العراق الجفاف يحول بحيرة آمرلي إلى أرض قاحلة

١٤ مشاهدة
تعاني بحيرة آمرليnbsp في محافظة صلاح الدين وسط العراق جفافا شديدا حولها إلى مساحة جرداء قاحلة بعد أن كانت رافدا حيويا لري العديد من المزارعnbsp وتربية المواشي وصيد الأسماك وملاذا طبيعيا للباحثين عن الراحة والاستجمام لتعكس بذلك الآثار الكارثية للجفافnbsp الحاد الذي تشهده البلاد وتعد البحيرة أحد أبرز المواقع السياحية الطبيعية في المنطقة نظرا إلى ما تتمتع به من مساحات خضراء ونسيم عليل يخفف وطأة الحرارة الملتهبة خلال صيف العراق ما جعلها مقصدا لسكان المدن والقرى القريبة خلال أيام العطل والمناسبات حيث كانت بمنزلة مكان ترفيهي مجاني للأفراد والعائلات لكن مشهد البحيرة تبدل كليا هذا العام المياه اختفت والأسماك نفقت والحقول ذبلت فيما بقيت الذكريات وحدها تسبح في وجدان الأهالي ونبه قائممقام قضاء آمرلي ميثم نوري إلى أن البحيرة التي تعد الخزين المائي الوحيد للمنطقة جفت بالكامل للمرة الأولى في تاريخها في حادثة وصفها بأنها الأسوأ منذ أكثر من قرن وفقا لما نقلته وسائل إعلام محلية مؤكدا أن الجفاف الطويل وقلة الأمطار سببا انحسار المياه تماما ويروي العديد من المواطنين علاقتهم الخاصة ببحيرة آمرلي وما يختلجهم من مشاعر تجاه هذا المعلم السياحي ففي مدينة تكريت تتحدث ندى العواد 45 عاما الموظفة في وزارة التربية العراقية والأم لثلاثة أطفال nbsp عن البحيرة وتصفها بأنها المكان الأحب لعائلتها وتقول لـالعربي الجديد كنا نذهب إلى البحيرة كل عطلة صيفية كان أطفالي يركضون بجانب المياه ويحاولون اصطياد السمك بصناراتهم البدائية التي يصنعونها بأيديهم كانت ضحكاتهم تملأ المكان وتضيف لدينا كم كبير من الصور ومقاطع الفيديو قرب البحيرة حيث الطبيعة والمرح وكلنا أمل في أن تعود الحياة لهذا المكان الجميل وبحسب تقارير رسمية تعود أسباب الجفاف إلى تراجع معدلات الأمطار في شمال العراق خلال العامين الماضيين وانخفاض منسوب الخزين المائي في سد العظيم الذي كان يغذي بحيرة آمرلي وتشير التقارير إلى أن موجات الحرارة الشديدة وضعف الإمدادات المائية من السدود وعدم وجود خطط حكومية عاجلة لإنعاش الخزانات الطبيعية جعلت من جفاف البحيرة أمرا حتميا ويتحدث يوسف عبد الرحيم 28 عاما من قضاء الشرقاط بمحافظة صلاح الدين عن الأيام التي كانت تجمعه رفقة أصدقائه قرب البحيرة ويقول لـالعربي الجديد كنا نأتي في عطلة يوم الجمعة نغني ونشوي السمك ونستمتع حتى ساعات المساء كانت البحيرة ملاذا ننسى معه تعب الأسبوع فتعود إلينا مشاعر الفرح والحياة كانت آمرلي تشبهنا ببساطتها لكنها كانت تبعث الحياة ويرى يوسف أن جفاف البحيرة لم يسرق فقط المياه إنما سرق من العراقيين طقوسهم وعلاقاتهم قائلا نحن أبناء مدن صغيرة وهذه الأماكن كانت متنفسنا الوحيد ويلفت فاضل عباس 60 عاما nbsp وهو مزارع في قرية قريبة من البحيرة إلى أنه كان يعتمد على مياه آمرلي في زراعة القمح وتربية الماشية موضحا لـالعربي الجديد كنا نعيش على رزقها حتى ماشيتنا كانت تجد المراعي الغنية بالحشائش حول البحيرة لكن اليوم لا زرع ولا عشب وفي حال استمر الجفاف سيقتل كل شيء كانت البحيرة سببا لتعزيز العلاقات بين زوارها والسكان القريبين منها وفقا لما تقوله المواطنة ناهدة عزيز 47 عاما وهي المقيمة فيnbsp محافظة ديالى المجاورة لمحافظة صلاح الدين وتخبر العربي الجديد أنها كونت طيلة فترة ارتيادها البحيرة علاقات عديدة مع سيدات من قرى مجاورة وتضيف تعرفت على نساء كثيرات هناك كنا نطبخ معا ونتبادل الطعام والقصص نضحك ونشرب الشاي على ضفاف المياه بعضهن ما زلن يتصلن بي حتى تاريخه ويؤكدن أن المياه ستعود حتما إلى البحيرة وفي حين نقصد البحيرة للاستمتاع غير أن حياة السكان هناك ترتبط حكما بمياه البحيرة ويعتبر الباحث الاجتماعي مهند الطائي أن الجفاف في بحيرة آمرلي لا يغير ملامح الطبيعة فحسب بل يصيب الذاكرة الجماعية لسكان المنطقة وزوارها ويقول لـالعربي الجديد nbsp الأماكن الطبيعية ليست مجرد فضاءات جغرافية بل هي محطات نفسية ترتبط بها العائلات بعواطفها وتاريخها وحين تختفي يشعر الناس وكأنهم فقدوا جزءا من ذواتهم ويحذر الطائي من أن جفاف البحيرات والأنهار في العراق لم يعد مجرد ظاهرة بيئية بل قضية اجتماعية تمس الاستقرار الريفي وتدفع البعض إلى الهجرة نحو المدن الأمر الذي يسبب تبعات نفسية واجتماعية تؤثر على استقرار المجتمع وقد تولد مشاكل خطيرة جراء الاقتلاع القسري لفئة معينة من المواطنين من بيئتهم وحاضنتهم الطبيعية ويشير إلى أن جفاف بحيرة آمرلي يؤدي إلى تقليص عدد المواقع الطبيعية الجميلة التي تعزز المشاعر الإيجابية لدى المواطنين ويقول باختفائها نفقد ما تبعثه هذه الأماكن من طاقة إيجابية نحن بأمس الحاجة إليها في العراق وتشكل المياه الواردة إلى العراق من تركيا وإيران النسبة الأكبر من الخزين المائي المحلي لكن تراجع الإمدادات المائية بنسبة كبيرة من البلدين المجاورين إلى جانب انحسار معدلات هطل الأمطار خلال الشتاء والارتفاع الحاد في درجات الحرارة صيفا كلها عوامل فاقمت موجة التصحر والجفاف في العراق الأمر الذي أدى إلى اختفاء أو تقلص العديد من البحيرات والمسطحات المائية في مختلف أنحاء البلاد وفي تصريحات صحافية أكد المتحدث باسم وزارة الموارد المائية العراقية خالد شمال أن الوضع المائي هذا العام في العراق أسوأ مقارنة بالعام 2024 مشيرا إلى أن العراق لا يحصل سوى على أقل من 40 من استحقاقه المائي وكشف أن الخزين الاستراتيجي للمياه تراجع إلى نحو 10 مليارات متر مكعب في حين أن الحاجة الفعلية تقتضي توفير 18 مليارا لافتا إلى أن هذا الانخفاض لم يسجل منذ 80 عاما

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم