كيف تنهب المليشيات الثروة الزراعية والحيوانية في السودان

٨٥ مشاهدة
لم تسلم ثروات السودان من تدمير ممنهج على مدى عامين ونصف العام من مليشيات الدعم السريع إذ تأثرت قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية من التخريب الشامل وطاول التخريب الإنتاج الزراعي وانتشرت الأمراض بين الحيوانات ولم تنج غابات الصمغ العربي من القطع الجائر بل استخدمت مليشيا الدعم السريع أساليب متعددة جعلت من أرض السودان الزراعية مسرحا للنهب والسلب فسرقت المحاصيل وهربت الصمغ العربي وأعاقت الحركة الطبيعية للثروة الحيوانية ومنعت الأمصال الخاصة بالماشية من الدخول إلى مناطق الإنتاج ودمرت البنية التحتية للحقول المنتجة لأعلاف الماشية نتيجة لذلك شرد كثيرون من مناطق الإنتاج وقتل آلاف المنتجين وأغلقت الأسواق وأبواب التصدير للعديد من المحاصيل الأمر الذي أثر بصورة مباشرة على شكل الحياة اليومية في مناطق الإنتاج فأصبح المنتج والمصدر والمستهلك إما نازحا يتلقى المعونات ويبحث عن الأمان أو مستقرا في منطقته ليشهد أحد أعنف أساليب التعذيب والجوع الممنهج خسائر الزراعة أصبح كثير من المناطق الزراعية في السودان خارج دائرة الإنتاج يقول نائب رئيس تجمع مزارعي السودان غريق كمبال لـالعربي الجديد إن الثروات الزراعية تعرضت لدمار واسع بما في ذلك هيئة البحوث الزراعية والمشاريع الكبرى التي تمثل المحرك الأساسي للعملية الزراعية في ولايات النيل الأبيض وسنار والنيل الأزرق والجزيرة وكردفان يضيف أنها تعرضت لتجريف كبير من مليشيا الدعم السريع ما أدى إلى خسائر اقتصادية مع تدمير ونهب المعدات الزراعية والمحاصيل وتوقف الإنتاج تماما في مناطق الجزيرة وسنار ودارفور التي أصبحت أكثر تضررا وهي التي كانت الأكثر إنتاجا ما شكل تهديدا للأمن الغذائي يتابع أن أغلب المشاريع الزراعية أصبحت مقار وثكنات للمليشيا إذ تتطلب إعادة تأهيلها سنوات كما يشير إلى أن مشروع الجزيرة خسر كل آلياته وقنوات وأبواب الري ومنشآته التحتية من مخازن ومعامل وزير الزراعة عصمت قرشي قال في تصريح مؤخرا إن الأضرار التي لحقت بالقطاع متعددة مؤكدا أن التقديرات الأولية لخسائر القطاع الزراعي تجاوزت مئة مليار دولار ورغم أنها تقديرات أولية فإنه لا يمكن تجاوزها من جانبه قدر الخبير الاقتصادي ووزير المالية الأسبق إبراهيم البدوي في تصريحات صحافية بداية الشهر الجاري أن السودان تكبد خسائر في بنيته التحتية تقدر بنحو 200 مليار دولار منذ اندلاع الحرب في إبريل نيسان 2023 مشيرا إلى أن نحو 40 من الناتج المحلي الإجمالي دمر خلال السنة الأولى للنزاع وفقا لتقديرات بنك التنمية الأفريقي مزارعون يقولون لـالعربي الجديد إن ما دمر في القطاع الزراعي معلوم لا تخطئه الأعين لكن هناك آثار أخرى تركتها المليشيا على المزارعين من بينها الأثر النفسي الذي طاول معظمهم ما بين القتل والتشريد إذ فقد القطاع أجيالا من المعارف الزراعية عند نزوح الأسر ويؤكد المزارع بابكر الشريف في حديثه لـالعربي الجديد أن المليشيا أجبرت كثيرا من المزارعين على ترك العمل في المجال بسبب ما تعرضوا له فمنهم من هاجر وآخرون مصابون بإصابات متفاوتة جراء ما حدث لهم من انتهاكات ووفقا لدراسة أجرتها وزارة الزراعة في سبتمبر أيلول الماضي فإن المساحة التي خرجت عن الإنتاج بسبب تغول المليشيا تزيد عن 21 مليون فدان ضمن المشاريع المروية وفي المقابل يقول مسؤول ببنك الموارد الوراثية التابع لهيئة البحوث الزراعية علي زكريا لـالعربي الجديد إن السودان خسر حوالى 17 ألف مورد وراثي ومعه معامل بحثية بولاية الجزيرة إذ دمرت المليشيا هناك مقر بنك الموارد ما يعني فقدان وضياع كميات ضخمة من المواد الخام التي تساعد في المجالات البحثية وتحسين التقاوي وزيادة الإنتاج يضيف أن فقدانها يؤثر سلبا على الأمن الغذائي ضربات للثروة الحيوانية لم يسلم قطاع الثروة الحيوانية من تداعيات الحرب في السودان التي امتدت إلى بنية الصادرات ووجد العاملون في القطاع أنفسهم أمام تحديات غير مسبوقة