سوناطراك تبتلع القيادات إقالة 12 رئيسا في 15 عاما

٥١ مشاهدة
أعادت الإقالة المفاجئة للرئيس التنفيذي لشركة النفط الوطنية الجزائرية سوناطراك الجدل حول الاستقرار الإداري وتواتر التغييرات على رأس أكبر شركة في البلاد والأهم في القارة الأفريقية بعدما تعاقب على قيادتها اثنا عشر مسؤولا منذ عام 2010 من بينهم ثلاثة رؤساء في عام واحد فقط بين 2019 و2020 في واحدة من أسرع دورات التغيير الإداري في تاريخ المؤسسة ففي 26 أكتوبر تشرين الأول 2025 أقالت السلطات الجزائرية الرئيس التنفيذي رشيد حشيشي بعد عامين و23 يوما فقط من تعيينه على رأس عملاق الطاقة الأفريقي إذ تولى المنصب في 3 أكتوبر تشرين الأول 2023 خلفا لتوفيق حكار وجرى تعيين نور الدين داودي 58 عاما خلفا له والذي يمتلك خبرة تمتد إلى أكثر من 32 عاما في مجال استكشاف المحروقات وشغل بين عامي 2020 و2024 رئاسة وكالة تثمين موارد المحروقات ألنفط وهي هيئة حكومية تشرف على أنشطة البحث والاستكشاف في البلاد وتعد سوناطراك أكبر شركة في أفريقيا إذ تصدرت التصنيف السنوي لمجلة جون أفريك الفرنسية لعام 2022 ضمن قائمة أفضل 500 مؤسسة أفريقية وتوظف الشركة الأم نحو 45 ألف عامل فيما يرتفع العدد إلى 150 ألفا عند احتساب فروعها الـ120 المنتشرة داخل الجزائر وخارجها اختلالات تنظيمية ويرى الخبير الاقتصادي فريد بن يحيى أن سوناطراك باعتبارها واحدة من أكبر الشركات في القارة تواجه تحديات تنظيمية وهيكلية متراكمة بسبب ضخامة حجمها وتشعب أنشطتها في مجالات متعددة وأوضح في حديثه لـالعربي الجديد أن ما يعرف في لغة الإدارة بـتدوير الإطارات أمر طبيعي في المؤسسات الكبرى لكنه في هذه المرحلة الحساسة قد يعكس وجود اختلالات تنظيمية داخلية تستدعي معالجة هيكلية عميقة وأشار بن يحيى إلى أن تكرار التغييرات المتسارعة على مستوى الرئاسة العامة للشركة يعكس حالة من عدم الاستقرار موضحا أن عقود المديرين العامين في مثل هذه المؤسسات عادة ما تكون مبنية على عقود نجاعة تمتد بين ثلاث وست سنوات بينما تغير سوناطراك مديرها التنفيذي بوتيرة غير مألوفة وأضاف الخبير أن هذا الاضطراب يرتبط بعوامل داخلية وأخرى خارجية تمس الوضع العام في الجزائر داعيا إلى ضرورة وضع سياسة مستقرة وواضحة في قطاع المحروقات بالنظر إلى ما يشهده من تداخل بين المستويات التنفيذية والسياسية الأمر الذي يؤثر بحسبه على نجاعة القرار داخل الشركة واعتبر بن يحيى أن المرحلة المقبلة تستدعي التفكير في إنشاء شركة داعمة تعمل إلى جانب سوناطراك في قطاع المحروقات لتخفيف الضغط عنها وتمكين الدولة من رقابة أفضل على ملفاتها المعقدة مؤكدا أن ضخامة الشركة الحالية تجعل من الصعب تسييرها بفعالية كاملة خصوصا في ظل عمليات التدقيق التي تكشف من حين لآخر عن ثغرات في المتابعة والمراقبة نزيف الكفاءات كذلك شدد على أهمية الرقمنة واعتماد التكنولوجيا الحديثة لتحسين أساليب التسيير إلى جانب ضرورة إعادة الاعتبار لمبدأ الكفاءة في التعيينات وأعرب عن أسفه لما سماه نزيف الكفاءات مبينا أن الشركة فقدت خلال العقود الماضية عددا كبيرا من خبراتها الإدارية والفنية رغم وجود جيل جديد من الإطارات الشابة القادرة على إحداث تجديد فعلي إذا أحسن استثمارها ومنذ عام 2010 شهدت سوناطراك تداول 12 مسؤولا على رئاستها في واحدة من أكثر الفترات تقلبا في تاريخها الحديث بدأت السلسلة مع محمد مزيان الذي أقيل عام 2010 بعد اتهامه في قضايا فساد وأدين لاحقا تلاه العيد فغولي الذي شغل المنصب خمسة أشهر فقط قبل أن يحال إلى القضاء ثم جاء نور الدين شرواطي بين مايو أيار 2010 ونوفمبر تشرين الثاني 2011 أعقبه عبد المجيد زرقين الذي بقي حتى يوليو تموز 2014 ثم سعيد سحنون لعام واحد وأمين معزوزي حتى 2017 ثم عبد المؤمن ولد قدور حتى إبريل نيسان 2019 وفي الفترة ما بين 2019 و2020 تعاقب ثلاثة مسؤولين آخرين هم رشيد حشيشي التعيين الأول من إبريل إلى نوفمبر 2019 ثم كمال الدين شيخي حتى فبراير شباط 2020 فتوفيق حكار الذي استمر حتى أكتوبر تشرين الأول 2023 وفي 3 أكتوبر 2023 أعيد تعيين رشيد حشيشي للمرة الثانية قبل أن يقال مجددا في أكتوبر 2025 ليخلفه نور الدين داودي ليكون الرئيس التنفيذي الثاني عشر في غضون خمسة عشر عاما فقط وتظهر هذه السلسلة من التغييرات المتسارعة مدى حالة عدم الاستقرار الإداري داخل الشركة العملاقة التي تعد رئة الاقتصاد الجزائري ومصدر أكثر من 90 من إيرادات البلاد بالعملة الصعبة وبينما تواصل سوناطراك قيادة قطاع المحروقات في أفريقيا تبقى أمامها تحديات كبرى في الاستقرار الإداري والتحديث التقني وتجديد الكفاءات لضمان الحفاظ على مكانتها ودورها الحيوي في الاقتصاد الوطني

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم