لماذا يعاقب طفل في صنعاء لأنه صور بيته المدمر التفاصيل التي لم تنشر
أدان السياسي اليمني البارز، علي البخيتي، القرار التعسفي الذي اتخذه ميليشيا الحوثي بمنع المواطنين من التصوير أو حتى التقاط الصور في المناطق الخاضعة لسيطرتها، واصفًا هذا الإجراء بأنه محاولة ممنهجة لتغطية جرائم الحرب والقمع الممنهج، مشيرًا إلى أن الحجة الأمنية التي تُستخدم كذريعة لا تمت للواقع بصلة.
2600:1f18:4188:5900:b612:1999:69bf:ad8b
وقال البخيتي في تصريح صحفي حصري:
يقولون إن منع التصوير لأسباب أمنية؟ فايش من أمن؟ الطائرات تحلق فوق رؤوسنا وتُقصف المساجد والمدارس والأسواق بناء على معلومات دقيقة — فلماذا لا يمنعون التصوير من طرفهم؟! لماذا لا يمنعون أنفسهم من استخدام المعلومات لاستهداف المدنيين؟!
وأضاف: الحقيقة المرة هي أن منع التصوير ليس لأسباب أمنية، بل لأنهم يخافون من أن يرى العالم وجه الشعب اليمني الحقيقي: شابٌ يبكي على جثة أمه، وأمٌ تصرخ وهي تحمل طفلها المقتول، ومسنٌ يهرول خلف سيارة إسعاف لا تأتي... هم لا يريدون أن يُظهر العالم أنهم لم يجلبوا الحرب فقط، بل جعلوها حياة يومية، وأنهم يسرقون من الإنسانية آخر ما تبقى لديها.
وأشار البخيتي إلى أن الميليشيا تفرض قيودًا صارمة على وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، وتُلاحق المصورين والمواطنين العاديين الذين يلتقطون صورًا للأضرار الناتجة عن القصف أو نقص الخدمات الأساسية، معتبرًا ذلك جريمة ضد الحق في المعرفة والتعبير.
وتابع: حين يُمنع المواطن من توثيق دمار بيته، أو جثة ابنه، أو زحمة المستشفيات دون أدوية، فهذا ليس أمنًا، بل تضليل. إنهم يخشون أن يتحدث الضحايا بأنفسهم، أن يرووا قصصهم، أن يُثبتوا للعالم أن الحرب ليست صراعًا سياسيًا، بل مأساة إنسانية ممنهجة تُرتكب باسم ideology متشدد يُقدّم نفسه كمنقذ، بينما هو المدمر الأكبر.
وأكد البخيتي أن هذه السياسة ليست جديدة، بل جزء من استراتيجية شاملة لعزل المجتمع اليمني عن الخارج، وتجريده من أدوات المقاومة السلمية: التوثيق والمشاركة الإعلامية. وأضاف: الشعب اليمني لم يعد يطلب مساعدات فقط، بل يطلب العدالة. ويبدأ العدالة عندما يُسمح له أن يقول: نحن هنا، نحن نموت، ونحن نشهد. لكن الحوثي يخنق الصوت قبل أن يُنطق.
وكان قد
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على
