شح المياه يجفف زراعة البن في اليمن

٦٥ مشاهدة
يهدد الجفاف وقلة مصادر المياه أهم مورد زراعي في اليمن وهو محصول البن الذي يعتبر مصدر دخل لأكثر من 150 ألف أسرة حيث شهدت زراعته توسعا لافتا خلال السنوات القليلة الماضية بدعم من منظمات وجهات تمويلية أممية ودولية لتشجيع الشباب وفئات المجتمع على زراعته في إطار مكافحة تمدد زراعة نبتة القات وتوسعها جاء ذلك في دراسة بحثية حديثة حول الجفاف والبن اليمني نشرت في المجلة الدولية للبحوث العلمية في لندن والتي استخلصت أن تراجع زراعة البن في اليمن بشكل كبير بسبب قلة مصادر المياه للري وشح الأمطار وتذبذب مواسمها بوصفها نتيجة واضحة للتغيرات المناخية زراعة البن مهددة الخبير في مجال المياه والهندسة الزراعية والذي أعد هذه الدراسة البحثية وأستاذ علوم المحاصيل في كلية الزراعة بجامعة صنعاء أمين الحكيمي يؤكد في تصريح لـالعربي الجديد أن زراعة البن مهددة في اليمن بشكل كبير بسبب أزمة المياه والجفاف الناتج عن التغيرات المناخية مع تراجع قلة مصادر المياه للري وشح الأمطار وتذبذب مواسمها بوصفها نتيجة واضحة لهذه التغيرات المناخية التي تضرب اليمن وتراجعت إنتاجية اليمن من محصول البن خلال السنوات القليلة الماضية بحسب بيانات صادرة عن إدارة الإحصاء في وزارة الزراعة والري إلى 19 ألف طن في العام 2023 بعد أن كانت تتجاوز 26 ألف طن قبل العام 2015 وضاعفت الرسوم الجمركية التي أعلنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب في إبريل نيسان الماضي والتي شملت البن اليمني من أزمة هذا المحصول مشيرا إلى أن وكالة التنمية الأميركية ساهمت خلال فترات سابقة في دعم عملية التوسع في زراعته وفتح السوق الأميركي أمام القهوة اليمنية التي كان يتم تصدير الجزء الأكبر منها إليه مساحات كبيرة لزراعة المحصول ويزرع البن في اليمن في مساحة تقدر بـ36 ألفا و829 هكتارا بحسب بيانات وزارة الزراعة اليمنية للعام 2023 حيث تتوزع زراعته في بيئات معينة على طول سلسلة المرتفعات الجبلية وعرضها ولكنها تزدهر بشكل أكبر على ارتفاعات ما بين 700 إلى 1800 متر عن سطح البحر وبنسب قليلة على ارتفاعات أعلى تصل حتى 2500 متر في المناطق المحمية طبيعيا من الصقيع وانخفاض درجات الحرارة شتاء في المقابل يتحدث الحكيمي أن المشكلة الأهم تتمثل في نقص الماء والجفاف الذي يعتبر العامل الرئيسي المحدد لنمو البن وازدهاره منذ بدء استزراعه في اليمن حيث لا تزال زراعة هذا المحصول المهم وتطويره يشكلان تحديا كبيرا لليمن واليمنيين وتمت الدراسة بتتبع نمو النباتات حتى عمر سنة وتحت ظروف بيئية مكيفة تناسب نبات البن وتحت أربعة مستويات من الماء 80 60 40 20 من السعة الحقلية حيث درست الصفات المتعلقة بالنمو الخضري ونمو المجموع الجذري والصفات الفيزيولوجية وأوضحت النتائج أن نبات البن تراجع نموه تدريجيا تحت تأثير المستويات الأربعة من كمية المياه وكان تأثير الجفاف واضحا في بعض الصفات المورفولوجيا مثل طول النبات وعدد الأوراق التي بقيت حية حتى اكتمال التجربة كما تأثرت أيضا خصائص الأوراق من حيث مساحتها وتغيرت أبعادها وكذلك كانت صفات الوزن الجاف للأوراق ووزن الجذور وطولها من المؤشرات المهمة التي يمكن الاعتماد عليها في التقييم للتحمل للجفاف كما أن الصفات الفيزيولوجية بينت أن نبات البن يظهر آليات تكيفية في زيادة محتوى الكلوروفيل وزيادة كثافة الثغور والوزن النوعي للأوراق مما يتيح للنباتات المحافظة على عملية استقلاب وتمثيل الغذاء للنبات تحت ظروف الجفاف وهي آليات يمكن استخدامها في غربلة الأصناف والسلالات المحلية من البن اليمني في المرحلة الأولى بروتوكول للتباينات الوراثية هذه الدراسة المعملية أتاحت للباحثين أن يضعوا بروتوكولا بحثيا لتقييم التباينات الوراثية للصفات المرتبطة في التحمل والتأقلم أو التكيف للجفاف كما يمكن البناء على هذه النتائج في فهم آليات تحمل نبات البن للجفاف تحت الظروف اليمنية بحسب الباحث اليمني ويتوقع الحكيمي استنادا إلى دراسات علمية أن هذه المشكلة سوف تتفاقم مستقبلا في اليمن بشكل كبير مع شدة وطأة التغيرات المناخية المتوقعة في العالم بشكل عام واليمن بشكل خاص وتعتمد زراعة البن بدرجة رئيسية على الأمطار الموسمية وما تحدثه من سيول ومن تلك المياه التي تخزن في برك وحواجز صغيرة إضافة إلى الري التكميلي من الآبار السطحية ويشير الحكيمي إلى أن هناك عوامل عديدة لأزمة نقص المياه في اليمن أهمها سوء الإدارة للموارد المائية في البلاد إلى جانب بروز الجفاف الشديد عاملا رئيسيا آخر هذا العام والمتمثل في قلة الأمطار وتذبذب في فترات مواعيد الأمطار وهي ظاهرة طبيعية متكررة في اليمن نظرا إلى عوامل الموقع والطبوغرافية والمناخ وتقلباته وكبد الصراع في اليمن قطاع الزراعة خسائر باهظة إذ تشير تقديرات برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP إلى أن استمرار الصراع قد يكلف اليمن خسارة ما يقارب 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2040 بسبب تدهور الأراضي الزراعية وأدت الحرب إلى تدمير مزارع ومرافق زراعية خاصة الخزانات والسدود مما أثر كثيرا على القدرة على إنتاج الغذاء المحلي في بلد يعتمد فيه الكثير من السكان على الزراعة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم