فازت تشنغ لي وون البالغة من العمر 55 عاما في انتخابات اختيار رئيس جديد لحزب الكومينتانغ المعارض في تايوان في 18 أكتوبر تشرين الأول الحالي وقد وصف فوزها غير المتوقع بأنه علامة على إرهاق الأعضاء من الحرس القديم للحزب وإحباطهم بعد نحو عقد من الزمن خارج السلطة وستكون الانتخابات المحلية العام المقبل أول اختبار لمدى قدرة الرئيسة الجديدة التي لديها تطلعات ودية تجاه بكين على إنعاش حظوظ الحزب تليها انتخابات لاختيار رئيس الجزيرة في عام 2028 وكانت تشنغ قد تعهدت خلال حملتها الانتخابية بوقف ما وصفته بانجراف الكومينتانغ نحو الوسط وأعلنت صراحة أنا صينية متعهدة بجعل السلام والاستقرار الاجتماعي عبر المضيق حجر الزاوية لعودة الكومينتانغ إلى السلطة وعندما سئلت عما إذا كانت ستلتقي بشي أجابت بالتأكيد إذا كان ذلك سيخفف التوترات ويعزز التعاون السلمي من جهتها رحبت بكين بهذه المبادرة وقالت المتحدثة باسم مكتب شؤون تايوان تشو فنغ ليان إن البر الرئيسي مستعد لتعزيز التبادلات رفيعة المستوى مع حزب الكومينتانغ وتوطيد الثقة المتبادلة والحفاظ على التفاعل الإيجابي لين وي آراء تشنغ الصريحة قد تدخلها في مواجهة داخل الكومنتانغ إشادة صينية بالمعارضة في تايوان بعد فوزها بالانتخابات الحزبية تلقت تشنغ رسالة تهنئة من الرئيس الصيني شي جين بينغ الذي أشاد بتعاون حزب الكومينتانغ السابق مع سلطات البر الرئيسي الصيني ومعارضته استقلال تايوان وحث الجانبين على تعزيز إعادة التوحيد الوطني وبناء مستقبل أكثر إشراقا للأمة الصينية وقد أشارت رسالة شي ورد تشنغ عليها إلى إجماع تم في عام 1992 وهو تفاهم غير رسمي يتفق فيه الجانبان على وجود صين واحدة فقط لكنهما قد يختلفان حول معناه وقالت إنه على هذا الأساس حقق الطرفان إنجازات تاريخية في تعزيز التنمية السلمية عبر مضيق تايوان وأضافت تشنغ أن الجانبين يجب أن يعززا التعاون ويحافظا على الاستقرار ويفتحا فصلا جديدا وعظيما لتجديد شباب الأمة الصينية ومع ذلك حذر مراقبون في تايبيه من أن اللغة شبه المتطابقة التي استخدمها كل من شي وتشنغ تبرز مخاطر تولي رئيسة حزب الكومينتانغ السلطة إذ ينظر إليها على أنها أقرب إلى بكين من أي من أسلافها في برنامج إذاعي محلي بث في وقت سابق من الشهر الحالي قالت تشنغ لي وون إن على التايوانيين أن يفخروا بتسمية أنفسهم صينيين وأضافت بأنها تريد استعادة النقاش العقلاني بشأن مستقبل الجزيرة مشيرة إلى أن سكان تايوان البالغ عددهم 23 مليون نسمة يتشاركون مصيرا واحدا وتابعت إذا دمرت جمهورية الصين الاسم الرسمي لتايوان فلن يستفيد أحد حتى تحت عش ساقط لن تبقى بيضة سليمة وأضافت أن الحفاظ على الجمهورية لا ينبغي أن يكون جهد حزب الكومينتانغ وحده كما حثت الحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم على التركيز على ركود الأجور والقدرة التنافسية الصناعية وتأمين الفرص للشباب وقالت إن هذه القضايا أكثر إلحاحا من طقوس التشهير في إشارة إلى اتهام المعارضين السياسيين في الجزيرة بأنهم شيوعيون من جهته أعلن الحزب الحاكم عن تدخل مشتبه به من جانب بكين في التصويت وحث تشنغ على وضع أمن تايوان فوق مصالح الحزب بينما رفضت الأخيرة هذه الانتقادات ووصفتها بأنها رخيصة وجزء من العادات السامة للسياسة التايوانية التي سئم منها الناخبون في السياق رأى الأستاذ في معهد جيانغ شي للدراسات السياسية لين وي في حديث لـالعربي الجديد أن انتخاب تشنغ شكل صدمة للحزب الديمقراطي التقدمي الحاكم ولأنصاره بسبب مواقفها الصريحة والواضحة خصوصا في ما يتعلق بالعلاقات الودية عبر المضيق وقال إن حزب الكومينتانغ يقف عند مفترق طرق بعد أكثر من تسع سنوات في المعارضة لأنه على مشارف قيادة جديدة أكثر جرأة ووضوحا بشأن القضايا الملحة العلاقة مع بكين التي حاول القادة السابقون التهرب من مواجهتها عبر الاختباء خلف عبارات دبلوماسية والتموضع في الوسط وهذا تسبب في حالة من الجمود السياسي وربما كان عاملا أساسيا في خسارة الكومينتانغ السلطة لنحو عقد من الزمن وأضاف لين أن هناك العديد من التحديات التي ستواجه تشنغ منها إدارة الخلافات داخل حزبها لأن هناك فجوة في الأفكار وقد تدخلها آراؤها الصريحة والجريئة في مواجهة مع كبار المشرعين داخل الكومينتانغ أيضا تحتاج إلى التحالف مع الأحزاب الأخرى مثل حزب الشعب لتشكيل جبهة معارضة موحدة قادرة على مناكفة الحزب الحاكم ومنافسته في الانتخابات المحلية العام القادم تمهيدا لخوض الانتخابات المفصلية لتمثيل الجزيرة في عام 2028 جو فانغ تصريحات تشنغ الودية تجاه الصين ليست أكثر من دعاية خطاب دعائي في المقابل قلل جو فانغ الباحث الزميل في جامعة آسيا تايوان في حديث مع العربي الجديد من تأثير صعود تشنغ وقيادتها لحزب الكومينتانغ وقال إن تصريحاتها الودية تجاه الصين ليست أكثر من دعاية ودراما سياسية داخل الحزب الذي سئم مناصروه من حالة الجمود والضبابية التي حكمت سلوكه على مدار عقد كامل ولكن حين تبدأ بممارسة السلطة فإنها تعي جيدا أن هذا الخطاب لا يمثل الرأي العام السائد في الجزيرة وقد يستخدم ضدها في الانتخابات التشريعية وتوقع جو فانغ أن تخفف الرئيسة الجديدة للحزب المعارض من لهجتها وتقلل من التركيز على العلاقة من بكين واستخدام مصطلحات مثل الوحدة والسلام والاستقرار والتبادلات عبر المضيق وبدلا من ذلك مخاطبة أوجاع الناس خاصة ما يتعلق بتردي الأوضاع الاقتصادية وارتفاع معدلات البطالة بين الشباب لافتا إلى أن النزول عند إرادة الشعب هو جواز المرور لأي مسؤول نحو سدة الحكم والسلطة