا ديمقراطيا بامتياز ولا أعتقد أنه كان جيدا للجمهوريين nbsp واشتكى الجمهوريون من أن هذه الخطوة محاولة للاستيلاء على السلطة من شأنها حرمان ناخبي الحزب في كاليفورنيا من حقوقهم وقال الديمقراطيون إنهم يحاولون فحسب تحقيق توازن في المنافسة بعد أن أقر الجمهوريون في ولاية تكساس إعادة تقسيم دوائرهم الانتخابية بضغط من البيت الأبيض للمحافظة على أغلبيتهم الضيقة في الكونغرس والتي منحت ترامب حتى الآن حرية تصرف شبه مطلقة وقال نيوسوم إن دونالد ترامب في وضع صعب لقد وعد بأن يحسن أوضاعنا الصحية والاقتصادية نحن الآن أكثر مرضا وأكثر فقرا وهو يدرك ذلك وأضاف لماذا يحاول إذن التلاعب بانتخابات التجديد النصفي قبل حتى أن يدلي شخص واحد بصوته وكان ترامب قد أبدى امتعاضه من تصويت كاليفورنيا وكتب على وسائل التواصل الاجتماعي مساء الثلاثاء أن التصويت غير الدستوري لإعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في كاليفورنيا عملية احتيال كبيرة فالعملية برمتها خصوصا التصويت نفسه مزورة من دون تقديم أي دليل على ذلك تقدم الحزب الديمقراطي ويتم تقليديا رسم الدوائر الانتخابية الأميركية بعد التعداد السكاني الوطني الذي يجرى كل عشر سنوات لتعكس نظريا الخريطة الانتخابية للسكان الذين يعيشون فيها لكن معظم الحدود في الواقع هي قرارات حزبية سياسية لذا فإن أي حزب يكون في السلطة هو من يضع القواعد لانتخابات التي ستجرى خلال العقد المقبل وألغت كاليفورنيا هذا التلاعب الحزبي في رسم الدوائر الانتخابية في عهد الحاكم السابق الجمهوري أرنولد شوارزنيغر 2003 ـ 2011 ومنحت هذه الصلاحية بدلا من ذلك إلى لجنة مستقلة لتكون بذلك من بين عدد قليل من الولايات التي اتخذت هذه الخطوة وفي أرقام الاستفتاء في كاليفورنيا أيد 4 971 914 تقسيم الدوائر فيما رفض 2 826 189 شخصا مع العلم أنه في رئاسيات 2024 نال ترامب وفانس 6 081 697 صوتا في مقابل 9 276 179 لهاريس ووالتز وبالإضافة إلى هذه الخسائر الكبرى للجمهوريين فإن خسارتهم تجلت أيضا في استحقاقات أخرى مثل مدينة بوفالو في نيويورك التي فاز الديمقراطي شون راين بعمدتها بحصوله على 73 من الأصوات في مقابل 27 لمنافسه الجمهوري جيمس غاردنر وفي مدينة بيتسبورغ ـ بنسلفانيا فاز المرشح الديمقراطي كوري أوكونور بمنصب العمدة بعد حصوله على 87 5 من الأصوات في مقابل 12 5 لمنافسه الجمهوري طوني مورينو