شبك إسرائيل والحكاية الشفوية
شبك إسرائيل والحكاية الشفوية
زوايا /> محمود الرحبيكاتب وقاص عُماني، صدرت له تسع مجموعات قصصية، وأربع روايات، فاز بعدة جوائز عربية
15 سبتمبر 2025 alt="شبك إسرائيل"/>صياد مع شباكه في الخلوف بولاية محوت في عُمان (2/1/2000 Getty)
+ الخط -ثمّة تسمية شعبية في ولاية مسندم، أقصى شمال عُمان، تطلق على الصيد الجائر بواسطة شباك قاسية تسمى شباك إسرائيل، وهذه التسيمة معروفةٌ بين الأهالي منذ سنين. حين سمعتها أول مرّة، استغربت أن تكون لدينا شباك صيد مصدرُها إسرائيل. والمعروف عن العُمانيين أنهم من أكثر الشعوب العربية مقاطعةً للسلع الداعمة للكيان المحتل، فما بالك بسلعته، حتى إني أرى كل يوم محل كنتاكي قريب من بيتنا خاو على عروشه، ومواقف السيارات أمامه متوفّرة، بعد أن كان سبباً في زحمة ذلك المكان وتوقف الشارع، فصحّح لي المتحدّث بأنها سمّيت هكذا في سياق الكره والبغض والتعييب، بسبب جوْر شباك الصيد هذه على الطبيعة وقسوتها وقتلها الكائنات البحرية الصغيرة، حيث إنها شِباكٌ مدمّرة، لا تدع أي شيء حيّاً في البحر، بالضبط كما يفعل الكيان المحتل في غزّة، حيث تجرف شباك إسرائيل السمك الكبير قبل الصغير، وكذلك تأخذ من البحر حتى غذاء الأسماك من طحالب وشِعاب مرجانية. ويبدو أن الأهالي هنا قد وعوا منذ زمن أن كلمة إسرائيل المعادل الموضوعي للعنف والقسوة والجوْر والظلم، حين تطلق أيديها لتفعل ما تشاء، وبالتالي، تجرف ما تشاء من دون رادع أو رقيب. وهو حال ما رأيناه وما نراه، حيث لم يسلم من إسرائيل حتى الطرف الوسيط المسالم، فاعل الخير دولة قطر، التي كانت سبباً في إطلاق أسرى إسرائيليين، والتي عملت على إيجاد أقرب الحلول للحدّ من المذبحة المريعة.
كنتُ قبل أيام في ضيافة النادي الثقافي في ولاية خصب بمحافظة مسندم، الولاية التي تتميّز بتنوّعها البيئي البحري والبرّي، حيث فيها أيضاً مضيق هرمز الحيوي. وكانت المناسبة عمل ورشةٍ في الكتابة السردية تحت عنوان كيف نحرّر حكاية شفوية. وتشمل كلمة شفوية هنا الحكاية الشعبية، وأيضاً المواقف السماعية. كتب
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على