واصلت سوق الذهب ركودها في المغرب في ظل تراجع إقبال الأسر والمغتربين على استثمار مدخراتهم في المعدن النفيس الذي وصل إلى مستويات قياسية في السوق المحلية ويؤكد رئيس الفيدرالية المغربية لتجار المجوهرات إدريس الهزاز في تصريح لـ العربي الجديد أن سعر غرام الذهب بعد إضافة تكاليف تذويب المعدن النفيس والنقوش والأحجار الكريمة والضرائب وهوامش الأرباح ارتفع إلى حوالي 95 دولارا للغرام الواحد موضحا أنه شهد زيادة بحوالي 15 دولارا عما كان عليه في الفترة نفسها من العام الماضي وتجاوز الذهب الخام في المغرب بالنظر للمستويات التي بلغها في السوق الدولية سقف 80 دولارا للغرام الواحد ما يفضي إلى ارتفاع أسعار المجوهرات التي يستعمل في تصنيعها وهي أسعار تختلف حسب النقوش والأحجار الكريمة ويواصل الذهب سلسلة القفزات القوية المسجلة منذ عقد ونصف التي أثرت سلبا على الطلب الذي تعبر عنه الأسر فقد ارتفع سعر الحلي الذهبية في صيف العام الماضي بحوالي 20 دولارا عما كان عليه في صيف 2023 وتعرف السوق المغربية شيوع الذهب من عيار 18 الذي يضم 75 من الذهب الخالص و25 من الفضة والنحاس ومزيجا أبيض أو أحمر أو أصفر حيث يجري التأشير عليه من جانب إدارة الجماركnbsp عبر ختم يميزه ولم يعد المغتربون حسب تصريح الهزاز لـالعربي الجديد ينعشون في فصل الصيف الطلب على الحلي الذهبية حيث كان إقبال أكثر من ثلاثة ملايين منهم على المملكة بين يونيو حزيران وأغسطس آب من كل عام يرفع الطلب على الذهب وكف بريق الذهب عن جذب الكثير من الأسر المحلية التي ما عادت تقتدي بمثل كرستها الأجيال السابقة التي كانت ترى في الذهب زينة وخزينة فلم تعد تستثمر فيه مدخراتها بفعل ارتفاع التكاليف التي تتحملها من أجل الإنفاق على الصحة والتعليم والسكن ويلاحظ الحرفي في قطاع الحلي التقليدية عبد القادر شاهد أن الطلب على الذهب لم يعد يرتفع كما السابق في فصل الصيف حيث كانت تنظم حفلات الأعراس وحتى الأسر التي تسعى لشراء مجوهرات ذهبية تكتفي بالقليل نتيجة ارتفاع الأسعار ويشير شاهد في تصريح لـالعربي الجديد إلى أن تراجع الطلب على الذهب بدأ منذ القفزات القوية التي شهدها قبل عقد ونصف إذ إنه ارتفع من 12 دولارا للغرام الواحد في 2008 إلى حوالي 20 دولارا و30 دولارا قبل عشرة أعوام ويصل إلى 95 دولارا في العام الحالي ما انعكس على الطلب وأفضى إلى ركود سوق الذهب الذي يعتبر مع ذلك ملاذا في وقت اللايقين ويجري تصنيع جزء من الحلي الذهبية عبر استعمال الحلي القديمة التي يتم تذويبها وعرضها على خبير يسمى بـالذواق الذي يقيس مدى مطابقتها للعيار المعمول به في المغرب قبل إخضاعها للفحص من إدارة الجمارك التي تكون تأشيرتها ضرورية قبل الشروع في التصنيع غير أنه أمام الصعوبات التي يجدها المهنيون من أجل توفير المادة الخام المستوردة لتحويلها إلى حلي يؤكد رئيس الفيدرالية المغربية لتجار المجوهرات إدريس الهزاز أن بعض الصاغة يتجهون نحو تأسيس شركة لاستيراد الذهب الخام من السوق الدولية ويفيد تقرير مكتب الصرف التابع لوزارة الاقتصاد والمالية حول المبادلات التجارية للمغرب الصادر الثلاثاء الماضي أن المشتريات من الخارج من الذهب الصناعي تضاعفت ثلاث مرات حيث قفزت في الثمانية أشهر الأولى من العام الجاري إلى 130 مليون دولار مقابل نحو 47 مليون دولار في الفترة نفسها من العام الماضي ويعتبر مهنيون أن ارتفاع فاتورة واردات الذهب الصناعي في سياق القفزات القوية التي تعرفها أسعار المعدن النفيس لا يعزى إلى زيادة الطلب المحلي بل لجوء المهنيين إلى توفير الذهب عبر القنوات العادية الرسمية عوض الحصول على الذهب الصناعي عبر القنوات غير الرسمية حيث شرع البعض في تجنب الاستيراد بالامتثال للإجراءات الجمركية العادية