الثناء على كبار السن وتقدير جهودهم واجب

٤ مشاهدات
تم النشر في:

إن المجتمعات لا تبنى في فراغ، وإنما تقوم على سواعد أجيال متعاقبة تبذل الوقت والجهد والعرق والفكر في سبيل نهضتها وتقدمها. ومن هنا يبرز دور كبار السن الذين قدموا خلال حياتهم أفضل ما لديهم من خبرة وعمل وتضحية، حتى أصبحت آثارهم واضحة في كل زاوية من زوايا الحياة. إنّ تقدير هؤلاء الكبار ليس أمرا ثانويا من الأجيال اللاحقة، بل هو واجب إنساني وأخلاقي، تفرضه القيم الدينية والمبادئ الاجتماعية والضمير الحي.

لقد عمل كبار السن على مدار سنين طويلة في ميادين متعددة: فمنهم المعلم الذي أنار طريق المعرفة لآلاف الطلاب، ومنهم الطبيب الذي سهر الليالي لعلاج المرضى، ومنهم شيخ ونائب القبيلة الذي بذل الجهد للإصلاح وتأليف قلوب أبناء القبيلة، ومنهم الفلاح الذي زرع الأرض وأطعم الناس، ومنهم الجندي الذي وقف مدافعا عن وطنه، ومنهم الأب والأم اللذان قدما أغلى سنوات العمر في التربية والرعاية والاحتضان. إن هذه المجالات المختلفة من العمل لم تكن مجرد مهن عابرة، بل كانت أساسا لبناء حاضرنا الذي نعيشه اليوم، فهي البذور التي أثمرت لنا تعليما متقدما، وخدمات متطورة، ومجتمعا أكثر استقرار.

ولذلك، فإن الاعتراف بفضل كبار السن والثناء على ما قاموا به يكتسب أهمية كبرى، ليس فقط من باب رد الجميل، وإنما لما له من أثر نفسي وصحي عليهم. فالكلمة الطيبة، حين تُقال لكبير في السبعين أو الثمانين من عمره، تُعيد له إحساسه بقيمة ما بذله، وتشعره أن عمره لم يذهب هدراً، وأن جهوده ما زالت تُثمر في حياة الأجيال الجديدة. وقد أثبتت الدراسات النفسية أن الدعم المعنوي والاعتراف بالفضل من أهم العوامل التي تعزز الصحة النفسية والجسدية لدى كبار السن، إذ يقلل من شعورهم بالعزلة ويزيد من طاقاتهم الإيجابية.

إنّ كبار السن يحتاجون إلى التقدير أكثر مما يحتاجون إلى المال أو الهدايا، فهم في هذه المرحلة من العمر يبحثون عن معنى ما قدموه، ويريدون أن يروا انعكاس جهدهم في احترام المجتمع لهم. كلمة شكر صادقة، أو عبارة

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع سبق لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم