جريمة التجويع القاتل في غزة
جريمة التجويع القاتل في غزّة
آراء /> المهدي مبروكوزير الثقافة التونسي عامي 2012 و2013. مواليد 1963. أستاذ جامعي، ألف كتباً، ونشر مقالات بالعربية والفرنسية. ناشط سياسي ونقابي وحقوقي. كان عضواً في الهيئة العليا لتحقيق أَهداف الثورة والعدالة الانتقالية والانتقال الديموقراطي.
08 سبتمبر 2025 alt="كاريكاتير مجاعة غزة / حجاج"/>+ الخط -أعلن برنامج الأمم المتحدة للغداء، في الـ22 من الشهر الماضي (أغسطس/ آب)، أن غزّة تعاني من مجاعة. وهي المرّة الأولى التي يُعترف فيها رسميّاً بهذه الحقيقة المؤلمة. وقد جاء هذا الإعلان، على أهميته، متأخّراً، حسب خبراء عديدين. ولكن أن يأتي الشيء متأخّراً أفضل ألف مرّة من عدمه.
يحرص الكيان الإسرائيلي، بعد نحو سنتين، من حربه البشعة على غزّة على تنويع مصادر فتكه بالفلسطينيين، بعد أن جرّب تقريبا كل الأشكال، حتى الأكثر فظاظة ووحشية. بدأ هذا المسار بـالقتل الكلاسيكي من خلال الاشتباكات المسلحة مع تشكيلات مختلف حركات المقاومة، ومنها حماس والجهاد الإسلامي، ثم توسع القتل ليشمل المدنيين من خلال القصف الهمجي عل الأحياء السكنية، بنية إحباط العزائم ليشمل اغتيال القادة من دون نسيان قصف المؤسّسات المدنية، بما فيها المدارس والمستشفيات، حتى وصل خيالها إلى اعتماد التجويع. ولكن عواقب وخيمة كانت للقتل العبثي والهمجي الذي أودى بحياة نحو 63 ألفاً، من دون اعتبار الجرحى، على صورة القاتل، فقد انتفض الشارع في بلدان غربية عديدة احتجاجا على استهداف الأطفال والنساء والمدنيين عموماً، ما أحرج إسرائيل أولاً التي بدأت قوة عسكرية غاشمة تقتل الأبرياء في غير تناسب مع هجوم حماس، حتى ولو صدّقنا الرواية الإسرائيلية التي لم تصمد طويلاً. لقد أمعنت إسرائيل في نسف أدنى مقوّمات الحياة بالمعنى البيولوجي في غزّة، فوجدت في التجويع ضالّتها.
ورغم أن هذه الحرب غير المتكافئة تميل عسكرياً لصالح إسرائيل، إلا أن هذا لم يمنعها من استعمال وسائل بطش محرّمة دولية، على غرار تدمير شبكات الماء والري والكهرباء، حتى على المرافق الصحية وإتلاف شبكة الماء الصالح للشرب والدواء، في حصار محكم حال دون وصول المساعدات.
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على