مروءة تسبق الكرم صحفي يمني يروي موقفا إنسانيا في سوق سعودي يعيد الإيمان بقيم العرب الأصيلة
في زمنٍ باتت فيه اللمسات الإنسانية نادرة، يروي الصحفي اليمني هزاع البيل موقفًا عفويًّا عاشه في أحد أسواق التموينات بالسعودية، وصفه بأنه درسٌ في المروءة لا يُنسى، مؤكدًا أن ما تعيشه المملكة من رخاء وكرامة ليس صدفة، بل ثمرة أخلاق أهلها.
في تدوينةٍ لاقت انتشارًا واسعًا على منصات التواصل، كتب البيل:
في السعودية.. حيث تُدهشك المروءة قبل الكرم.
وأضاف أن الحادثة وقعت أمس، حين توجّه لشراء مستلزمات منزلية لأطفاله من مصروفه اليومي. وعند الكاشير، طُلب منه دفع 80 ريالًا سعوديًّا، فوضع جواله على جهاز الدفع ظنًّا منه أن العملية تمت بنجاح، وبدأ بجمع مشترياته.
لكن المفاجأة جاءت حين أعلنت الموظفة: العملية مرفوضة — جملةٌ حملت في لحظتها شيئًا من التوتر، كما وصفها البيل. وفي تلك اللحظة الحرجة، تدخّل رجلٌ كان يقف خلفه في الطابور، دون أن يُطلب منه ذلك، ودفع المبلغ نيابة عنه بسرعةٍ لم تُمهله للرد.
سمعته يهمس: حاسب الرجل!، فالتفتُّ إليه لأعيده له، فوجدته يغادر. لحقت به، وأمسكت ذراعه قائلًا: يا أخي، معي المبلغ والحمد لله مستورة.
فكان ردّ الرجل — الذي لا يعرفه ولا يعرفه — بكلماتٍ بسيطة لكنها عميقة:
عيب يا رجال، لا ترد الهدية.
ويختتم البيل حكايته بتأملٍ صادق:
عدت إلى بيتي وأنا مفعم بخجلٍ جميل، وبدعاءٍ صادقٍ له ولكل من يحمل هذه الأخلاق. قلت في نفسي: هنا عربٌ بحق… هنا مروءة… وهنا وطنٌ استحق أن يكرمه الله بالخير والبركة.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على