أعلنت مطبعة جامعة برينستون أنها ستصدر الشهر المقبل كتابا جديدا للكاتبة البريطانية فيرجينيا وولف بعنوان حياة فيوليت يضم ثلاث قصص مبكرة اكتشفت مؤخرا وهي نصوص سبقت روايتها الأولى بنحو ثماني سنوات تكشف ملامح صوتها الأدبي المبكر وتضيء جانبا غير معروف من تجربتها القصص التي وصفت بأنها ساخرة وفانتازية وسريالية أحيانا تشكل سيرة هزلية لصديقتها المقربة ماري فيوليت ديكنسون المرأة التي رافقت وولف في بداياتها الأدبية وقرأت مخطوطاتها الأولى وعرفتها على محررين ودوائر ثقافية وأرستقراطية كما تولت رعايتها بعد انهيارها العصبي عام 1904 غير أن القيمة الأدبية لهذه المخطوطات تتجاوز طابعها الساخر فالباحثة وأستاذة الأدب بجامعة تينيسي أورميلا سيشاجيري هي التي عثرت على نسخة منقحة من القصص داخل أرشيف منزل لونغليت هاوس في إنكلترا بعد أن ظلت مخفية أكثر من ثمانين عاما وتظهر النسخة التي أعادت وولف صياغتها عام 1908 مئات التعديلات الأسلوبية الدقيقة ما يبرهن أن الكاتبة تعاملت معها بجدية واعتبرتها مساحة للتجريب الفني في بدايات مسيرتها تتنوع أحداث النصوص بين مغامرات أرستقراطية داخل قصر جاكوبي في هيرتفوردشاير وقصص خيالية عن إلهتين تصلان إلى اليابان على ظهر حوت ومن اللافت أن هذه المخطوطات احتوت على إشارات مبكرة لأفكار ستتبلور لاحقا في أعمال وولف الكبرى ففي قصة بعنوان الحديقة السحرية يظهر لأول مرة التعبير الذي سيصبح أساسا لمقالها النسوي الشهير غرفة تخص المرء وحده 1929 حيث تقول البطلة فيوليت أليس من الجميل أن يكون للمرء كوخ خاص به هذه النصوص لم تحظ باهتمام يذكر طوال عقود ففي عام 1955 عرضت عائلة ديكنسون النسخة الأولى غير المنقحة على ليونارد وولف زوج الكاتبة وناشر أعمالها لكنه رفض شراءها معتبرا إياها مجرد نكتة خاصة وغير جديرة بالنشر لتجد طريقها لاحقا إلى متجر كتب قديم في لندن حيث اشتراها الناشر توم ماشلر بثمن زهيد قبل أن يكتشف أنها بقلم فرجينيا ستيفن التي أصبحت لاحقا فيرجينيا وولف ويرى النقاد أن هذه المخطوطات تكشف ملامح الكاتبة التي ستبهر العالم لاحقا بأعمال مثل أورلاندو والسيدة دالاوي فهي تقدم خيالا خصبا وسخرية اجتماعية وبذور فكر نسوي سيشكل لاحقا إحدى ركائز مشروعها الأدبي كما أن نشرها اليوم يسلط الضوء على كيفية تشكل صوت وولف الأدبي المبكر وكيف تحولت المسودات والهوامش إلى مادة أساسية في قراءة تطور أحد أهم أقلام الحداثة الأدبية في القرن العشرين