مدارس المخيمات السورية تختنق بالطلاب بعد إغلاق عشرات منها
٥ مشاهدات
مع بداية العام الدراسي الجديد يواجه آلاف الطلاب في مخيمات الشمال السوري أزمة متفاقمة نتيجة الازدحام الكبير في المدارس خاصة بعد إلغاء وإغلاق عشرات المدارس بعد نهاية الموسم الدراسي الماضي بسبب نقص التمويل وتوقعات بعودة النازحين إلى ديارهم ولم يتبق سوى عدد محدود من المدارس التي باتت تضم اليوم أضعاف طاقتها الاستيعابية بعد تعذر عودة الكثيرين بسبب دمار مناطقهم الأصلية ليعكس المشهد اليوم واقعا صعبا وسط صفوف مكتظة ومعلمين مرهقين وأطفال يصارعون من أجل حصة تعليمية لا تتجاوز دقائق معدودة nbsp وتتكرر شكاوى الأهالي من أن الأطفال يقطعون مسافات طويلة للوصول إلى المدارس القليلة المتبقية ما يزيد من مشقة حياتهم اليومية فيما يطالب المعلمون بتوفير حلول إسعافية مثل إنشاء صفوف مسبقة الصنع أو إعادة فتح المدارس المغلقة nbsp ويقول الطالب محمد العلي وهو تلميذ في الصف السادس يقيم في مخيمات مهين شمال دير حسان بينما يجلس على الأرض في أحد صفوف مدرسته داخل المخيم لم تعد هناك مقاعد كافية فنحن نجلس ثلاثة أو أربعة على المقعد الواحد وأحيانا أجلس على الأرض ويصبح من الصعب سماع المعلم أو متابعة الدرس كما يجب مضيفا لـ العربي الجديد أحرص كل صباح على الاستيقاظ باكرا لأتمكن من الوصول إلى المدرسة قبل الاكتظاظ لعلي أجد مكانا مناسبا ومع ذلك غالبا ما يكون الصف ممتلئا فيضطر المعلم إلى شرح الدرس وهو يتحرك بين الطلاب وكثيرا ما أرفع يدي لطرح سؤال لكن لا يسمعني أحد بسبب الضوضاء nbsp ويتابع قائلا أحب مادة الرياضيات لكنني لم أعد قادرا على استيعابها كما ينبغي المعلم يضطر لشرح الدرس بسرعة وإذا لم أفهم فلا وقت لديه ليعيد الشرح أشعر أنني سأرسب هذه السنة بهذه الطريقة ومع ذلك أستمر في الحضور إلى المدرسة فأنا لا أريد أن أتوقف عن الدراسة ربما يمنحني التعليم مستقبلا مختلفا عن حياة المخيم أما والدة الطالبة في الصف السابع لين الأحمد فتعبر بقلق بالغ عن معاناة أبنائها الدراسية قائلة أخشى أن تضيع هذه السنة الدراسية على أولادي فالصف الواحد يضم أكثر من سبعين طفلا والمعلمة مهما بذلت من جهد لا تستطيع متابعة الجميع وبات التعليم أشبه بالحضور والغياب معا من دون أي فائدة حقيقية nbsp مضيفة لـالعربي الجديد نحن عالقون هنا في المخيم لا نستطيع العودة إلى قريتنا في ريف إدلب الجنوبي بعد أن دمر منزلنا بالكامل جراء قصف عصابات النظام السابق ولم يعد لدينا مكان نلجأ إليه غير هذه الخيمة ورغم قسوة الظروف نتمسك ببقاء أولادنا في المدرسة لأننا لا نريد لهم أن يفقدوا حقهم في التعليم كما فقدوا بيتهم nbsp وتتابع أتمنى أن يجد المسؤولون والجهات الداعمة حلا سريعا كإعادة فتح المدارس المغلقة أو إنشاء صفوف إضافية حتى يحصل أطفالنا على فرصة حقيقية للتعلم فالتعليم هو الأمل الوحيد المتبقي لهم وسط هذا الخراب من جانبها أوضحت مديرة مدرسة الأمل في مخيم قاح شمال سورية أميرة الخطيب أن حجم التحديات التي تواجهها المدارس في المخيمات بات يفوق أي قدرة على الاستيعاب وأشارت إلى أن المدرسة التي تديرها كانت مهيأة لاستقبال نحو 400 طالب فقط لكنها تضم اليوم أكثر من 1100 طفل أي ما يزيد عن ثلاثة أضعاف طاقتها الطبيعية مؤكدةnbsp أن هذا الاكتظاظ ينعكس مباشرة على جودة العملية التعليمية إذ لا يتمكن المعلمون من متابعة الطلاب كما يجب كذلك يؤثر أيضا على الانضباط داخل الصفوف وعلى الوضع الصحي في ظل صعوبة ضبط العدد الكبير من التلاميذ في قاعات ضيقة nbsp وبينت الخطيب في حديثها لـالعربي الجديد أنهم حاولوا التخفيف من حدة الاكتظاظ عبر اعتماد نظام الدوام على فترتين صباحية ومسائية غير أن هذا الإجراء لم يسفر إلا عن نتائج محدودة إذ بقيت الصفوف مزدحمة بشكل يفوق قدرة المعلمين والطلاب على الاحتمال nbsp وقالت إن الحلول الجزئية والمؤقتة لم تعد قادرة على مواجهة أزمة بهذا الحجم مؤكدة أن الأمر يتطلب تدخلا عاجلا يضمن إنشاء غرف صفية إضافية أو إعادة فتح المدارس التي توقفت عن العمل وأغلقت بعد انتهاء الموسم الدراسي الماضي بناء على تقديرات وزارة التربية بأن الأهالي سيعودون إلى قراهم ومناطقهم عقب التحرير لكن الواقع الميداني أثبت عكس ذلك فمعظم تلك المناطق ما زالت مدمرة أو غير صالحة للسكن ما حال دون عودة السكان وأجبر عشرات الآلاف على البقاء في المخيمات وترى الخطيب أن هذا الخطأ في التقدير ضاعف من معاناة الأسر وأدى إلى تراكم أعداد الطلاب في مدارس محدودة لا تستطيع استيعابهم وإلى حين حل المشكلة من المعنيين يبقى آلاف الأطفال مهددين بالتسرب من التعليم نتيجة نقص البنية التحتية وغياب الكادر التدريسي الكافي وتفاقم مشكلة الاكتظاظ ليعيد هذا الواقع إلى الواجهة المخاطر بعيدة المدى لحرمان جيل كامل من حقه الأساسي في التعلم nbsp