سيارات روسيا جدل حول مقود الجانب الأيمن الأقل أمانا
٥٨ مشاهدة
في نهاية سبتمبر أيلول الماضي قدم رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الاتحاد الروسي الشيوخ أندريه كوتيبوف مبادرة لاستبدال السيارات المزودة بمقود في الجانب الأيمن وأرسل خطابا بهذا الشأن إلى النائب الأول لرئيس الوزراء المكلف بملف الصناعة دينيس مانتوروف قال فيه إن الإجراءات التي اقترح اتخاذها تقييدية وستطبق تدريجيا عبر تشجيع السكان على الانتقال إلى استخدام السيارات ذات مقود الجانب الأيسر ورغم أن روسيا من الدول ذات حركة المرور على الجانب الأيسر من الطريق وتعتمد على سيارات مقود الجانب الأيسر لكن قسما كبيرا من المواطنين الروس لا سيما في مناطق أقصى الشرق يستقلون سيارات مقود الجانب الأيمن وغالبيتها مستعملة ومستوردة من اليابان بالدرجة الأولى ويكشف مدير المكتب الإعلامي لوكالة أفتوستات المعنية بتحليل سوق السيارات في روسيا آزات تيميرخانوف لـالعربي الجديد أن عدد السيارات ذات مقود الجانب الأيمن يبلغ نحو أربعة ملايين سيارة ما يعادل نحو 9 من إجمالي عدد السيارات الخفيفة في روسيا ونحو مليونين منها مسجلة في أقصى شرقي البلاد بنسبة 73 من إجمالي عدد السيارات في هذه المنطقة ومليون ونصف المليون منها في سيبيريا بنسبة 28 من إجمالي السيارات في هذه المنطقة ما يجعل حظرها أمرا شبه مستحيل في هذه المناطق بسبب عددها الكبير وتوفيرها خيارات جيدة لمستخدميها على صعيد التكلفة والتقنيات التي تتضمنها nbsp ويلفت إلى أن سكان هذه المناطق اعتادوا على مقود الجانب الأيمن ويرغبون في قيادة طرز سيارات ذات جودة عالية مستوردة من اليابان تحديدا علما أن تكلفة السيارات ذات مقود الجانب الأيسر بجودة مماثلة أعلى بكثير من جهته يجزم الخبير الصناعي الروسي المستقل ليونيد خازانوف بأن السيارات ذات مقود الجانب الأيمن لن تحظر في روسيا أو في مناطق سيبيريا أو الشرق الأقصى على الأقل ويقول لـالعربي الجديد هذه مجرد فكرة حتى الآن ولن تحظر على الأرجح قيادة السيارات ذات المقود الأيمن المسجلة فعليا في مناطق الشرق الأقصى الروسي حيث تنتشر بكثرة لكن قد يشترط تهيئتها كي تتلاءم مع الظروف الجوية السائدة في روسيا مثل تحسين أجهزة الإنارة فيها وتقنيات أخرى في هيكلها وفي نهاية يوليو تموز الماضي نفت وزارة الداخلية الروسية وجود خطط لحظر بيع السيارات ذات مقود الجانب الأيمن واستخدامها بعدما ترددت أنباء عن أنها أدرجت بندا بشأن تقييد استخدام سيارات مقود الجانب الأيمن على الطرقات ضمن مشروع استراتيجية للارتقاء بالأمان في حركة السير مطبقة حتى عام 2036 لكنها تحججت بأن مؤشر خطر النقل لسيارات مقود الجانب الأيمن يفوق بأكثر من ضعف مثيله لسيارات المقود الأيسر وتوقعت الناطقة باسم وزارة الداخلية إيرينا فولك في وقت لاحق التركيز فقط على توعية سائقي سيارات هذه الفئة وتحديد آليات لتكييف تجهيزاتها مع البنى التحتية المحلية المتوفرة بدوره يوضح رئيس تحرير مجلة ذا روليوم المعنية بشؤون السيارات مكسيم كاداكوف أن السيارات المستعملة المستوردة من اليابان تشكل فرصة للمشترين الروس من أجل الحصول على سيارات ذات جودة عالية ولو كانت مزودة بمقود الجانب الأيمن وتنقل صحيفة إزفيستيا عن كاداكوف قوله في ظل تراجع الطرز الأوروبية المعروضة في السوق الثانوية الروسية وتدهور حالتها تصبح السيارات المستعملة ذات مقود الجانب الأيمن أحد البدائل ونظرا لكثرة انتشارها في الشرق الأقصى الروسي لم تعد سيارات مقود الجانب الأيمن في هذه المناطق مجرد وسيلة للتنقل بل تحولت إلى جزء راسخ من المشهد الثقافي المحلي إذ وصف الكاتب الصحافي فاسيلي أفتشينكو مكانة المقود الأيمن في الشرق الأقصى بأنه أكثر من مجرد المقود الأيمن وإنما نمط حياة كون جيلا كاملا وفي مقال بعنوان المقود الأيمن يترنح ولكنه لا يستسلم نشر بصحيفة فزغلياد الإلكترونية ذكر أفتشينكو بأنه في فترة تفكك الاتحاد السوفييتي في عام 1991 توجه الكثير من الضباط والصيادين والمعلمين ممن خسروا وظائفهم للعمل في مجال التجارة بما في ذلك عن طريق جلب سيارات من اليابان وبيعها في السوق المحلية وفي موازاة انسحاب شركات عالمية لإنتاج السيارات من السوق الروسية زاد إقبال الروس المقيمين في أقصى شرق البلاد مرة أخرى على شراء السيارات المصنعة في كوريا الجنوبية واليابان من دون اللجوء إلى وكلاء معتمدين وبلغ عدد السيارات القادمة عبر مدينة فلاديفوستوك وحدها 31 ألفا و100 للاستخدام الشخصي في يوليو تموز الماضي في مقابل 26 ألفا و500 في يونيو حزيران الماضي علما أن غالبية هذه السيارات مستعملة وذات مقود الجانب الأيمن وخلال الأشهر السبعة الأولى من العام الحالي استورد أفراد 172 ألف سيارة عبر جمارك فلاديفوستوك بزيادة 16 عن العام الماضي واللافت أن طرز السيارات ذات مقود الجانب الأيمن لم تقتصر على تلك المنتجة في اليابان بل تضمنت سيارات مستعملة من طرز أوروبية مثل فولكسفاغن ومرسيدس ذات جودة عالية أيضا منتجة للسوق اليابانية تحديدا ما زاد إقبال الروس عليها