علقت الصين الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها على مجموعة من المنتجات الزراعية الأميركية وذلك بعد أن خفضت واشنطن الرسوم الجمركية المفروضة على السلع الصينية المرتبطة بتهريب مكونات مخدر الفنتانيل إلى النصف وأكدت وزارة المالية الصينية في إشعار صدر اليوم الأربعاء عزمها على تعليق جميع الرسوم الجمركية المفروضة في 4 مارس آذار على فول الصويا ومنتجات زراعية أميركية أخرى تشمل الذرة والقمح والذرة الرفيعة والدجاج وأشارت وكالة بلومبيرغ للأنباء إلى أن هذا الإلغاء الذي سيدخل حيز التنفيذ في 10 نوفمبر تشرين الثاني يأتي بعد ساعات من توقيع الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمرين تنفيذيين يقضيان بخفض الرسوم الجمركية المتعلقة بالفنتانيل على الصادرات الصينية إلى 10 وخفض معدل الرسوم الجمركية الأميركية العامة على المنتجات الصينية من 34 إلى 10 وتعد هذه الخطوات جزءا من اتفاقية تجارية أوسع نطاقا توصل إليها ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ تمتد لمدة عام وأسهمت ولو مؤقتا في استقرار العلاقات بين أكبر اقتصادين في العالم بعد فترة من التوتر والردود الانتقامية المتبادلة وقبل قمتهما في كوريا الجنوبية الأسبوع الماضي كان الزعيمان عالقين في دوامة من الإجراءات التجارية المتبادلة التي أضرت بالتجارة العالمية وقد عززت هذه الانفراجة التفاؤل بإمكانية انتعاش التجارة الزراعية بين البلدين ما أسهم في رفع أسعار الحبوب العالمية وارتفعت العقود الآجلة لفول الصويا في بورصة شيكاغو للسلع بنسبة وصلت إلى 1 خلال ساعات التداول الآسيوية اليوم الأربعاء وتجنب المشترون الصينيون في الأشهر الماضية شراء فول الصويا الأميركي مع تصاعد التوترات بين الجانبين واتجهوا إلى الأسواق الجنوبية خصوصا البرازيل والأرجنتين لتأمين احتياجاتهم من هذه السلعة الأساسية غير أن الصين عادت قبيل اتفاق ترامب وشي إلى شراء أولى شحناتها من فول الصويا الأميركي خلال الموسم الحالي قبل أيام من قمة كوريا الجنوبية nbsp ثم تابعت شراء المزيد من الشحنات بعد الاجتماع وبلغت قيمة مشتريات الصين من فول الصويا الأميركي في العام الماضي أكثر من 12 مليار دولار ومع ذلك من المرجح أن يظل فول الصويا الأميركي خاضعا لرسوم جمركية صينية بنسبة 13 حتى بعد تخفيض الرسوم وفقا لما ذكره التجار تعكس الخطوة الصينية الأخيرة اتجاها نحو تهدئة التوترات التجارية مع واشنطن وإعادة بناء الثقة بين الطرفين بعد سنوات من النزاع الذي أثر سلبا في الاقتصادين الأكبر في العالم ورغم أن التعليق المؤقت للرسوم يمثل انفراجة دبلوماسية محدودة إلا أنه قد يفتح الباب أمام مفاوضات أوسع لإعادة التوازن إلى العلاقات التجارية بين البلدين لكن في المقابل تبقى الاعتبارات السياسية والأمنية حاضرة بقوة في المشهد الاقتصادي الأميركي الصيني ما يعني أن هذا الهدوء قد لا يدوم طويلا وأن مستقبل العلاقات سيظل رهنا بتطورات الساحة الدولية ومدى التزام الجانبين مسار التعاون الاقتصادي المتبادل أسوشييتد برس العربي الجديد