نتيجة الحصار المحكم في المناطق وانتشار مليشيات الدعم السريع في غالب المناطق المنتجة وأسواق الماشية ما أدى إلى انتشار الأمراض وموت الكثير من الماشية كما وجد المصدرون والمستثمرون أنفسهم أمام تحديات من ضمنها إعاقة الحركة التجارية وقفل الطرق في الوقت الذي وجهت فيه منصة ولاية الجزيرة وسط السودان اتهامات صريحة للمليشيا بتدمير ونهب 60 من الثروة الحيوانية بالولاية أحد منتجي الماشية محمود هارون يقول لـالعربي الجديد فقدنا أعدادا كبيرة من الماشية بسبب المرض وعدم توفر العلاج إذ تمنع المليشيات دخول أي علاج أو خروج أي ماشية من مناطق الإنتاج في كردفان ودارفور كما أن انتشار السلاح والمخدرات أثر بطريقة كبيرة على بيئة الماشية فمات معظمها بسبب تعرضها للسموم الطبيب البيطري محمد أبو طالب يوضح لـالعربي الجديد أن القطاع تعرض للتدمير الممنهج وتزايدت الأمراض على نحو ملحوظ نتيجة لضعف الخدمات البيطرية وعدم توفر اللقاحات ويقول لجأ كثير من المربين لدول الجوار لاستجلاب الأمصال لكن مليشيا الدعم السريع كانت لهم بالمرصاد ما أدى إلى توقف الحركة في الأسواق وأغلقت معظم أسواق الماشية في الولايات المنتجة ويقول مقرر شعبة مصدري الماشية خالد محمد خير لـالعربي الجديد لقد تدمر قطاع الثروة الحيوانية خلال فترة الحرب شمل ذلك البنيات الأساسية من معامل ومحاجر ومسالخ ومراكز البحوث وهيئة أبحاث الثروة الحيوانية فضلا عن فقدان الكثير من الإمكانيات وحدثت إشكاليات وصعوبة في الوصول إلى مناطق الاستهلاك كما تعرضت الإبل والدواجن لكثير من الإشكاليات وزاد تهريب الضأن والإبل ويتابع للأسف حدث تهريب في إناث الضأن والإبل ونهب ممنهج عبر آليات التهريب المقنن ويضيف أنه في الفترة من إبريل 2023 حتى يونيو حزيران 2024 فقدت الدولة أكثر من 8 ملايين رأس مع ما شاب عملية التصدير من تزوير خصوصا مع فقدان بنك السودان مستنداته نهب الصمغ العربي في السودان تنتشر مليشيات الدعم السريع في ثلاث من إجمالي أربع طرقات رئيسة مؤدية من وإلى مدينة الأبيض بولاية شمال كردفان وهي واحدة من أهم مناطق إنتاج الصمغ في البلاد وتقوم بالسيطرة على تجارة الصمغ العربي وتحقيق أرباح من خلال فرض رسوم على الإنتاج وتهريبه وحينما تمدد القتال إلى مناطق أخرى في السودان توقف أكثر من 80 من المنتجين عن الإنتاج وارتفعت نسبة الفشل في جني المحصول إلى جانب المخاطر التي ظل يتعرض لها المنتجون وسط ارتفاع نسبة الفشل في جني المحصول حسب مراقبين ويقدر منتجو الصمغ الإنتاج قبل الحرب بحوالى 50 ألف طن من صمغ الهشاب ويقولون إن الحرب لم توقف التصدير رغم كلفته العالية إذ ارتفع حافز السائق إلى مئات الألوف من الجنيهات وكذا الترحيل بينما زادت الرسوم الرسمية من زكاة وغيرها إلى أرقام فلكية يضاف إليها رسوم أخرى فرضتها مليشيا الدعم السريع بواقع مليون جنيه على الشحنة الواحدة كما زادت أجور عمال الشحن والتفريغ ويقول أحد المنتجين محمد الحسن لـالعربي الجديد إن بعض منتجي الصمغ الذين قرروا تصديره يضطرون إلى دفع ملايين الجنيهات عند الوصول لنقاط تفتيش نصبتها عناصر من مليشيا الدعم السريع كما يعرض بعض الجنود على المصدرين مرافقة الشحنات وتأمينها نظير مبلغ مالي كبير ويمر الجزء الأكبر من الصمغ العربي حاليا عبر مدينة الأبيض لتصديره من خلال منافذ برية في الحدود مع دولتي تشاد ومصر كما يصل جزء من التصدير إلى بورتسودان على البحر الأحمر بعد رحلة طويلة ومكلفة للغاية كما يقول أحد المصدرين أما رئيس الاتحاد التعاوني النوعي لمنتجي الأصماغ الطبيعية بالسودان عوض الله إبراهيم آدم فيقول لـالعربي الجديد إن مليشيا الدعم السريع عملت على تدمير غابات كاملة للصمغ في منطقة الرهد بولاية شمال كردفان وتعاملوا مع الأشجار بوحشية عبر القطع الجائر كما أن معظم الإنتاج هرب إلى جنوب السودان وأفريقيا الوسطى وتشاد فضلا عن تقلص الإنتاج والتصدير إلى نسبة 20 فقط وانحسر الإنتاج في مناطق محدودة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم