حيوات جيفري إبستين بعد موته

عمّار فراس

لم تنته ملحمة جيفري إبستين بـانتحاره (2019)، ولا بعد نشر الفيديوهات التي توثق من دخل وخرج من زنزانته، ولا بعد الإعلان عن عدم وجود قائمة بالزبائن، ولا حتى حين قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه شخص غير مهم ولا داعي للحديث عنه، إذ خرجت أصوات ضحاياه تطالب بالكشف عن القائمة، كما بدأ اليمين واليمين المتطرف الأميركي بانتقاد ترامب بشدة، هو الذي وعدهم بنشر قائمة زوار جزيرة الملذات في حال انتخابه.
حياة إبستين لا تنتهي. لا نقصد فقط التساؤلات القضائية والسياسية، بل المالية أيضاً، إذ نشرت صحيفة ذا نيويورك تايمز تحقيقاً مطولاً عن كيفية مساعدة بنك جيه. بي. مورغان إبستين في التهرب من التصريح عن ثروته، وتمويل عمليات الدعارة المنظمة والاتجار بالبشر. يتزامن ذلك مع محاولة تهدئة الرأي العام، ونشر وزارة العدل نحو 33 ألف وثيقة من ملفات إبستين، لكن المفارقة أن 97% من هذه الوثائق منشورة سابقاً.
أثرُ إبستين امتد إلى عالم الأموال والبنوك، إذ يرى بعضهم أن البنك استفاد من التحويلات المادية التي كانت تصل إبستين إلى حسابه الشخصي، وليس حساب شركة أو حساب مقاولات. لم يكن لإبستين شركة باسمه، فـالأعمال كانت تُنجز عبر حسابه الشخصي، كما لو أنه أشبه بموظف من دون عقد واضح يقدم خدمات لأطراف مجهولة، ما زالت إلى الآن تحاول لملمة الفضيحة.
هو مليونير من دون نموذج عمل واضح، وادعاؤه أنه يقاول بالعملات أيضاً غير مدعوم بأي دليل ورقي أو تغير بالسوق. كان إبستين يتلقى دعماً شخصياً، بسبب شبكة علاقاته وسطوته، أما البنك المتهم، فكأي بنك، يستفيد من حركة المال، وحين تنكشف الجريمة، يعتذر، كما قال ناطق باسم البنك: العلاقة مع إبستين كانت خطأ وسهواً، ولكننا لم نساعده بارتكاب تلك الجرائم