دور منصات التواصل في تغير موقف الرأي العام الأميركي من إبادة غزة
١٠ مشاهدات
بعد نحو عامين على بدء حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة أخذت منصات التواصل الاجتماعي دورا محوريا في تغير موقف الرأي العام الأميركي من الصراع المستمر منذ عقود بحسب ما تفيد به صحيفة نيويورك تايمز الأميركية أمس الأربعاء واجتاحت صور الفيديو الواردة من غزة للفلسطينيين ومقاطعه وهم يعانون من الجوع حسابات الأميركيين على منصات تيك توك وإنستغرام وإكس خلال الأشهر الأخيرة وجعلتهم يعاينون عن قرب التبعات التي يخلفها العدوان الإسرائيلي على حياة الناس في غزة هذا التغير في المحتوى الرقمي تزامن مع تحول في نظرة الأميركيين إلى إسرائيل ففي استطلاع أجرته نيويورك تايمز وجامعة سيينا الإيطالية هذا الأسبوع عبر عدد أكبر من الأميركيين عن تعاطفهم مع الفلسطينيين أكثر من الإسرائيليين للمرة الأولى منذ عام 1998 كان التغيير مدفوعا بتراجع واضح في دعم القاعدة الديمقراطية لإسرائيل في حين بقي الدعم الجمهوري مرتفعا نسبيا وإن شهد تراجعا طفيفا وعبر 35 من الأميركيين عن تعاطفهم مع الفلسطينيين مقابل 34 مع الإسرائيليين في حين قال 31 إنهم غير متأكدين من موقفهم أو أنهم متعاطفون مع الطرفين بشكل مماثل تآكل السردية الإسرائيلية بحسب خبراء الإنترنت لعبت وسائل التواصل الاجتماعي دورا رئيسيا في تحول موقف الرأي العام الأميركي من الحرب الإسرائيلية على غزة خاصة أنها حاضرة باستمرار على المنصات ورأى مدير الاستراتيجية في مختبر الأبحاث الجنائية الرقمية التابع للمجلس الأطلسي إيمرسون بروكينغ أن السردية الإسرائيلية التي تقول إنها تخوض حربا دفاعية وتبذل كل جهد ممكن لتقليل عدد الضحايا المدنيين تتآكل يوما بعد يوم بفعل الأدلة المصورة التي تنشر على الإنترنت فالحروب الحديثة باتت تخاض بشكل متزايد عبر وسائل التواصل الاجتماعي فمن أوكرانيا إلى ميانمار والسودان يوثق الناس بالصوت والصورة الأحداث من ساحات النزاع وينشرونها على الإنترنت أما في غزة فقد امتدت الصور والفيديوهات على مدى سنوات من التصعيدات المتواترة بعد عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر تشرين الأول 2023 أطلقت إسرائيل بحسب نيويورك تايمز حملات تستهدف كسب دعم المشرعين الديمقراطيين والسود ذوي النفوذ من خلال حسابات مزيفة تروج لمواقف مؤيدة لها فيما عمدت حركة حماس إلى نشر مقاطع مصورة لعملياتها كما بدأ تدفق صور ومقاطع الفيديو من سكان غزة لتوثيق أثر العدوان الإسرائيلي على القطاع في الأشهر الأولى للحرب بينت استطلاعات نيويورك تايمز أن الرأي العام الأميركي منحاز لإسرائيل إذ عبر 47 عن وقوفهم إلى جانب دولة الاحتلال بينما لم تتجاوز نسبة مؤيدي الفلسطينيين 20 لكن منذ ذلك الحين لجأ العديد من الفلسطينيين إلى إنستغرام وتيك توك لرواية قصصهم ونشر مصورون صحافيون في غزة صورا ومقاطع تظهر الآثار الكارثية المتزايدة للعدوان الإسرائيلي من تهجير وجوع وتدمير حتى مع قتل مئات الصحافيين وتشريد عدد كبير من السكان يواظب عدد كبير من المصورين الفلسطينيين توثيق يوميات الإبادة الإسرائيلية عبر حساباتهم على إنستغرام وتيك توك اللذين يتمتعان بشعبية واسعة بين الشباب في الولايات المتحدة إسكات المحتوى الفلسطيني على منصات التواصل انعكس ذلك في ظهور معارضة واسعة بين الفئات الأصغر سنا لحرب الإبادة وبحسب استطلاع نيويورك تايمز عارض 7 من كل 10 ناخبين تحت سن الـ30 شاركوا في الاستطلاع تقديم أي مساعدات عسكرية أو اقتصادية إضافية لإسرائيل وذلك على اختلاف انتماءاتهم الحزبية في المقابل فشلت إسرائيل في الوصول إلى جمهور مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي بحسب بروكينغ من المجلس الأطلسي الذي اعتبر أن دولة الاحتلال تخلت عن محاولة الإقناع لصالح السعي لإسكات المحتوى الفلسطيني عبر استهداف أبراج الاتصالات والإنترنت في غزة وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى دور منصات التواصل في الحرب خلال اجتماع مع مؤثرين أميركيين في القنصلية الإسرائيلية في نيويورك الأسبوع الماضي ووصف المنصات بأنها السلاح الأهم الذي تملكه إسرائيل لتأمين الدعم في الولايات المتحدة كما اتهم منظمات غير حكومية وجهات أخرى بنشر رسائل معادية لإسرائيل ومعادية للسامية في أميركا عبر هذه المنصات يعكس الفشل الإسرائيلي في كسب المعركة على الساحة الرقمية حقيقة أن الحروب لا تحسم بالقوة العسكرية فقط لكنه يطرح تساؤلات حول مقدار تأثير هذه التحولات في الرأي العام الأميركي على سياسة الإدارة الأميركية والرئيس دونالد ترامب الداعمين بشدة لإسرائيل