محاصرو الفاشر سودانيون محرومون من الطعام والدواء

١٨ مشاهدة
لا تزال مدينة الفاشر السودانية محاصرة منذ ما يزيد على عام ونصف العام وتقلصت أخيرا كميات المواد الغذائية والأدوية مع تصاعد القتال يعيش سكان مدينة الفاشر كبرى مدن إقليم دارفور في السودان وعاصمة ولاية شمال دارفور أوضاعا بالغة الخطورة بعدما أخذت المعارك منحى عنيفا مع توغل قوات الدعم السريع داخل الأحياء السكنية مستخدمة مختلف الأسلحة بما فيها القصف المدفعي والطائرات المسيرة بينما تفاقمت احتياجاتهم الإنسانية نتيجة نفاد المواد الغذائية والأدوية المنقذة للحياة وعلى وقع القصف المستمر وتراجع المساحات الآمنة وانتشار القناصة الذين يستهدفون حركة الناس تفشى الجوع بين آلاف المحاصرين في الأحياء السكنية تقول منى جبريل وهي أم لخمسة أطفال لـالعربي الجديد القنابل والدانات تتساقط علينا يوميا وفي كل يوم يموت العشرات سواء بالقصف أو الجوع أو الأمراض المواد الغذائية الشحيحة التي تصل إلى المدينة أسعارها خيالية والأدوية نفدت نهائيا والمتوفر منها يمنح للمقاتلين ولا نستطيع مغادرة المدينة لأن المسلحين يقتلون الرجال أو يعتقلونهم ويعرضون النساء لانتهاكات فادحة على الطرق كما يستولون على الأمتعة والأغراض الشخصية تضيف جبريل نحن معرضون للخطر في كل الأحوال فلو حاولنا المغادرة لن يتركونا نذهب بسلامة ولو بقينا فنحن معرضون للموت جوعا وصل سعر كيلوغرام الدقيق إلى 360 ألف جنيه الدولار يساوي 2700 جنيه سوداني وسعر نصف لتر الزيت 140 ألفا واحتياجات أسرة صغيرة في اليوم الواحد تبلغ نحو مليون جنيه وكثيرون يصابون بالأمراض المعوية والملاريا ومات الكثير من أصحاب الأمراض المزمنة مثل السكري والضغط نتيجة نفاد الأدوية والمستشفيات مغلقة والقصف لا يفرق بين المنازل والمقار العسكرية بدورها تقول النازحة فاطمة إزيرق إنها جاءت إلى الفاشر من مخيم أبوشوك الذي سيطر الدعم السريع على أجزاء واسعة منه وإنه عند وصولها كانت المطابخ الجماعية توفر لعائلتها وجبة يوميا لكن المطابخ توقفت بعد نفاد المواد الغذائية كما تخلو المتاجر والمنازل من حفنة عدس أو طحين أو ذرة تضيف متحدثة لـالعربي الجديد الأطفال وكبار السن يموتون يوميا بعضهم يموت من الجوع وبعضهم من الأمراض ومن ينجو من الجوع والمرض يقتل بالدانات أو الرصاص الطائش والمسيرات والطائرات العسكرية تمطر المدينة بالقذائف ليل نهار ماشتداد المعارك بدأ سكان الفاشر حفر أنفاق أصبحت ملاذا للنجاة واستبدل البعض مساكنهم بتلك الأنفاق التي تم حفرها داخل المنازل وداخل المباني الحكومية ومع تقلص مساحة المدينة نتيجة تقدم قوات الدعم السريع واشتداد المعارك بدأ السكان حفر الأنفاق التي أصبحت ملاذا للنجاة واستبدل البعض مساكنهم بتلك الأنفاق التي تم حفرها داخل المنازل وداخل المباني الحكومية يقول آدم صغيرون 75 سنة لـالعربي الجديد المنازل لا تحمينا من دانات المدافع وقصف الطائرات المسيرة لذا لجأ الناس إلى حفر أنفاق بعمق عدة أمتار داخل الأرض يهرعون إليها فور سماعهم دوي القصف أو أصوات الاشتباكات يضيف صغيرون قلة من الناس في الفاشر يحصلون على وجبة طعام بين الحين والآخر والبقية يعتمدون على الأمباز علف الحيوانات في طعامهم والجميع معرضون للموت في المعارك اليومية إذ نقتل بدم بارد من الطرفين لا توجد مناطق آمنة في المساحة المتبقية من