أجساد بلا روح مصورة مصرية تبرز زاوية مختلفة عن عالم المانيكانات في مصر
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- عادة، قد لا تستوقفنا المانيكانات على واجهات المحلات بالمراكز التجارية أو في الشارع، إلا إذا جذبت أنظارنا قطعة ملابس أنيقة أو تصميم لافت.
لكن في هذه السلسلة من الصور بالأبيض والأسود، التي تحمل عنوان قوالب للإنسان، تبرز مصوّرة الشارع المصرية، شمس رضوان، نظرة مختلفة كليًّا على هذه المجسّمات، حيث تنقل عدستها إلى ما وراء الواجهة، داخل إحدى ورش تصنيع المانيكانات في مصر.

للوهلة الأولى، قد تذكّر هذه الصور بأجواء من أفلام الرعب، إذ أنها تعكس إحساسا بالغموض والفراغ، وربما تساؤلات أعمق.
قالت رضوان لموقع CNN بالعربية: جذبتني المانيكانات لأنها تشبهنا في الشكل، لكنها تفتقر إلى جوهرنا. جعلتني أتأمل في سؤال فلسفي: هل تكمن إنسانيتنا فقط في الجسد الواقف هناك، أم أن الروح والذاكرة هما ما يمنحاننا الحياة؟

تتذكر رضوان أول مرة دخلت فيها إلى الورشة، التي تقع بمدينة القناطر الخيرية في محافظة القليوبية، إذ شعرت حينها بغرابة شديدة، على حد تعبيرها.

وأوضحت: بأجساد مفككة، ورؤوس ناعمة الملمس، وعيون زجاجية متناثرة، شعرت وكأنني دخلت إلى مكان تُصنع فيه نسخ بشرية. وقد راودني فضول لرؤية كيف يتحوّل البلاستيك تدريجياً إلى جسد يحاكي الإنسان.
أما عن اختيارها أسلوب التصوير بالأبيض والأسود لهذه السلسلة، فرأت أن هذا الأسلوب يجرّد المشهد من الزخرفة والمشتتات البصرية، لافتة إلى أنها أردت نقل إحساس بالفراغ والبرودة، وأجواء من الصمت والانفصال، تشبه طبيعة المانيكانات الصامتة والمنفصلة عن الحياة.

خلال التصوير، أوضحت رضوان أن المشهد كان رمزيًا ويحمل الكثير من المعاني، إذ شعر العاملون أن هناك من يوثق تعب أناملهم في هذه المهنة الصعبة.

وقد عبّر لها العمال عن مدى شغفهم بهذه المهنة، التي تُشعرهم وكأنهم فنانين.
ووصفت رضوان المانيكانات التي وثقتها داخل الورشة بأنها أجساد صامتة ملساء، وباردة، وأحيانًا مفككة، تحمل تفاصيل الجسد البشري، لكنها بلا روح. وقد بدت كأنها انعكاسات غير مكتملة، أو نسخ غير مثالية من
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على