أطفال الذهب السويسري شركات تعدين متعددة الجنسيات تستغل الأفارقة
٥٥ مشاهدة
يمم الطفل الغيني أحمد جولدي جالو 10 سنوات وجهه شطر منجم الذهب في إقليم كيدوغو السنغالي 732 كيلومترا جنوب شرق العاصمة داكار غير مبال بوعثاء سفر بدأ من منطقة كوندارا شمال غربي جمهورية غينيا كوناكري المجاورة في رحلة امتدت على مسافة 868 كيلومترا تنقل خلالها من مركبة إلى أخرى غير عابئ بما ينتظره من شقاء مهنة استبدل بها دراسته في الصف الثالث الابتدائي أملا في إطعام أسرته المكونة من 4 أفراد فكل ما يجنيه يرسله لوالدته مثل ما يفعل 145 طفلا ة بينهم 74 صبية تحت سن 15 عاما في حين بلغ عدد من تخطوا الفئة السنية هذه 7418 حالة من بينهم 851 طفلة بحسب بيانات الوكالة الوطنية للإحصاء والديموغرافيا ANSD الحكومية في السنغال ويعمل الأطفال سواء من كانوا تحت أو فوق سن 15 عاما لصالح شركات متعددة الجنسيات تنقب عن الذهب في كيدوغو مثل ENDEAVOUR MINING plc وشركة التعدين الاسترالية Mining Resolute وشركة nbsp Massawa Jersey Limited الجنوب أفريقية والشركة المغربية MANAGEM وشركة Fortuna Mining الكندية بحسب إفادة Dalia Tandian داليا تانجا المنسق الإقليمي للتحالف الوطني للجمعيات والمنظمات غير الحكومية في كيدوغو nbsp انتهاكات خطرة يعاني الطفل جالو من أمراض تنفسية كالربو منذ بدأ عمله في مع شركة ENDEAVOUR MINING plc قبل أربع سنوات ويضيف أنه يتقاضى 272 دولارا أميركيا شهريا ويعمل لمدة تسع ساعات لستة أيام في الأسبوع ومثله أصاب المرض ذاته ثلاثة أطفال آخرين ومنهم الطفلة السنغالية فانتا كانتي 17 عاما التي تعمل في المنجم برفقة أفراد من أسرتها إلا أن حالتها أفضل من الطفل السنغالي مامودو كمارا 16 عاما الذي يعاني من أمراض تنفسية عديدة بسبب المواد الكيماوية المستخدمة في التنقيب مثل الزئبق خاصة أنه وزملاءه لا يتوفر لهم وسائل السلامة مثل الكمامات وبالرغم من ذلك يواصل العمل فلا يوجد خيار آخر يوفر من خلاله ما يسد رمق أسرته 74 صبية تحت سن 15 عاما يعملن في التنقيب عن الذهب وليس المرض وحده ما يهدد أطفال الذهب إذ ينفذون مهام خطرة أثناء عملهم في المناجم على أعماق تصل إلى 15 مترا مستخدمين حبالا للنزول إلى القعر وعند الوصول يباشرون عملهم بأدوات بدائية مثل المثقاب اليدوي فضلا عن حمل معدات حفر ثقيلة كما يقول الطفل البوركيني إبراهيم دزراغاوو 14 عاما الذي يعمل في شركة Resolute Mining لـالعربي الجديد التنقيب بهذه الطريقة يعرضنا لخطر الموت حال انقطع الحبل أثناء النزول أو لدى وقوع شروخ في الجدران ما سبق يؤكده الناشط الحقوقي تانجا لـالعربي الجديد والأدهى أن بعض الفتيات اللواتي يعملن هناك لا يجدن مأوى أو أقارب يحمونهن من مخاطر الاغتصاب مشيرا إلى أن التحالف الوطني للجمعيات والمنظمات غير الحكومية وثق معاناة 100 طفل وطفلة يعملون مباشرة في شركات تنقيب أو لصالح حرفيين يشتغلون في أنشطة مرتبطة بالتنقيب في كيدوغو وحدها ويقبل هؤلاء الأطفال العمل وفق الظروف المتاحة والشروط المتوفرة فلا حل أمامهم في ظل حالة الفقر المدقع في المنطقة كما يصف وضعهم المدير التنفيذي لمنظمة العفو الدولية في السنغال سيدو غاساما مؤكدا لـالعربي الجديد إرغامهم على حمل المعدات الثقيلة والعمل دون وسائل الأمن والسلامة دونما اعتبار لأعمارهم والقوانين المحلية المنظمة للعمل nbsp شقاء من أجل الذهب السويسري منذ لحظة وصولهم إلى مناجم الذهب يستغل الأطفال في العمل دون إبرام عقود معهم ويجبرون على العمل لساعات طويلة تتخطى المحددة قانونا بثماني ساعات بينما يمنحون رواتب قليلة ما بين 9 و10 دولارات يوميا في ظل بيئة غير صحية جراء استعمال الزئبق في معالجة المعدن الثمين بحسب الحقوقي غاساما مشيرا إلى انتهاك تلك الوقائع للمادة 32 من المعاهدة الدولية لحقوق الطفل التي تنص على أن تعترف الدول بحق الطفل في الحماية من الاستغلال الاقتصادي ومن أي عمل يحتمل أن يكون خطيرا أو يكون ضارا بصحته أو بنموه البدني أو الروحي أو الأخلاقي أو الاجتماعي ولضمان تنفيذ هذه المعاهدة يجب على الدول سن قوانين تحدد العمر المناسب للعمل والوقت والأجور المناسبة وفق المادة ذاتها وصادقت السنغال على جميع الاتفاقيات الدولية الرئيسية المتعلقة بمكافحة عمل الأطفال وبناء على ذلك نص القانون على اعتبار الحد الأدنى لسن العمل 15 عاما بينما حدد القرار الوزاري رقم 3749 بشأن حظر أسوء أشكال عمل الأطفال الحد الأدنى لسن العمل الخطر بـ 18 عاما وفق ما جاء في تقرير مكتب شؤون العمل الدولية يعمل على تعزيز معايير العمل عالميا ومكافحة عمالة الأطفال القسرية والاتجار بالبشر التابع لوزارة العمل الأميركية لعام 2023 بعنوان السنغال نتائج عام 2023 بشأن أسوأ أشكال عمالة الأطفال لكن كل ذلك لم يحم الأطفال من الاستغلال إذ تضرب الشركات العاملة في استخراج المعادن بتلك المعاهدات والقوانين عرض الحائط وتصدر الذهب المنتج بأيدي الأطفال إلى دول مختلفة ومنها سويسرا التي تستورد 70 من الذهب المنتج في السنغال تليها الإمارات العربية المتحدة وأستراليا حسب تقرير صادر عن الوكالة الوطنية للإحصاء والديموغرافيا في عام 2018 بعنوان تعدين الذهب في السنغال موضحا أن الذهب الذي تصدره السنغال إلى الخارج سنويا يصل 4 3 أطنان بما في ذلك 3 9 أطنان من تعدين خام الذهب و341 كيلوغراما من الذهب الرسوبي ناتج عن تفتت الصخور الأصلية الغنية بالمعدن بفعل التعرية والنقل المائي ويعد الذهب منتج التصدير الرئيسي للموارد المعدنية السنغالية بنسبة 61 59 وفي عام 2019 استحوذت سويسرا على الصادرات السنغالية باستيراد 63 59 بحسب تقرير صادر عن مبادرة الشفافية في الصناعات الاستخراجية في السنغال EITI ويضيف التقرير أن الولايات المتحدة استوردت 3 53 تليها إسبانيا بنسبة 3 25 ثم الصين 2 90 ومالي بـ 1 13 وبينما تعد مصافي التكرير السويسرية من أكبر المستفيدين من الذهب المستخرج من مناجم أفريقيا لكنها تتعمد الغموض بشأن مصادر التوريد بحسب تقرير لمؤسسة سويس آيد للتعاون الإنمائي صدر في مارس آذار 2023 مؤكدا أنه لا يمكن تحسين وضع العمال والسكان المحليين الذين يعيشون بالقرب من المناجم بدون شفافية خاصة ما يتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان المرتبطة بالتعدين والمخاطر البيئية لكن مصافي تكرير الذهب السويسرية تتذرع بالسرية التجارية وقانون المنافسة والأسباب الأمنية لعدم كشف بيانات عملها في القارة الأفريقية وفق التقرير nbsp تقاعس حكومي عن تطبيق القوانين يجمع الأطفال على أن الفاقة الشديدة التي تعاني منها الأسر دفعتها إلى إخراجهم من الدراسة وحثهم على العمل خصوصا في مجال يحصلون من خلاله على مبالغ أفضل من غيره وتتشابه الظروف السيئة في هذه البلاد لكنها تتفاوت من حيث نسبة الفقر والبطالة على سبيل المثال في السنغال وحسب بيانات الوكالة الوطنية للإحصاء والديموغرافيا بلغت نسبة البطالة خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري 21 7 ورغم تفاوت النسبة في مناطق مختلفة إلا أن كيدوغو تحتل النسبة الأكبر من البطالة إذ تبلغ 61 الأمر الذي يشير بوضوح إلى أن فرص العمل في تلك المنطقة ضئيلة جدا بالمقارنة مع المناطق الأخرى كما يقول كيكالا جالو عمدة بلدية ديني فيلو في كيدوغو مضيفا لـالعربي الجديد أن الأطفال هناك تركوا المدارس وتوجهوا للعمل وبعضهم بصحبة آبائهم يقول محمد المصطفى اتياندوم نائب عمدة بلدية باندي فاسي التابعة لإقليم كيدوغو التي تعتبر من أفقر مناطق البلاد رغم امتلاكها العديد من الثروات الطبيعية قوانين السنغال لا تفي بالمعايير الدولية لمكافحة عمل الأطفالnbsp nbsp nbsp وتعترف رئيسة القسم الصحي في شركة nbsp Massawa Jersey Limited ديبو جانج أن بعض الأطفال العاملين بالتنقيب يصابون بأمراض تنفسية وإرهاق جسدي ومشاكل صحية أخرى لكنها تشير لـالعربي الجديد إلى أنهم هم من يتقدمون بأنفسهم ويطلبون العمل في شركات التعدين فتشغلهم في أعمال خفيفة مثل حمل الأجهزة وتنظيفها وبالرغم من ذلك يخالف ما ذكرته جانج قانون الطفل رقم 297 لسنة 2016 الذي يمنع استغلال الأطفال في أماكن العمل أو إجبارهم على القيام بأعمال لا يقدرون عليها يقول المحامي خالد أبو الهدي الذي يعمل في مكتبه الخاص في دكار لـالعربي الجديد أنه طبقا لهذا القانون يجب على الحكومة التدخل وإرغام الشركات على احترام حقوق الطفل وعلى الأقل في حال كانوا لا يشغلونهم في أعمال خطرة عليهم أن يوفروا لهم وسائل السلامة للوقاية من المخاطر التي تهدد حياتهم وقبلها إلزام المشغلين بإبرام عقود رسمية تحمي حقوق العمالة المالية nbsp أسوء أشكال عمالة الأطفال بينما عملت السنغال على تحليل سوق الشغل غير الرسمية مستهدفة أربعة قطاعات رئيسية يعمل الأطفال بها وتسودها ظروف خطرة وهي التعدين وصيد الأسماك والتسول والعمل المنزلي إلا أن القوانين المحلية لم تف بالمعايير الدولية اللازمة لمواجهة هذه الظاهرة في ظل أن حظر استخدام الأطفال في الأنشطة الخطرة لا يتضمن عقوبات جنائية رادعة بحق المتورطين في تشغليهم بحسب مكتب شؤون العمل الدولية التابع لوزارة العمل الأميركية إذ حذر في تقريره سالف الذكر من استمرار معاناة الأطفال من أشكال متنوعة من العمل القسري في استخراج الذهب والأعمال المنزلية حيال ذلك تكتفي الحكومة بالتعاون مع بعض الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لتوعية الأهالي بمخاطر العمل في مهن مثل استخراج المعدن الأصفر كما يقول نائب العمدة إتياندوم لـالعربي الجديد بينما يذكر وزير الطاقة والبترول والمعادن السنغالي بيرام سولاي جوب أن الحكومة عازمة على إجبار جميع الشركات التي تعمل في قطاع التعدين على احترام التزاماتها القانونية مشددا خلال زيارته إلى مناجم الذهب في كيدوغو في مايو أيار 2024 على أن الحكومة لن تتخلى عن دورها في حماية حقوق المشتغلين في قطاع التعدين لكن ما سبق لا يعدو كونه تصريحات لا تغني ولا تسمن من جوع أو تحسن من أوضاع أطفال الذهب فعلى أرض الواقع لا يزال الصبي الغيني محمد بايو 14 عاما يشتغل في التنقيب من دون عقد ساعات طويلة ويقوم بمهام لا تتناسب مع عمره الصغير في ظل ظروف عيش بائسة بعد ما اضطر منذ خمسة أعوام للهجرة من بلده مفضلا العمل وإن كان شاقا وخطرا على الموت جوعا