أعلن العراق اليوم الخميس إتلاف أكثر من 25 طنا من المواد المخدرة والمؤثرات العقلية منذ تشكيل حكومة رئيس الوزراء محمد شياع السودانيnbsp في 13 أكتوبر تشرين الأول 2022 في خطوة وصفتها السلطات الأمنية بأنها الأكبر في تاريخ البلاد ضمن جهود مكافحة آفة الإدمان والاتجار غير المشروع بها وقال وزير الصحة العراقي صالح مهدي الحسناوي في كلمة له ألقاها خلال انطلاق أعمال مؤتمر ومعرض مجلس السرطان الثالث في العراق إنه تم إتلاف أكثر من 25 طنا من المواد المخدرة بالتعاون مع الجهات المتخصصة في البلاد وذلك خلال عمر حكومة السوداني وأضاف أنه تم افتتاح مركز للتأهيل الاجتماعي هو الأكبر في الشرق الأوسط لعلاج الإدمان ومركز مدينة آخر لعلاج الأورام أرقام مفزعة مسؤولون أمنيون وصفوا الأرقام بأنها مفزعة في ظل تصاعد حجم الظاهرة وبحسب ضابط في الشرطة المحلية فإن ملف مكافحة المخدرات ضمن أولويات العمل الأمني حيث شدد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني مرارا على أن خطر المخدرات لا يقل عن خطر الإرهاب مؤكدا لـالعربي الجديد أن الرقم المفزع لكميات المخدرات التي أتلفت يؤكد أن الجهود التي بذلت في متابعة وملاحقة المتاجرين كبيرة وأنها جهود ناجحة وحققت النتائج المرجوة منها وتشير الإحصائيات إلى تسجيل آلاف حالات التعاطي سنويا في العراق إلى جانب ارتفاع في عدد الموقوفين على ذمة قضايا المخدرات الكثير منهم من الأحداث القاصرين وفيما ينظر إلى العراق سابقا باعتباره بلد عبور للمواد المخدرة تؤكد المعطيات أن البلاد أصبحت سوقا ومركز استهلاك كبير بفعل هشاشة الحدود وتفاقم البطالة والفقر في البلاد ورغم النجاحات الأمنية في ضبط الكميات القياسية من المواد المخدرة يرى مراقبون أن الحل لا يقتصر على المعالجات الأمنية بل يتطلب استراتيجية وطنية شاملة تشمل التوعية المجتمعية تطوير برامج إعادة التأهيل وتعزيز الرقابة على الحدود فضلا عن التعاون الإقليمي والدولي ويرى خبراء اجتماعيون أن تفشي المخدرات يهدد شريحة الشباب بشكل مباشر باعتبارها الفئة الأكثر استهدافا من قبل شبكات الترويج وقال الأكاديمي في جامعة بغداد عدي الفضلي لـالعربي الجديد إن ظاهرة الانتشار الواسع للمخدرات تؤدي إلى تداعيات اجتماعية خطيرة أبرزها ارتفاع نسب الجريمة المنظمة والعنف الأسري والتفكك الاجتماعي وأضاف أنه على المستوى الأمني تحذر القيادات الأمنية من ارتباط بعض شبكات التهريب بجماعات منظمة تستفيد من الفوضى لتمويل أنشطتها غير المشروعة وهذا يعني أن هناك جهات مستفيدة من دخول المخدرات إلى العراق ما يعني أننا بمواجهة ظاهرة خطيرة تمتد تأثيراتها بقوة داخل المجتمع العراقي وأشار إلى ضرورة ضبط الحدود العراقية وقطع شريان المخدرات نحو البلاد للحفاظ على الأمن الصحي والمجتمعي والحفاظ على الشباب من تأثيراتها ونفذت السلطات العراقية خلال الأشهر الأخيرة حملات ضخمة لملاحقة شبكات تهريب المخدرات وترويجها داخل المدن والمحافظات العراقية المختلفة وأعلنت أخيرا عن ضبط أكثر من طنين من المواد المخدرة في الربع الأول من عام 2025 والقبض على 3 آلاف وستة متورطين في المتاجرة بها وفي وقت سابق قال رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إن الحرب على المخدرات لا تقل أهمية عن الحرب على الإرهاب وتعد المخدرات من أبرز التحديات التي تواجه المجتمع العراقي لا سيما أن تجارتها قد اتسعت في الفترة الأخيرة بشكل خطر وقد تحول العراق إلى ممر لتلك المواد من إيران في اتجاه عدد من الدول العربية