أسئلة ومفارقات مهرجان مسرح الهواة في القاهرة

٥٥ مشاهدة
كان نجيب سرور يؤمن أن المسرح هو ديوان الشعب وأنه يفقد قيمته إن لم يعكس هموم الناس وأحلامهم ولعل اختيار اسمه عنوانا للدورة الحادية والعشرين من مهرجان مسرح الهواة الذي افتتح الأحد الماضي ويتواصل حتى مساء غد الجمعة يجعل من رؤيته هذه مدخلا لقراءة هذه التظاهرة nbsp ويطرح منذ البداية سؤال جوهري حول قدرة المهرجان على أن يكون بالفعل مسرحا للناس لا مجرد مناسبة احتفالية محدودة الأثر انطلقت العروض على خشبة مسرح السامر بالقاهرة بمشاركة تسعة فرق من محافظات مختلفة وقدمت أعمالا تراوحت بين الدراما الواقعية والتجريب الرمزي لم يكن اختيار المكان صدفة فالمسرح تابع للهيئة العامة لقصور الثقافة ويعد من القاعات القليلة المهيأة لاستقبال تجارب الهواة والفرق الحرة بإمكانات محدودة كما أن اسمه يحمل بعدا رمزيا مستمدا من تقاليد السامر الشعبي حيث كان الناس يجتمعون في الساحات والقرى للاحتفال والرواية بهذا المعنى جاء المكان متسقا مع طبيعة المهرجان الذي يسعى بحسب منظميه إلى تمثيل الهامش وإعادة وصل المسرح بجمهوره الأوسع عرض عصا موسى لفرقة البسمة لخدمات المعاقين افتتح الدورة تلاه عرض آخر مشهد في الحدوتة ثم زائر الثانية عشرة والخوف وبناقص نص ثم الجحر nbsp هذه التعددية تبرز بوضوح أن المهرجان يعمل بوابة وحيدة تقريبا لعبور الجمعيات الثقافية من الأقاليم إلى القاهرة غير أن هذه الفكرة تظل موضع نقاش فمع أن الفرق المشاركة تنال فرصة للعرض على خشبة مجهزة أمام نقاد وصحافيين إلا أن هذه التجربة غالبا ما تبقى معزولة داخل نطاق أيام المهرجان من دون أن تفتح لها أبوابا أخرى في المشهد المسرحي الأوسع كما أن العروض التي يتم تقديمها خلال المهرجان تبقى أسيرة محدودية الإمكانات فالدعم المالي شبه غائب كما أشار عدد من المشاركين خلال الندوات التي أعقبت الافتتاح كما أن الفرق تتحمل تكاليف الديكور والملابس على نفقتها فيما يقتصر دور الجهة المنظمة على توفير خشبة العرض وإدارة الندوات النقدية هذه الندوات تحولت إلى عنصر أساسي في التجربة إذ تمنح المشاركين فرصة لسماع ملاحظات النقاد لكنها لا تعوض غياب البنية الإنتاجية التي يمكن أن تضمن استمرار هذه الأعمال بعد المهرجان nbsp يظهر التناقض بين جهود الهواة واقتراحاتهم وندرة الموارد وهنا يظهر التناقض بين جهود الهواة واقتراحاتهم الفنية وندرة الموارد على خلاف مهرجانات أخرى مثل المسرح التجريبي التي تستضيف عروضا دولية وتعمل بمنطق احترافي بينما يعتمد مسرح الهواة على الجمعيات الصغيرة التي تنشط خارج المركز هذا البعد من شأنه أن يمنحه ارتباطا بالبيئات المحلية لكنه يضعه أيضا في مواجهة سؤال آخر حول حدود الحرية التي يتمتع بها المسرحيون لطرح أفكارهم وأي مدى يسمح له هذا الموقع بأن يتناول قضايا حساسة أو نصوصا ناقدة للسلطة في ظل أجواء ثقافية لا تحتمل كثيرا من الجدل السياسي nbsp

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم