حلفاء من ورق
حلفاء من ورق
/> خالد الذيب خالد الذيب مصمم بصري فلسطيني يعمل مع التلفزيون العربي، يحاول استخدام الصورة كأداة تعبر عن الموقف والذاكرة. 16 سبتمبر 2025 + الخط -في قاموس واشنطن، الحلفاء درجات: أولى لمن يشتري السلاح بابتسامة، وثانية لمن يشتريه ويطلب إيصالًا. أمّا البقية، فينتظرون في الردهة حتى ينهي السيناتور خطبته عن الخطر الوجودي ورهائن الحرية. تُستهدف قطر سياسيًا وإعلاميًا وعسكريًا، وتُستدعى إلى التحقيق مُتهمًا وشاهدًا في آن واحد. ومن غزّة التي تُباد على الهواء منذ السابع من أكتوبر، إلى الدوحة التي تُلام لأنها لم تصفّق للرواية المُفضّلة، تبدو المنطقة عند مفترق: إمّا إعادة تعريف معنى الحليف، وإما قبول دور الهدف التالي في لعبة لا تعترف إلا بالقدرة على الردّ، لا بعدد بيانات الشجب.
منذ عقود تُسوَّق العلاقة مع واشنطن بوصفها تحالفاً استراتيجياً، لكن أي تحالف يُقاس بكمّ الصفقات لا بقدرة الردع؟ الأميركي يبيع الضمانات، والعربي يشتري الطمأنينة. وفي لحظة الحقيقة تتكشّف كلمة حليف في القاموس الأميركي عن مستودع وقود مفتوح أو رصيد مالي جاهز. تُعرض السعودية والإمارات بكونهما أعمدة استقرار، لكنهما تظلان دائمًا على لائحة الاتهام إن رفعتا أسعار النفط أو خفضتاها. ومصر، رغم نصف قرن من المساعدات، تُهدَّد سنويًا بورقة حقوق الإنسان كلّما لزم الضغط.
التحالف مع واشنطن لا يحميك من السقوط إذا تغيّرت المعادلة، بل قد يصبح أداة لإسقاطك أو لإعادة تشكيلك حسب الحاجة
والأمثلة لا تختبئ: في مصر مثلاً، ظلّ حسني مبارك ثلاثة عقود يُقدَّم حليفاً استراتيجياً وركيزة للاستقرار في المنطقة، لكن حين خرجت الجماهير إلى الشارع عام 2011، تخلّت عنه واشنطن في أيّام قليلة، وكأنّها تسلّمه بيدها للمصير. وبعدها بعامين فقط، باركت الانقلاب على أوّل رئيس مُنتخب، محمد مرسي، وقدّمته تصحيحاً للمسار، لا هدماً لتجربة ديمقراطية ناشئة. الرسالة كانت واضحة: التحالف مع واشنطن لا يحميك من السقوط إذا تغيّرت المعادلة، بل قد يصبح أداة لإسقاطك أو لإعادة تشكيلك حسب الحاجة.
لو تعطّل مترو لوسيل ساعة الذروة، سيجد بعض الساسة طريقة
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على