خطورة أن يمسك جاهل أحمق بدفة النظام الدولي
خطورة أن يمسك جاهل أحمق بدفّة النظام الدولي
آراء حسن نافعة كاتب وأكاديمي مصري، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة 15 فبراير 2025 alt="الرئيس الأميركي دونالد ترامب/ واشنطن/ 31يناير2025 (Getty)"/>ترامب في واشنطن (31/1/2025 Getty)
+ الخط -لم أقتنع يوماً بأن دونالد ترامب، الذي تعكس شخصيته مزيجاً نادراً من الجهل والحمق والغرور، يصلح لأن يكون رجل دولة، بل إن وجود شخصية تجمع بين هذه الصفات على رأس الدولة الأقوى في العالم يشكل خطراً جسيماً، ليس على الدولة التي يمثلها فحسب، وإنما أيضاً على النظام الدولي ككل. أذكر أنني، وبعد أيام قليلة من دخول ترامب البيت الأبيض عام 2017، كتبت: عند متابعتي حملة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة، تولد لدي انطباع مفاده بأن ترامب رجل يصلح للقيام بدور مهرج في سيرك، أو لاعب مفتول العضلات في مباراة للمصارعة الحرّة، لكني لم أتصوّر قط أن يصبح هذا الرجل سيداً للبيت الأبيض، ورئيساً لأقوى دولة في تاريخ البشرية. وعندما تبين لي، خصوصاً بعد تمكّن ترامب من انتزاع ترشيح الحزب الجمهوري، رغم أنف النخبة المسيطرة على قيادته، أن التيار الشعبوي الذي نجح هذا المهرّج في مداعبة أكثر خيالاته وأحلامه جنوحاً، لديه تأثير على الناخبين أقوى مما اعتقدت في البداية. لذا لم أستبعد فوزه حين اقتربت هذه الانتخابات من خط النهاية. وعندما راجعت أوراقي، وجدت أنني كتبت هذه السطور في مقال عنوانه لا تهرولوا نحو ترامب فسوف يسقط حتما.
كنت أعتقد آنذاك أنه يصعب على شخصية بهلوانية من هذا النوع أن تتمكّن من إكمال فترة ولايتها الأولى، ثم تبين لي أنني كنت مخطئاً، خصوصاً بعدما تمكن ترامب من الفوز بولاية ثانية بعد أربع سنوات من خروجه من البيت الأبيض، في سابقة لم تحدث في التاريخ الأميركي سوى مرّة، تعرض خلالها لملاحقات قضائية لا حصر لها، بل دين فعلا في 34 منها! حينها قلت لنفسي: هذه الشخصية هي الإفراز لتناقضات مجتمع مأزوم، لا يمكن له سوى إفراز القيادة التي يستحقها، لكن ما ذنب مجتمع
أرسل هذا الخبر لأصدقائك على