رأي إردام أوزان يكتب السيادة على الطاقة في عصر الانقسام إعادة ضبط استراتيجية العالم العربي
هذا المقال بقلم الدبلوماسي التركي إردام أوزان *، سفير أنقرة السابق لدى الأردن، والآراء الواردة أدناه تعبر عن رأي الكاتب ولا تعكس بالضرورة وجهة نظر شبكة CNN.
لم تعد الطاقة مجرد سلعة، بل أصبحت أداة للتأثير، ووسيلة للدبلوماسية، واختبارًا للقدرة على الصمود.من الحرب في أوكرانيا إلى عدم الاستقرار البحري في البحر الأحمر، لم تعد الطاقة تُحددها قوى السوق فحسب، بل أصبحت ساحة صراع على السيادة ورمزًا للقوة.
بالنسبة للعالم العربي، الذي لطالما ارتبط بوفرة النفط والغاز، لم يعد السؤال المطروح هو كمية الطاقة المُنتجة، بل مدى أمان نقلها وتنويع مصادرها وحمايتها. أصبحت مسارات الطاقة محل نزاع، والبنية التحتية مُسيّسة، وكل خط أنابيب أو ممر هو بيان استراتيجي.
لم يعد الصراع عاملًا بعيدًا، بل أصبح متأصلًا في البنية التحتية نفسها. فمن تخريب خطوط الأنابيب إلى تعطيل النقل البحري، أصبحت لوجستيات الطاقة أكثر عرضة للتقلبات الجيوسياسية. والرد ليس مجرد كلام، بل هو بنية تحتية وسياسية بامتياز.
أدت الحرب في أوكرانيا إلى تعطيل تدفقات الغاز، وأعادت إحياء سياسات خطوط الأنابيب. وكشف عدم استقرار البحر الأحمر عن نقاط ضعف في الممرات البحرية. وأضافت غزة والسودان ومنطقة الساحل الإفريقية مستويات من عدم القدرة على التنبؤ بمسارات الطاقة الإقليمية. وقد دفعت هذه الأحداث العالم العربي إلى إعادة النظر في سياساته.
البنية التحتية تحت الضغط
تُعدّل الدول العربية استراتيجياتها. يُظهر خط أنابيب الأردن-العراق، وممر الإمارات-تركيا، وخطط التصدير البري في مصر تحولًا نحو البدائل البرية. هذه ليست مجرد قرارات لوجستية، بل هي أدوات استراتيجية مصممة لتقليل الاعتماد على النفط، وترسيخ السيطرة، وتوضيح النوايا.
المنطق واضح. المضايق البحرية هشة. مضيق هرمز وباب المندب وقناة السويس يزدادون تسييسًا وعسكرةً. تدفقات الطاقة عبر هذه الطرق معرضة للانقطاع والتأخير والمشاكل الدبلوماسية. البنية التحتية البرية توفر بعض الحماية. أقل وضوحًا، وأقل تنازعًا، وأكثر تحكمًا بالسيادة.
في شرق إفريقيا، يتطور نهج مماثل. فخط أنابيب أوغندا-تنزانيا، رغم التأخير والانتقادات، يُظهر رغبةً في تجنب المياه المتنازع عليها وإنشاء مسارات للطاقة داخل الأراضي السيادية. فالسيادة تبدأ
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على