أشجار الأرز التي تتحدى الزمن كيف يحمي لبنان كنوزه الخضراء
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في قلب الطبيعة الساحرة شمال لبنان، تنتصب أشجار شامخة في وادي قاديشا وحرش أرز الرب، حيث تحظى بمكانة خاصة لدى الناس، ومن بينهم قزحيا حنّا، أمين التطوير والإنتاج في لجنة أصدقاء غابة الأرز، الذي نشأ في عائلة من المزارعين تعشق الطبيعة.
قال حنّا، الذي ترعرع بالقرب من غابة أرز الرب في بشرّي، في مقابلة مع موقع CNN بالعربية: لهذه الغابة مكانة مقدسة في المنطقة.
وقد مهّد هذا البُعد الثقافي والديني الطريق لإدراج وادي قاديشا وحرش أرز الرب ضمن قائمة اليونسكو للتراث العالمي في عام 1998

رُغم أهميتها البيئية، تعرّضت هذه الثروة الخضراء للتدهور بفعل عوامل عدّة، منها قطع الأشجار، والرعي الجائر، بالإضافةً إلى التغير المناخي الذي أدى إلى ظهور أمراض وحشرات فتّاكة.
أوضح حنّا، الذي التحق باللجنة منذ نحو 20 عامًا، أنّ تأثّر شجرة واحدة ينعكس على المنظومة البيئية بأكملها، مضيفًا أن اختلال التوازن يؤثر بدوره على النظام الحيوي في المنطقة وخاصة الحيوانات.

وفيما يرتبط بجهود اللجنة في حماية غابة أشجار الأرز، أشار حنّا إلى اتخاذ العديد من الإجراءات، منها إغلاق الغابة لخمس سنوات متتالية في الماضي لمعالجة الأشجار المريضة، وبناء ممرات خاصة للزوار، وزراعة المساحات المحيطة بها.
وأضاف: كانت الغابة موجودة على سفوح جبال شبه متصحِّرة.. لذا، بالتعاون مع بلدية بشري، وُضِع تحت تصرّف اللجنة مساحة أكثر مما يتراوح بين 6 و7 ملايين متر مربع، تمت زراعتها بأشجار الأرز بشكل أساسي، إلى جانب بعض الأشجار الورقية المرافِقة، لإعادة التوازن الطبيعي للغابة.
أساطير حية

تُعد أشجار الأرز من أبرز المعالم التي يحرص المصوّر اللبناني شربل سكر، الذي ينحدر من بلدة بشرّي في لبنان، على توثيقها بعدسة كاميرته، كلما سنحت له الفرصة.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على