خدمات التوصيل في ليبيا قطاع اقتصادي ناشئ بمواجهة البطالة

٦٣ مشاهدة
بينما يعاني الاقتصاد الليبي من تباطؤ شديد وتراجع فرص العمل في القطاعات العامة والخاصة وجد آلاف الشباب في خدمات التوصيل نافذة ضيقة للتغلب على البطالة التي تحاصرهم منذ سنوات nbsp داخل أحد أحياء العاصمة طرابلس ينطلق عبد الوهاب القاضي وهو شاب في الثالثة والثلاثين بدراجته النارية محملا بالطلبات يروي القاضي لـالعربي الجديد كيف بدأت قصته مع هذا النشاط قبل سنوات قائلا بدأت بشكل بسيط عبر دراجة نارية لإيصال الطلبات القريبة شيئا فشيئا أصبح لدي زبائن دائمون ثم كونت شبكة صغيرة من المتعاونين لم أكن أتوقع أن يصل دخلي إلى 2900 دينار نحو 527 دولارا الذي تمكنت بفضله من إعالة أسرتي nbsp بالنسبة إلى عبد الوهاب لم يكن قطاع التوصيل مجرد مهنة مؤقتة بل بديلا فرضته ظروف البطالة وانعدام فرص العمل المستقرة لكنه يقر بأن العمل يظل مرهقا وغير مضمون ومع ذلك يبقى أفضل من الانتظار بلا أمل nbsp على الضفة الأخرى من التجربة يقف صالح الزرق خريج تقنية طبية في تخصص الصحة العامة بعد سنوات من الدراسة لم يتمكن من العثور على وظيفة تناسب شهادته لجأ بدوره إلى خدمات التوصيل عبر التطبيقات الهاتفية لكن دخله ظل محدودا وغير منتظم ويقول لـالعربي الجديد لم يكن هذا ما حلمت به بعد التخرج حلمي كان أن أعمل في مستشفى أو مركز صحي اليوم أنا أوصل الطلبات بين الأحياء هو الخيار الوحيد المتاح أمامي وأغلب زملائي يعيشون الوضع نفسه من جانبه قال الخبير الاقتصادي حسين البوعيشي إن انتشار خدمات التوصيل يعكس جانبين متناقضين فمن جهة ساهمت هذه الخدمات في توفير دخل ولو متواضعا لآلاف الشباب وأعطت دفعة لحركة البيع والشراء داخل المدن لكنه ينبه من جهة أخرى إلى أن هذا النشاط يحصل خارج الأطر الرسمية بلا إحصاءات دقيقة ويحرم الاقتصاد عوائد ضريبية محتملة ويبقى العاملون فيه بلا أي ضمانات اجتماعية أو تأمين صحي وأضاف البوعيشي لـالعربي الجديد أنه إذا نظم القطاع بآليات واضحة يمكن أن يتحول من مبادرات فردية إلى صناعة قائمة بذاتها تسهم في امتصاص البطالة وتوفير فرص عمل دائمة شرط تطوير البنية التحتية الرقمية والطرقية ووضع تشريعات حديثة تستوعب هذا النشاط nbsp تأتي هذه الظاهرة في بلد يواجه تحديات مركبة انقسام مؤسساتي هشاشة البنية التحتية واعتماد شبه كلي على عائدات النفط ففي شوارع طرابلس وبنغازي ومصراتة بات مشهد الدراجات النارية وسيارات التوصيل جزءا من الحياة اليومية ورغم أن هذه الخدمات وفرت متنفسا لآلاف العاطلين إلا أنها لم تخرجهم من دائرة الهشاشة الاقتصادية يقول نزار عريبي الذي يعمل في مجال خدمات التوصيل إنها مجرد حل مؤقت مضيفا قبل أن ينطلق مجددا في جولة جديدة من التوصيل لكن على الأقل أشعر أنني أعمل وأكافح من أجل عائلتي nbsp وبلغت مساهمة قطاع الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي الليبي 25 4 وفق بيانات البنك الدولي لعام 2023 فيما تواجه نحو 60 من الأسر صعوبات في الحصول على الخدمات الأساسية كذلك سجلت البلاد معدل بطالة يقارب 30 ما يزيد من الضغط الاجتماعي ويحد من قدرة الدولة على تقديم الدعم لمواطنيها الدولار 5 5 دنانير ليبية

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم