الحالمة من مدينة الثقافة إلى ساحة الاغتيالات

٢ مشاهدات
اخبار اليمن الان الحدث اليوم عاجل العاصفه نيوز

بقلم . علي محمد سيقلي

“كانت” تعز تعرف بـ”عاصمة الثقافة اليمنية”، مدينة الوعي والمدنية، منارة للعلم والمعرفة، ومركزا للفكر والانفتاح. احتضنت المدارس والجامعات والمراكز الثقافية، وتفتحت شوارعها على كتب تُقرأ، ومقاه يتناقش فيها الفكر، ومنابر يُعبر فيها عن الرأي بحرية.

تعز، التي أنجبت قامات أدبية وفكرية وسياسية، لم تكن مجرد مدينة، بل “كانت” مشروع دولة.

اقرأ المزيد...

لكن تعز اليوم لم تعد تلك المدينة.

في جولة سنان، وسط المدينة، اغتيلت افتهان المشهري، مديرة صندوق النظافة والتحسين، في وضح النهار، برصاص مسلحين مجهولين، كما اعتادت المدينة أن تسمع هذه العبارة، حتى باتت الجرائم بلا هوية، والقاتل بلا حساب.

لم تكن افتهان مجرد موظفة حكومية، بل رمزا لامرأة مكافحة، حاولت أن تعيد لوجه المدينة بعضا من نظافتها ونظامها وسط الفوضى. لكن رصاص الفوضى لا يفرق بين رجل وامرأة، مدني أو مسؤول.

منذ أن بسطت الجماعات المتطرفة، وفي مقدمتها جماعة تنظيم الإخوان الإرهابي، سيطرتها على المحافظة، تحولت تعز من مدينة السلام إلى ساحة للانتقام وتصفية الحسابات.

انفلتت الأجهزة الأمنية، وتلاشت سلطة الدولة، وسيطر السلاح والمليشيات. أصبح القتل مجانا، و”البلطجة” قانونا غير مكتوب. لم يعد الإنسان في تعز آمنا على نفسه، لا في بيته، ولا في شارع، ولا حتى في وظيفته.

إنه سقوط المدينة في قبضة الفوضى.

ومن ثقافة التنوير إلى ثقافة الرعب،

“كانت” تعز في الماضي تنتج الوعي، تصدر الكلمة، وتعلم الأجيال.

كانت المدينة التي تلجأ إليها المحافظات الأخرى لتتعلم منها المدنية.

اليوم، أصبح الخوف هو الثقافة السائدة، والسكوت هو لغة البقاء.

منابر الثقافة أغلقت، والمدارس تهددها الفوضى، والمثقفون إما صامتون، أو مغيبون، أو مرغمون على الرحيل.

والمؤلم أكثر، أن كثيرا من مثقفي المدينة، الذين كان ينتظر منهم أن يكونوا صوتها الحر، نسوا تعز، وأداروا ظهورهم لما يجري فيها،

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العاصفه نيوز لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم