نصائح الخبراء لأنظمة إنتاج غذائية تحمي صحتنا وكوكبنا معا

٩ مشاهدات
حذر خبراء في تقرير دولي من أن أحد أبرز التحديات في أزمة المناخ لا تتم معالجته كفاية حتى الآن ويتمثل في تأثيرات إنتاج الغذاء العالمي وجاء في تقرير جديد صادر عن لجنة إيت لانسيت أن عمليات إنتاج الغذاء العالمي بوضعها الحالي تتسبب بنحو 30 من إجمالي انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في الوقت الذي يفتقر فيه مليارات البشر حول العالم إلى إمكانية الحصول على غذاء صحي وحذرت مجموعة الخبراء من أنه حتى في حال نجاح التحول العالمي للطاقة بعيدا عن الوقود الأحفوري فإن أنظمة الغذاء وحدها ستجعل من المستحيل تقريبا حصر الاحترار العالمي عند 1 5 درجة مئوية تجدر الإشارة إلى أن اللجنة عبارة عن هيئة خبراء دولية أسستها منظمة إيت غير الحكومية ودورية ذا لانسيت العلمية وتهدف إلى وضع استراتيجيات تضمن توفير تغذية صحية للبشرية مع الحفاظ على كوكب الأرض وقال يوهان روكشتروم مدير معهد بوتسدام الألماني لأبحاث تأثيرات المناخ والرئيس المشارك للجنة إيت لانسيت إن إعادة تشكيل أنظمة الغذاء تمثل تحديا بيئيا واجتماعيا ضخما لكنها شرط أساسي لفرصتنا في العودة إلى نظام مناخي آمن وكوكب صحي عاداتنا الغذائية قادرة على إنقاذ الأرواح وخفض الانبعاثات بشكل كبير وإبطاء فقدان التنوع البيولوجي وتعزيز العدالة وبحسب التقرير فإنه يمكن عبر التحول إلى ما يعرف بـالنظام الغذائي للصحة الكوكبية Planetary Health Diet أن ينقذ نحو 15 مليون شخص سنويا من الوفاة المبكرة الناتجة عن أمراض مرتبطة بالغذاء ويشبه هذا النظام في جوهره توصيات التغذية الشائعة الإكثار من تناول الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والمكسرات والبقوليات مع استهلاك ثلاث إلى أربع بيضات أسبوعيا بالإضافة إلى السمك ولحوم الدواجن وتقليل اللحوم الحمراء ولا سيما لحوم المجترات مثل الأبقار والأغنام والماعز وأشار التقرير إلى أن لحوم المجترات لا تمثل خطرا طويل الأمد للإصابة بالسرطان فحسب بل إن هذه الحيوانات تطلق كميات كبيرة من غاز الميثان أثناء عملية الهضم إذ تشكل نحو 53 من الانبعاثات غير المرتبطة بثاني أكسيد الكربون في القطاع الزراعي ولو تبنى البشر على مستوى العالم نظاما غذائيا أكثر صحة لقلل ذلك انبعاثات قطاع الغذاء المسببة للاحترار العالمي بنسبة تصل إلى 15 ويوضح الخبراء أن الأنظمة الغذائية الحالية تفتقر غالبا إلى الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات والحبوب الكاملة في حين يستهلك الأفراد كميات مفرطة من اللحوم ومنتجات الألبان والدهون والسكريات والأطعمة المصنعة وأكد الخبراء أن الهدف ليس فرض نظام غذائي موحد بل إن النظام الغذائي للصحة الكوكبية يتميز بالمرونة ويتوافق مع مختلف الأطعمة والثقافات والعادات الغذائية والتقاليد والتفضيلات الفردية لكن هذا التحول يتطلب تغييرات كبيرة في نوعية وطرق وأماكن إنتاج الغذاء فبعض القطاعات يجب أن تنكمش مثل إنتاج لحوم المجترات الذي ينبغي تقليصه بنحو الثلث في حين يتعين التوسع في قطاعات أخرى مثل إنتاج الفواكه والخضروات والمكسرات والذي يوصي التقرير بزيادته بمقدار الثلثين مقارنة بمستويات الإنتاج في عام 2020 ويشمل مسار الحل أيضا تقليل فقد الغذاء وهدره عبر سلاسل التوريد ودعم ممارسات زراعية مستدامة تعزز الإنتاجية وتحد من تأثيرات بيئية سلبية مثل تقنيات الزراعة التي تقلل التدخل في التربة مقارنة بالحرث العميق ووفقا للتقرير فإن ضخ استثمارات غير مسبوقة وبذل جهود مكثفة في هذه المجالات يمكن أن تفضي إلى بناء نظام غذائي محايد مناخيا وأضاف التقرير أن الغذاء يعد اليوم أكبر عامل منفرد في تجاوز الحدود البيئية للكوكب والتي تشمل إلى جانب تغير المناخ اضطرابات دورات النيتروجين والفوسفور وتحمض المحيطات وأوضح روكشتروم المعد الرئيسي للتقرير المنشور في دورية ذا لانسيت أن التقرير يقدم أوضح خريطة طريق حتى الآن لتغذية سكان العالم المتزايدين دون تجاوز الحيز الآمن الذي تتيحه حدود الكوكب ولم يغفل الخبراء الجانب الاجتماعي إذ دعوا في التقرير إلى ضمان أجور عادلة وظروف عمل آمنة لجميع العاملين في قطاع الغذاء وتعزيز مشاركة المزارعين الصغار والشعوب الأصلية والنساء وغيرها من الفئات المهمشة في عمليات صنع القرار أسوشييتد برس

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم