جائزة الكتاب الألماني.. روايات الغياب والذاكرة في القائمة القصيرة

عارف حمزة

الغياب هو ما يجمع أعمال القائمة القصيرة لنسخة هذا العام من جائزة الكتاب الألماني؛ غياب الأشخاص أو اللغة أو الهوية أو الصحة النفسية، وهي مواضيع الروايات الست التي أُعلنَتِ الثلاثاء الفائت، على أن يتسلّم الفائز الجائزة في 13 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، بالتزامن مع انطلاق معرض فرانكفورت للكتاب.

اختيرت القائمة القصيرة من بين 200 رواية، وصل منها 20 عملاً إلى القائمة الطويلة، لتتنافس على الجائزة التي تُمنح للأعمال الصادرة في الدول الناطقة بالألمانية، وفازت بها الكاتبة مارتينا هيفتر العام الماضي.

تضم القائمة رواية الهولنديات للكاتبة والمترجمة السويسرية دوروثي إلميجر، وتتلقى الراوية فيها عرضاً من مخرج مسرحي لكتابة قصة فتاتين هولنديتين تختفيان في غابات بنما الاستوائية، فيتخذ النص قالباً يجمع بين مسودة مسرحية ومدونة تفاعلية، في إطار روائي. كما تضم القائمة رواية المدرسة البديلة للكاتب والمسرحي كالب إردمان، التي تبدأ بحادثة إطلاق نار على مدرسة في مدينة إرفورت، وكان الراوي حينها في الحادية عشرة من عمره. بعد عشرين عاماً يستعيد الحدث من ذاكرته، ويكتبه مع تساؤلات حول مدى الوثوق بالذاكرة، ويتنقل السرد بين الماضي والحاضر، ويكشف علاقة الفرد بالألم الجماعي.

يجمع الروايات تصوير الهشاشة الإنسانية في مواجهة حقائق الحياة

ومن بين الأعمال أيضاً رواية E للكاتبة الكوسوفية جيهونا كيكاج، التي ولدت في كوسوفر، وعاشت في ألمانيا، فشهدت حرب كوسوفو من بعيد. تستحضر الرواية معاناة العائلات التي فقدت وطنها، ودُفن أقاربها من دون الكشف عن هويتهم، أو ظلّوا في عداد المفقودين. وجاء في تقرير لجنة التحكيم أن الرواية مهمة في طرح وجهات نظر اللاجئين عبر تفاصيل الحياة اليومية واللغة والمعاناة.

كذلك تشمل القائمة رواية بيت الشمس للكاتب توماس مللي، الذي عُرف بجرأته في تناول القضايا النفسية. تدور أحداث الرواية في عيادة تحمل الاسم نفسه، يُسجَّل فيها من يحاولون الانتحار