مسرحية لا فاش والضياع في متاهة السلطة
مسرحية لا فاش والضياع في متاهة السلطة
فنون الرباطالعربي الجديد
/> العربي الجديد موقع وصحيفة العربي الجديد 22 أكتوبر 2025 من العرض (العربي الجديد) + الخط -السؤال نفسه: من يحاكم من؟ الإنسانُ السلطة، أم السلطةُ الإنسان؟ تقاربه مسرحية لا فاش (البقرة) من إنتاج فرقة مسرح الحال، التي افتتحت بها موسمها المسرحي الجديد على خشبة مسرح محمد الخامس في الرباط الأسبوع الماضي. العرض الذي يقدّم تجربة عبثية وتجريبية مقتبس عن نص للكاتب عبده جلال، وإخراج عبد الكبير الركاكنة، حيث يحوّل الحدث البسيط، وهو فقدان بقرة مستوردة، إلى مختبر اجتماعي يكشف تناقضات السلطة والمجتمع، ويبرز عمق العبث الكامن خلف المظاهر اليومية.
في حديثه لـالعربي الجديد، يقول الركاكنة اشتغلت على نقل الأحاسيس الإنسانية للشخصيات. الخشبة ليست مجرد فضاء للفرجة، بل مساحة للتجربة النفسية، حيث يصبح جسد الممثل وأداؤه مرآة للواقع الاجتماعي. فضّلت الاهتمام بالملابس والتعبيرات بدل التركيز على الأكسسوارات على الخشبة، ذلك أن قوة المشهد تنبع من حضور الإنسان أكثر من غيره.
في مكتب التحقيق، يعترف بناقص الذي، (جسد دوره بوشعيب العمراني) بعدما تعرض لأشد أنواع التعذيب النفسي والجسدي بسرقة البقرة، ويكشف التقرير الطبي أن البقرة حامل منه. هذا الحدث العبثي يعيد رسم العلاقات بين الشخصيات على مستويات عمودية وأفقية ومتوازية، لتظهر تناقضاتها، جشعها، وخوفها من العقاب. المسرحية تتجاوز الحادث السطحي لتصبح فضاءً لكشف المصلحة المشبوهة، الأنانية والفساد الاجتماعي، حيث تتحول البقرة إلى استعارة للجسد المنتهك والعدالة المزيفة.
الإخراج التجريبي للركاكنة يراهن على الفراغ المدروس، أرضية سوداء وكرسيٍ واحد يتحول بحسب السياق إلى منصة استجواب أو كرسي اعتراف، أو علامة على هشاشة السلطة. الأغنية، التي لحّنها وغناها حسن شيكار برفقة المجموعة الفنية لـلا فاش ومحمد كبي، تؤدى في خلفية المشهد المسلّط الضوء عليه، لتزيد من عمق السخرية السوداء وتأكيد التناقض في الوهم الجمعي وبين الوهم الجمعي والواقع، وتصبح تعليقاً موسيقياً على العبث الاجتماعي. كما تحمل الأغنية نصاً يوحي بأن الحرية مجرد وهم في هذه الأرض، وأن ما يُعرف بالمجتمع الحر، ما
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على