بعد مرور عشرين عاما على كارثة حريق مسرح بني سويف 2005 عادت هذه المأساة إلى الواجهة من خلال مسرحية آخر مشهد في الحدوتة التي عرضت مؤخرا ضمن فعاليات الدورة الـ21 من مهرجان مسرح الهواة العرض مأخوذ عن نص آخر المطاف للمسرحي مؤمن عبده أحد ضحايا الحريق وقد أخرجه وقدم معالجته الدراماتورجية كمال الدين كمال وتدور أحداث المسرحية في إطار درامي كوميدي حول مجموعة من الفنانين يفقدون مسرحهم بسبب الحريق فيدخلون في صراع داخلي بين الاستسلام لليأس أو التمسك بالأمل والبحث عن بداية جديدة في تصريحاته لـالعربي الجديد قال المخرج كمال الدين كمال المسرحية ترصد الصراع بين الأمل واليأس وتؤكد أن الإنسان يجب أن يظل متشبثا بالأمل حتى آخر لحظة في حياته ففي العمل يمثل جانب اليأس مجموعة من الشباب الذين انعزلوا بعد فقدان مسرحهم لكن إحدى الشخصيات تقنعهم بضرورة المحاولة من جديد وعدم الاستسلام كما أوضح كمال أن الرسالة التي يسعى فريق العمل إلى إيصالها هي أن الحلم لا يتوقف أبدا وأن الإنسان قادر على إعادة بناء حلمه مهما كانت الظروف من جانبه رأى الناقد المسرحي أحمد خميس أن العرض محمل بصراعات بين الرغبة في الحفاظ على الحكاية الأصلية ومحاولة تقديمها بروح جديدة مشيرا إلى أن العرض يطرح سؤالا جوهريا حول جدوى الاستمرار بالأساليب القديمة والحاجة إلى تطوير أدوات التعبير المسرحي كي تصل التجربة إلى جمهور أوسع وتحقق أثرا أعمق يذكر أن الراحل مؤمن عبده عمل معيدا بقسم المسرح في كلية الآداب بجامعة حلوان واشتهر بكتاباته ذات الطابع التجريبي مثل آخر الشارع وطعم الغروب ومرة واحد بيحلم وغيرها كما قدم عددا من الإسهامات الإخراجية في عروض منها حزن المطر وطرح الغياب وأثناء الليل وتوب الفرح وشيكا بيكا