الفساد قاده للنهر: كيف تحوّل وزير مالية نيبال إلى رمز إهانة شعبية

ياسين بن لمنور

استمع إلى الملخص

لم يكن أحد يتوقع أن يُرى وزير المالية النيبالي بيشنو براساد باودل، الرجل المعروف بوجهه الجامد وخطابه البيروقراطي، يركض في شوارع كاتماندو مطارداً من المتظاهرين. مقاطع الفيديو أظهرت لحظة نادرة: وزير المالية مرتدياً خوذته ويجري وهو يُركل وسط النهر ثم يُسقط أرضاً قبل أن يواصل الجري وسط هتافات غاضبة. واتضح أنه لجأ للنهر هارباً من جموع الغاضبين، الصورة شكّلت إهانة علنية غير مسبوقة في تاريخ النخبة السياسية النيبالية.

بين وزراء الحكومة المستقيلين، بدا باودل أكثر من تعرّض للغضب المباشر. السبب الأول هو رمزية منصبه باعتباره وزيراً للمالية ونائباً لرئيس الوزراء وسكريتيراً عاماً للحزب الشيوعي النيبالي (الماركسي اللينيني الموحد)، لهذا هو الأنسب لأن يكون واجهة السياسات الاقتصادية والفساد التي حمّلها الناس مسؤولية الفشل، فضلاً عن أسلوبه وخطاباته في تبرير القرارات الشعبية والتي ما زال النيباليون يتذمّرون منها، وأصبح يمثل صورة نمطية للوجه المتغطرس للنظام.

محسوبية واستعمال النفوذ

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة ماي ريبيبليكا النيبالية (MyRepublica)، فإنّ بيشنو براساد باودل يعتبر من ضمن الشبكة المتورطة في أكبر قضايا فساد في