المدينة فكلها أصبحت تحت القصف ولهذا لجأ السكان إلى حفر الأنفاق ورغم صعوبة البقاء فيها لفترات طويلة لصعوبة التهوية وارتفاع درجات الحرارة لكنها خيار لا بديل عنه في ظل الوضع الراهن ويكلف حفر النفق الذي يسع 25 شخصا حوالي تسعمائة ألف جنيه حوالى 400 دولار وهو مبلغ يفوق قدرة السكان حسبما يقول عبد الله خاطر وهو معلم سابق لـالعربي الجديد ويشرح خاطر بقوله النفق العميق تحت الأرض يمثل الملجأ المناسب من القصف والذخائر الطائشة لكنه يكلف أموالا طائلة وهي غير متوفرة لدى السكان في الفاشر وخلق عدم توفر مياه الشرب معضلة إضافية في الفاشر وبعد توقف محطات توزيع المياه بدأ السكان الاعتماد على مياه الأمطار التي يتم جمعها وتقول مروة عبد الكريم 57 سنة النازحة من مخيم زمزم لـالعربي الجديد توقفت محطات المياه في المدينة لأنه لا يوجد وقود لتشغيلها ولا يوجد عمال للإشراف عليها وصار الحصول على مياه شرب نقية ترف تجاوزه الناس إلى البحث عن لقمة الطعام وجرعة الدواء أمراض سوء التغذية تهدد الجميع فالناس لا يجدون طعاما يسد رمقهم وفي 28 سبتمبر أيلول الماضي كشفت غرفة طوارئ معسكر أبوشوك أهلية أن أكثر من 95 شخصا لقوا حتفهم في غضون أربعين يوما بسبب الجوع من بينهم 73 طفلا موضحة أن الأوضاع الأمنية والإنسانية تسير نحو المزيد من التعقيد مع انعدام الخدمات الأساسية في الفاشر من جانبها قالت شبكة أطباء السودان إنها سجلت وفاة 23 شخصا من بينهم خمس نساء حوامل خلال شهر سبتمبر الماضي وإن ما يحدث في الفاشر يعد جريمة ممنهجة تستهدف حرمان المواطنين من المساعدات الإنسانية وكان آلاف السكان يحصلون على طعامهم عبر المطابخ الجماعية التي تديرها غرف الطوارئ في المدينة لكنها توقفت لعدم وجود مواد غذائية ويقول عضو غرفة طوارئ الفاشر هارون أبكر لـالعربي الجديد كانت المطابخ تقدم وجبات يومية للسكان الجوعى لكننا لم نعد نستطيع شراء المواد الغذائية من داخل المدينة حيث لا توجد أسواق أو متاجر توفر الطحين أو الأرز فجميعها نفدت ويضيف أبكر بعد نفاد السلع في أسواق المدينة كنا نذبح الخراف في التكايا لتوزيع اللحوم المطبوخة لكنها أيضا أصبحت غير متوفرة لن يستطيع السكان الاستمرار على هذه الحال لفترة طويلة والجوع والأمراض المنتشرة سيقضيان على الكثير منهم خاصة الأطفال وكبار السن وينبغي التدخل في أسرع وقت لإيصال المواد الغذائية إلى هؤلاء المحاصرين من دون أن يكونوا طرفا في الحرب وفي 29 سبتمبر الماضي حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أوتشا من أن الوضع الإنساني في الفاشر يزداد سوءا يوما تلو الآخر مع اشتداد الحصار المفروض على المدينة وأن صور الأقمار الصناعية أظهرت تقلص مساحة المدينة المأهولة بينما تنتشر السواتر الترابية حولها ما يحجم حركة الدخول والخروج وتقول وزيرة الصحة بولاية شمال دارفور خديجة موسى وهي من ضمن المحاصرين في مدينة الفاشر لـالعربي الجديد بعد نفاد المواد الغذائية أصبح السكان يلجأون لأكل مواد غير صالحة للإنسان ما يتسبب في مشاكل صحية خطيرة أقلها الإسهالات والجوع متفش بصورة لافتة بين الناس والإصابات اليومية بالقصف تحصد الأرواح ورغم أن ثلاثة مستشفيات ما زالت تعمل بالمدينة لكنها لا تستوعب كل الحالات المرضية والإصابات التي ترد إليها على مدار الساعة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم