الصندوق السيادي السعودي نحو التركيز على اللوجستيات والذكاء الاصطناعي
١٧ مشاهدة
قال مصدر مطلع لوكالة رويترز اليوم الأربعاء إن السعودية تستعد لتعديل استراتيجية صندوق الاستثمارات العامة الصندوق السيادي السعودي الذي يدير أصولا تبلغ قيمتها 925 مليار دولار بعيدا عن التركيز على المشاريع الإنشائية العملاقة التي هيمنت على الأهداف التنموية خلال العقد الماضي nbsp وأطلق ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الحاكم الفعلي للسعودية عام 2016 رؤية 2030 بهدف إحداث تحول اقتصادي مع التركيز على المشاريع الإنشائية العملاقة nbsp وتولى صندوق الاستثمارات العامة دور المحرك الرئيسي لتمويل هذه المشاريع وشملت الاستراتيجية الأصلية مشاريع تطوير بارزة من بينها مشروع مدينة نيوم المدينة المستقبلية التي تقام في الصحراء على ساحل البحر الأحمر وخطة لاستضافة رياضات شتوية دولية في جبال بشمال المملكة عبر منحدرات تزلج تعتمد في معظمها على الثلوج الصناعية nbsp وواجه مشروع مدينة نيوم الذي من المتوقع أن يبلغ عدد سكانه تسعة ملايين نسمة إلى جانب مشاريع أخرى تأخيرات متكررة وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته بسبب حساسية الأمر إن الاستراتيجية الجديدة التي تنطلق من الحرص على تأمين عوائد أكثر استدامة على المدى القريب لصندوق الاستثمارات العامة تهدف إلى نقل التركيز إلى استثمارات أخرى قائمة مثل الخدمات اللوجستية والتعدين والسياحة الدينية nbsp وأضاف المصدر أن المملكة تراهن أيضا على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي ومراكز البيانات مستفيدة من مواردها الهائلة من الغاز والنفط ومصادر الطاقة الأخرى nbsp ولم يكن لدى صندوق الاستثمارات العامة تعليق عندما تواصلت معه رويترز بشأن هذا التحول الاستراتيجي nbsp أولويات جديدة في خطة الصندوق السيادي السعودي وقال مصدر إن إعادة تنظيم الاستثمارات تأتي في ظل تزايد الضغوط على صندوق الاستثمارات العامة وشركات محفظته لتحقيق عوائد أفضل على المدى القريب nbsp ويقول محللون إن الكثير من المشاريع العملاقة لم تحقق بعد عوائد كافية تبرر تكلفتها الباهظة إذ لا يزال العديد منها بعيدا عن الاكتمال بينما سجلت استثمارات أخرى للصندوق أداء متباينا وذكر مصدر مصرفي أن استراتيجية الاستثمار الخمسية الحالية لصندوق الاستثمارات العامة تنتهي هذا العام ومن المتوقع أن يكشف الصندوق قريبا عن استراتيجية محدثة توضح أولوياته الجديدة nbsp وقال مصدر مطلع آخر إن مجلس إدارة الصندوق وافق في الأيام القليلة الماضية على استراتيجية أساسية جديدة وأضاف أن الخطة الجديدة تراهن على تحول المملكة إلى مركز لوجستي عالمي في ظل الاضطرابات الأخيرة في ممرات الشحن عبر البحر الأحمر التي تؤكد أهمية سلاسل التوريد المتينة nbsp وأفاد المصدر بأن المملكة تملك احتياطيات ضخمة غير معلن عنها من المعادن الأرضية النادرة التي ستكون محور تركيز ضمن جهود توسيع قطاع التعدين nbsp وتركز الاستراتيجية المحدثة أيضا على توسيع السياحة الدينية في مكة المكرمة والمدينة المنورة nbsp وأعلن الأمير محمد بن سلمان هذا الشهر عن مشروع في الحرم المكي يضيف توسعات لنحو 900 ألف مصل في الأماكن المفتوحة والمغلقة nbsp وفي منتدى مبادرة مستقبل الاستثمار الذي يعد الحدث الاستثماري الرئيسي في المملكة هيمن موضوع الذكاء الاصطناعي على المناقشات وزينت رسومات المدن المستقبلية الشاشات في القاعة الرئيسية حيث تجول روبوت بين أروقة مركز المؤتمرات nbsp وأعلنت شركة هيوماين وهي شركة ذكاء اصطناعي مملوكة لصندوق الاستثمارات العامة ومكلفة قيادة جهود المملكة في هذا القطاع المزدهر أنها ستنشئ نحو ستة غيغاوات من سعة مراكز البيانات وقال طارق أمين الرئيس التنفيذي للشركة للصحافيين عندما سئل عن التمويل أمس الثلاثاء دعونا نقول ببساطة إن كل ما نطلبه نحصل عليه وأشار المصدر إلى أن المملكة ستواصل الاستثمار بقوة في قطاع النفط والبتروكيماويات وأن الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة سيكون مكملا لذلك nbsp وأظهر أحدث تقرير سنوي لصندوق الاستثمارات العامة أن متوسط إيراداته السنوية بين عامي 2017 و2024 بلغ 7 2 بالمائة نزولا من متوسط 8 7 بالمائة في نهاية عام 2023 مع تسجيل الصندوق انخفاضا في قيم أصول مشروعاته وأشار الصندوق أيضا العام الماضي إلى خطط لتقليص استثماراته الدولية مع تأخر مشروعاته العملاقة وقال محافظ الصندوق ياسر الرميان قبل عام إن الصندوق يخطط لخفض استثماراته الدولية البالغة 30 بالمائة من إجمالي محفظته إلى ما بين 18 و20 بالمائة nbsp ويعد مشروع شركة البحر الأحمر الدولية الذي يضم مجموعة من الفنادق فائقة الفخامة من بين المشاريع العملاقة الأكثر تقدما ولكن الرئيس التنفيذي للشركة قال لوسائل إعلام سعودية في سبتمبر أيلول إن متوسط إشغال الفنادق يبلغ نحو 40 بالمائة nbsp وأعطى صندوق الاستثمارات العامة في الآونة الأخيرة دفعة كبيرة لقطاع الألعاب إذ أعلن الصندوق في سبتمبر أيلول دعمه لعملية استحواذ بقيمة 55 مليار دولار على إلكترونيك آرتس الشركة المطورة لألعاب الفيديو الشهيرة باتلفيلد و مادن إن إف إل وتأجل بالفعل تنفيذ بعض المشروعات المرتبطة بفعاليات عالمية وأبرزها مشروع منطقة تروجينا الجبلية في نيوم التي من المقرر أن تستضيف دورة الألعاب الآسيوية الشتوية لعام 2029 ووفقا لمصادر يدرس المسؤولون السعوديون تأجيل استضافة المملكة لهذه الدورة حتى عام 2033 nbsp وتقرر أيضا تقليص العمل في مشروع ذا لاين في نيوم الذي يوصف بأنه مدينة تبلغ 170 كيلومترا طولا و200 متر عرضا للتركيز على استكمال امتداد بطول 2 4 كيلومتر يضم ملعبا لاستضافة مباريات كأس العالم رويترز