أصغوا إلى جيل زد

١٥ مشاهدة
بات لزاما على أجيالنا وأسلافهم أن يستريحوا راقبنا رحلة الانتقال من عشق الطفولة في الطبيعة والشوارع وضوء القمر إلى رحلة الانزواء الذاتي بين أربعة جدران أو في غياهب عالم واسع لطفولة مولودة من أرحام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي في المبدأ الشباب واحد في كل الأجيال ثورة انتفاضة حماس انتصار أو هزيمة هذا موجود في أبسط مفاهيم علم الاجتماع شباب اليوم مختلف ليس هيبيا ولا كيانا عابرا للحدود كما كانت الحال في ستينيات القرن الماضي وسبعينياته شباب اليوم مغاير لأجيال الثمانينيات والتسعينيات الحالمين برياح التغيير التي عصفت بالكتلة الشرقية الشيوعية شباب اليوم ليس حتى كجيل العقد الأول من الألفية الحالية ولا صانعا ولا مشاركا في ربيع عربي مر عليه نحو 15 عاما شباب اليوم جيل زد هم من أطاحوا الحكومة في نيبال خلال ثورة استمرت بين 8 الشهر الماضي سبتمبر أيلول و13 منه رفضا لإقفال 26 منصة من منصات وسائل التواصل الاجتماعي هم أنفسهم من انتفضوا في مدغشقر بدءا من 25 سبتمبر احتجاجا على انقطاع المياه والكهرباء قبل أن تتحول انتفاضتهم ثورة عارمة سقط فيها قتلى وجرحى في المغرب ما بدأ انتفاضة ضد سوء القطاع الطبي تغير إلى احتجاجات واسعة سقط فيها قتلى وجرحى ليس جيل زد مجرد جيل مغناج أو جيل الهواتف بل هو جيل صاغ معلوماته صحيحة كانت أم خاطئة بصورة أسرع من أجيال سابقة لم نكن نعرف بحدث ما إلا بعد مرور ساعات وحتى أيام اليوم يمكنك الاستماع إلى إذاعة في بوتان على سبيل المثال وأنت في غرفتك ميزة جيل زد أنه قادر على توثيق كل حدث بالنسبة إليه كل شيء هو تلفزيون واقع ذاك الذي دهشنا به حين دخل مجتمعاتنا العربية منذ أكثر من عقدين تحول إلى فعل يومي لأبناء هذا الجيل لا هذا فحسب بل إن جيل زد أكثر تطرفا في حمله لواء قضية ما من عديد من أجيال ماضية إنه جيل يشبه طفلا يتفاعل بشدة مع أول حرف يقوله أو يقرأه أو يكتبه وليس جيلا باحثا عن معلومات ناقصة بل سمح فائض المعلومات له في بناء شخصية انتظرها كثير من الأجيال السابقة لا أحد يمكنه تجاهل حراك جيل زد لا في المغرب ولا في غيره المجتمعات الشبابية في الدول العربية خصوصا مؤهلة للتحرك كما نظيراتها في دول أخرى الأمر يشبه دومينو دول مثل اليمن وفلسطين والصومال والعراق والسودان وموريتانيا والجزائر أصبح 50 أقله من مواطنيها تحت سن 25 سنة وفق الأمم المتحدة لن يتحمل كثيرون ما تحمله أسلافهم بل سيكونون أكثر جرأة مما كانت الأجيال الماضية لن يفهم ذلك من تمسك بمفاهيم للحكم ولى زمنها غير أن كثيرين سيصفون تحرك جيل زد بـالسخيف أو المؤقت من دون الأخذ بالاعتبار أن إخفاقات أجيال سالفة في أي انتفاضة أو ثورة تجد أملها في جيل زد لأن تراكم الخسارات لا يعني خسارة أبدية ولا تراكم الانتصارات انتصارا أبديا ما لم تعتمد شروط مجتمعية صالحة لحكم كل جيل وفق تنازلات وتحركات مرنة لكن إذا ألقيتم نظرة إلى حكام في الدول العربية خصوصا ستجدون المتمسكين بنوعية حكم يتعاملون مع الجيل الجديد وكأنهم رواية مكررة نهايتها السجون والتشتت ما لم يكن القتل أساسا للقمع من الخطأ الاعتقاد بهذا الأمر لم نعد في أمكنة يكون فيها الحاكم في قصر يعزله عن شعبه الأزمنة الحالية هي أزمنة إصغاء أكثر وكلام أقل وفعل كثير هذا ما يريده جيل زد من البديهيات أن يتم تأمين الكهرباء والمياه والطبابة لكل فرد هذا حق وليس منة الأهم أن انتفاضة جيل زد في المغرب تبقى البداية فحسب

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم