مئوية صلاح عبد الكريم منحوتات معدنية تهجو عصر الآلة

٥٣ مشاهدة

مئوية صلاح عبد الكريم.. منحوتات معدنية تهجو عصر الآلة

فنون القاهرة

ياسر سلطان

/> ياسر سلطان ياسر سلطان: كاتب من مصر. 20 سبتمبر 2025 من معرض صلاح عبد الكريم في القاهرة عام 1963 (صفحة الفنان/ فيسبوك) + الخط -

بالقرب من واجهة متحف الفن المصري الحديث في القاهرة، يقف تمثال معدني أشبه بكائن أسطوري خرج لتوّه من صراع بدائي. يتألّف جسد التمثال من عشرات القطع الحديدية الملحومة؛ تروس ومسامير وشظايا معدنية وبقايا آلات صدئة. ورغم انتماء هذه القطع إلى عالم الخردة المُهمل، فقد دبّت فيها حياة جديدة هنا، وصارت تُشكّل ما يشبه هيكل حيوان مفترس يفتح فمه في مواجهة العالم. هذا العمل الذي حمل اسم صرخة الوحش، يمثل شهادة على تميّز صاحبه، الفنان صلاح عبد الكريم، الذي تمرّ هذا العام الذكرى المئوية لميلاده.

عبد الكريم المولود في مدينة الفيوم، تخرّج من كلية الفنون الجميلة بالقاهرة عام 1948. منذ بداياته، انفتح على مجالات متعدّدة، مثل الرسم، والنحت، والخزف، والديكور، لكنّه سرعان ما وجد نفسه في مغامرة خاصة مع الخامات المعدنية، إذ رأى في الحديد المستهلك إمكانات جمالية لا تقلّ عن الرخام أو البرونز. كان انحيازه لهذا النوع من النحت تعبيراً عن حساسية جيله، الذي عاش تحولات ما بعد الحرب العالمية الثانية، إذ صارت بقايا الآلة رمزاً لعصر جديد لا يمكن إنكاره.

تماثيله تتحدى الصدأ، وتحوّل قسوة الحديد إلى مرونة بصرية

كان يؤمن بأنّ الفن يمكن أن يولد من بقايا المعادن، وأن ما يُعتبر نفايات في نظر البعض، قادر على أن يتحوّل إلى كائن بصري له أثره ودلالته. وفي هذا المسعى، قدّم أعمالاً عديدة تستلهم عالَم الحيوان والإنسان معاً، مستخدماً لغة حداثية ذات طابع أسطوري. يتجلى ذلك بوضوح في تمثال الوحش، إذ لم يكتفِ الفنان بجمع القطع المعدنية وتثبيتها، بل صاغ من خلالها بناءً متوازناً تتخلّله الفراغات. هذه الفراغات ليست ثانوية، بل هي جزء من التكوين نفسه؛ فهي تمنح التمثال طاقة داخلية، وتجعله أقرب إلى كائن يتحرك في فضاء مفتوح. فحين

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم