مرض عربي اسمه الطاعة

٦١ مشاهدة

مرض عربي اسمه الطاعة

موقف 05 سبتمبر 2025 جزء من عمل لإدوار شهدا/ سورية + الخط -

يضع بيار كلاستر في كتابه مجتمع اللادولة فقرة من كتاب ما وراء الخير والشر لنيتشه، تقول إنه منذ أن وجد البشر، كان يوجد قطعان بشرية، العبارة لنيتشه، أو للمترجم، تخضع دوماً إلى عدد صغير من الزعماء، (الأخويات الجنسية، الجماعات، القبائل، الأمم، الدول) وإن الخضوع هو أكثر ما مورس بين البشر، والأخطر من ذلك أنه يقول إن لدى كل واحد منا أساساً في ذاته، وحاجة فطرية للخضوع على شكل وعي صوري يأمره افعل هذا دون نقاش، امتنع عن فعل ذاك دون نقاش. وهي فقرة كانت الثقافة العربية، ولا تزال، تتجاهلها، على الرغم من أن كتاب كلاستر ترجم إلى اللغة العربية عام 1980، أي منذ أكثر أربعين عاماً، وأن كتاب نيتشه نفسه تُرجم إلى العربية في عام 2003.

تبدو الفقرة شديدة الوضوح في التعبير عن حالة عامة في وضع البشر، تشهد لها الحروب والمنازعات التي تشارك فيها جموع وحشود بشرية، بحماسة قاتلة، بينما هي في الحقيقة لا شأن مباشر لها في أسباب قيام الحرب ذاتها. تجاهلت الثقافة العربية حتى اليوم ظاهرة الطاعة، والمفكر الوحيد الذي أشار إليها بقوة هو فؤاد زكريا، في مقالته مرض عربي اسمه الطاعة في كتاب خطاب إلى العقل العربي. غير أن تلك المقالة اختفت تقريباً من التداول الفكري العربي، على غرار إشارة نيتشه، في ظل الانحياز الجماهيري غير المسبوق لخدمة الزعماء.

المفكر الوحيد الذي أشار إلى ظاهر الطاعة بقوة هو فؤاد زكريا

وسواء كنا بصدد رؤية نيتشه، أو مقالة فؤاد زكريا، فإن الوصف يطاول الموالاة، لا السلطة وطبيعتها، والموالاة ظاهرة متفشية في العالم العربي، وفي سورية، خاصة، إلى حد عجيب، يجعل من نيتشه مفكراً عصرياً يرى، ويلاحظ، ويسجل، تعبير البشر هنا، وتغير مواقفهم السريع، غير المفهوم، تجاه السلطة، بما يجعل العقل عاجزاً عن التفسير، وميالاً إلى وضع المواقف في إطار التفكير القطيعي. ثمة طرفة مريرة كان السوريون يرددونها، بعد أن

أرسل هذا الخبر لأصدقائك على

ورد هذا الخبر في موقع العربي الجديد لقراءة تفاصيل الخبر من مصدرة اضغط هنا

اخر اخبار اليمن مباشر من أهم المصادر الاخبارية تجدونها على الرابط اخبار اليمن الان

© 2025 أحداث العالم