غياب الإرشاد التربوي يوسع السلوكيات غير المنضبطة في مدارس العراق

١٢ مشاهدة
تشهد مدارس العراق منذ سنوات تراجعا واضحا في حضور الإرشاد التربوي داخل المدارس حتى كاد دوره الحيوي يختفي تماما في وقت تتصاعد السلوكيات السلبية والمنحرفة بين التلاميذ في مختلف المراحل الدراسية ما يثير قلق أولياء الأمور والمتخصصين في الشأن التربوي يعد الإرشاد التربوي أحد الركائز الأساسية في النظام التعليمي ولا تقتصر وظيفته على معالجة المشكلات السلوكية أو النفسية لدى التلاميذ بل تتعداها إلى غرس قيم الانتماء والاحترام والشعور بالمسؤولية وتنمية مهارات التفكير الإيجابي والتواصل الاجتماعي وغيرها لكن الواقع التربوي في العراق يكشف بحسب متخصصين غيابا شبه كامل لهذا الدور بسبب ضعف الدعم المؤسساتي وقلة الكوادر المتخصصة وعدم وضوح المهمات الخاصة بهذا الدور داخل البيئة المدرسية في عموم مدارس البلاد قالت الباحثة الاجتماعية وداد الجميلي لـالعربي الجديد أدى غياب المرشد التربوي إلى فقدان حلقة مهمة في التواصل بين التلاميذ والمعلمين من جهة ومن جهة أخرى بين إدارة المدارس وأولياء الأمور والمرشد ليس فقط مجرد موظف إداري بل عنصر فاعل ومهم في بناء شخصية التلاميذ أولا ثم توجيهه نحو السلوك السوي أضافت تفتقر مدارس كثيرة لوجود غرفة خاصة بالإرشاد وبرامج ممنهجة تعنى بسلوك التلاميذ وتحصنهم من المؤثرات الخارجية التي تنعكس عليهم ولوحظ في السنوات الأخيرة تصاعد سلوكيات مرفوضة داخل المدارس منها التنمر والعنف اللفظي والجسدي واستخدام العبارات البذيئة فضلا عن تعاطي السجائر وأحيانا المخدرات وأخرى حديثة مرتبطة بالتكنولوجيا مثل التصوير داخل الصفوف ونشر مقاطع ساخرة على وسائل التواصل الاجتماعي وغيرها ورأى المسؤول التربوي ياسين المشهداني في حديثه لـالعربي الجديد أن هذه الظواهر لم تكن لتنتشر بهذا الشكل لو وجدت منظومة إرشادية فعالة داخل المدارس والمرشد التربوي يستطيع كشف شخصية التلميذ واحتمال وجود ميول خطيرة لديه ومعالجتها مبكرا قبل أن تتطور إلى سلوكيات اجتماعية منحرفة nbsp وقال يفتقر العديد من التلاميذ اليوم إلى الفهم الواعي لخطورة أفعالهم وتصرفاتهم إذ يتعاملون مع التنمر أو العنف باعتباره وسيلة للظهور وإثبات الذات أو التسلية من دون أن يدركوا أثره النفسي على الآخرين وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز هذه السلوكيات بسبب غياب التوجه التربوي داخل المدارس وضعف الرقابة داخل الأسرةnbsp وخارجها وأشار الى أن غياب دور المرشد أمر خطير للغاية وذات انعكاسات واضحة على سلوكيات الطلاب وفي السنوات التي سبقت عام 2003 كان دور الإرشاد مهما وكانت سلوكيات التلاميذ منضبطة بشكل كبير مقارنة بالوقت الحالي وتؤكد وزارة التربية العراقية أنها تعمل لإعادة تفعيل مكاتب الإرشاد التربوي في المدارس لكنها تتحجج أحيانا بنقص الكوادر وضعف الموازنات المالية وعدم وجود تشريعات تنظيم هذا العمل ما يمنع تحقيق تقدم ملموس في هذا المجال في حين يطالب متخصصون في علم النفس التربوي بإعادة النظر في البنى المؤسساتية للإرشاد داخل المدارس عبر تعيين مرشدين تربويين مؤهلين أكاديميا ومهنيا وثقافيا وتزويدهم ببرامج تدريبية متطورة تتناسب مع التغيرات الاجتماعية والتكنولوجية التي يشهدها المجتمع العراقي وقال الباحث جبار المطلك لـالعربي الجديد إن المرحلة الحالية تتميز بانفتاح إعلامي واسع وتحديات متزايدة تجعل إعادة الإرشاد التربوي ضرورة وطنية لا يمكن تأجيلها خاصة أن المدرسة لم تعد مجرد مكان للتعليم الأكاديمي بل فضاء لتشكيل الوعي الاجتماعي والنفسي لدى الأجيال بشكل عام وحمل وزارة التربية مسؤولية حسن إدارة المدارس وتربية الأجيال وتأهيلها وتحصينها وقال أي إهمال للإرشاد التربوي يعني أن سلوكيات التلاميذ ستكون خطيرة في مرحلة النمو الجسدي والعقلي ما ينعكس سلبا على المجتمع إذا لم تطبق برامج خاصة ويعتمد على مرشدين ذوي كفاءات عالية وفي ظل غياب هذا الدور المهم في المدارس العراقية تبقى السلوكيات المنحرفة في تصاعد واضح ويبقى التلاميذ في مواجهة مباشرة مع مؤثرات خارجية معقدة لا يملكون أدوات كافية للتعامل معها وتلافيها ما يستدعي تحركا عاجلا من المؤسسات التربوية والمجتمع المدني معا لإحياء ثقافة الإرشاد التي اندثرت في السنوات الأخيرة وتحويلها من وظيفة شكلية إلى ممارسة تربوية فاعلة تحافظ على التوازن في القيم والأخلاق داخل المدارس nbsp

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم